بيروت - رياض شومان
فيما رفضت اسرائيل أمس الأحد تنفيذ الاتفاق المبرم مع السلطة الفلسطينية بالافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينين القدامى في سجونها، أفادت مصادر فلسطينية مطلعة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس طلب من الأميركيين تنفيذ إسرائيل اتفاقا سابقا بالإفراج عن نحو 1200 أسير فلسطيني بينهم مسؤولون فلسطينيون كبار ومحكومون بالمؤبد ونساء وأطفال ومرضى مقابل تمديد المفاوضات عاما
آخر.
وقالت المصادر إن عباس كان أخذ تعهدا من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت بالإفراج عن دفعة مماثلة لتلك التي أفرجت عنها الدولة العبرية في إطار صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي كان محتجزا لدى "حماس"، عندما أطلقت إسرائيل سراح 1027 أسيرا في 2011 في عهد رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو. وهذه ليست أول مرة يطلب فيها عباس تنفيذ الاتفاق، لكن نتنياهو رفض تنفيذ تعهدات سلفه أولمرت.
في المقابل، توقع نتنياهو أياما حاسمة بشأن مفاوضات السلام، وقال في جلسة لوزراء حزب الليكود الحاكم أمس الاحد : "أمامنا أيام حاسمة، إما أن نتفق أو ستنفجر المفاوضات". وأضاف ردا على استفسارات حول موقف إسرائيل من إطلاق سراح 30 أسيرا تطالب السلطة بإطلاقهم فورا: "يجب أن يكون مفهوما، لن تجري الصفقة من دون مقابل واضح".
وطلب نتنياهو من الوزراء عدم التطرق إلى مسألة المفاوضات مع الفلسطينيين، قائلا: "من المستحسن عدم الحديث عن المحادثات مع الفلسطينيين حتى تتضح الصورة الكاملة خلال الأيام القليلة المقبلة".
وكان من المفترض أن تفرج إسرائيل أمس عن 30 أسيرا، بينهم 14 أسيرا من فلسطيني الداخل (أسرى عرب 48 الذي يحملون جنسية إسرائيلية) وفق اتفاق أميركي - فلسطيني - إسرائيلي سابق، لكن إسرائيل أخلت بالاتفاق وقالت: إنها لن تقدم على هذه الخطوة من دون تمديد إضافي للمفاوضات، الأمر الذي أدانه الفلسطينيون الذين أكدوا أن الاتفاق بشأن الأسرى كان مرتبطا بعدم الانضمام إلى المؤسسات الدولية وليس المفاوضات.
وحسب تقارير دبلوماسية فإن وزير الخارجية الأميركي جون كيري يدرس زيارة قريبة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن قريبا للضغط من أجل استمرار محادثات السلام. وقالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأميركية بأن كيري سيبقى على اتصال دائم مع أنديك ووفدي التفاوض في إسرائيل ورام الله.
وسط ذلك قال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض صائب عريقات إن الأبواب لم تغلق بعد للإفراج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مضيفا في بيان بثته وكالة الأنباء الفلسطينية، أمس، أنه يجري سلسلة اتصالات دقيقة وحساسة مع الجانبين الأميركي والإسرائيلي في هذه الأيام تتطلب أكبر قدر من الابتعاد التام عن التصريحات الصحافية والإعلامية.