الرباط /الدارالبيضاء ـ محمد عبيد/أسماء عمري
ترّأس وزير الخارجيّة الأميركي جون كيري، رفقة نظيره المغربي صلاح الدين مزوار، الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين المغرب والولايات المتحدة، غداة وصوله إلى الرباط، في وقت متأخر من مساء الخميس، وذلك تحت شعار "تعزيز علاقات التعاون المتينة بين البلدين". وأكّد كيري
في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الثانية للحوار الاستراتيجي بين بلاده والمغرب، الجمعة في الرباط، أنَّ "الشباب، وليس جماعة الإخوان، هم الذين وقفوا وراء المظاهرات التي عرفها ميدان التحرير في القاهرة، في 2011، وأطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك".
ووصفَّ المغرب بـ"المحرك للازدهار والأمن في المنطقة المغاربية، والقارة الأفريقيّة"، مؤكّدًا أنَّ "المملكة توجد في صدارة البلدان الأفريقية التي تستثمر في القارة، وتعتبر بوابة عبور نحو هذا الجزء من العالم".
وأوضح رئيس الدبلوماسية الأميركية، أنَّ "بلاده تتابع باهتمام دينامية انفتاح المغرب على أفريقيا، بقيادة الملك محمد السادس"، لافتًا إلى "الجولة الأخيرة التي قام بها الملك إلى كل من مالي وكوت ديفوار وغينيا والغابون، وكذا مختلف اتفاقات التعاون الموقعة خلال هذه الجولة الملكية".
وأضاف كيري أنَّ "التحدي الآن هو خلق فرص العمل، وهذا تحدٍّ هائل"، مشيرًا إلى أنَّ "ما وقع في تونس وقف وراءه بائع متجول، أراد أن يعيش حياته، وعندما قام شرطي بضربه ثار عليه، وأشعل النار في نفسه، وكذلك في ميدان التحرير في القاهرة لم يكن الإخوان وراء هذه الأحداث، بل الشباب، الذين كانوا يتظاهرون ضد نظام لم يتح لهم الفرص".
وأبرز كيري "الأهمية البالغة التي يتمتع بها الشباب في المنطقة العربية، حيث أنَّ 60% من سكان المنطقة تقل أعمارهم عن 30 عامًا، و50% منهم تقل أعمارهم عن 25 عامًا".
ومن جهته، بيّن وزير الخارجيّة المغربي صلاح الدين مزوار، خلال اللقاء ذاته، أنَّ "توجه المغرب نحو الفضاء الأفريقي يقوم على دعم الشعوب الجارة والصديقة"، مستعرضًا في هذا الإطار الجولات المختلفة التي قام بها الملك محمد السادس إلى العديد من الدول الأفريقية الصديقة.
وشدّد على أنَّ "هذه الجولات تهدف إلى تعزيز وتقوية التعاون جنوب-جنوب، وتركز على حفظ السلام، وحل النزاعات، عبر الطرق السلمية، والتنمية البشرية، والحفاظ على الهوية الثقافية والعقائدية للعديد من الدول الأفريقية".
وأشاد مزوار بمبادرة الولايات المتحدة لتنظيم يومي 5 و6 آب/أغسطس المقبل، القمة الأولى للولايات المتحدة وأفريقيا، معتبرًا أنّها "تمثل إشارة قوية عن التزام الإدارة الأميركية لصالح تنمية القارة".
وكشف عن أنَّ "المغرب مقتنع بضرورة تنفيذ برامج مشتركة مع شريكه الأميركي، بغية ضمان الاستقرار والازدهار الاقتصادي، والدخول إلى مجال الطاقة الجديدة والمتجدّدة، وتعزيز التجارة، وتشجيع الاستثمارات في شتى الميادين".
وأعرب عن "قناعة المغرب بقدرة البلدين على بناء شراكة قويّة، موجّهة للفضاء الأفريقي، تقوم على 3 أعمدة، هي المغرب، والولايات المتحدة، وأفريقيا، قصد الاستثمار المشترك لموقع المملكة، كبوابة رئيسية في شمال أفريقيا نحو أوروبا والقارة السمراء".
يأتي هذا فيما دعت منظمة "مراسلون بلا حدود"، المعنية بالدفاع عن حرية الصحافة في العالم، كيري، إلى إثارة قضية الصحافي المغربي، رئيس تحرير الموقع الإخباري "لكم"، علي أنوزلا، المتهم بقضايا تتعلق بـ"الإرهاب"، خلال مباحثاته المرتقبة مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار، أثناء الزيارة التي تستمر إلى السبت.
وتأتي زيارة كيري إلى المغرب بعد زيارة للجزائر، يومي الأربعاء والخميس.