واشنطن - رياض أحمد
جدَّدت واشنطن دعم الادارة الاميركية القوي لاجراء انتخابات رئاسية في لبنان في موعدها، وان تكون "انتخابات حرة ونزيهة وفقا للدستور ومن دون تدخل خارجي"، رغم تأكيدها ان النزاع في سوريا يهدد استقرار لبنان واقتصاده، لانه انتقل الى لبنان عسكرياً كما ينعكس على اختراق سوريا لحدود لبنان ولان "حزب الله"
يجر الشعب اللبناني الى حرب هدفها حماية النظام السوري.
وقال مسؤولون أميركيون داخل قاعة الكونغرس مساء أمس الثلاثاء، ان تدخل "حزب الله" العسكري في سوريا جذب المتطرفين السنّة الى لبنان واصبح لتنظيمات ارهابية مثل "جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية في العراق والشام" وجود على اراضي لبنان، ولان تدفق اللاجئين السوريين جعل لبنان الدولة التي تؤوي اكبر عدد من اللاجئين في العالم بالنسبة لعدد سكانها، كما نفوا بشدة اخباراً تتحدث عن اتصالات بين واشنطن و"حزب الله".
واشار لورنس سيلفرمان نائب مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط في شهادة ادلى بها خلال جلسة استماع نظمتها اللجنة الفرعية للشرق الاوسط في مجلس النواب بعنوان " التحديات الامنية للبنان ومصالح الولايات المتحدة" الى انه قبل 5 ايام وصل عدد اللاجئين السوريين المسجلين رسميا في لبنان الى مليون الامر الذي يعني ان عشرين في المئة من الذين يقطنون في لبنان الان هم لاجئون، واعتبر ذلك "ازمة انسانية ملحة".
وبعد ان رحب سيلفرمان بتشكيل الحكومة الجديدة وحصولها على ثقة البرلمان، اشار الى ان التحدي السياسي الذي يواجهها الان هو انتخاب رئيس للبلاد، وقا ان حكومته اوضحت لجميع المعنيين موقفها القوي بشأن اجراء الانتخابات في موعدها، معربا عن امله بان الاعتبارات التي دفعت بالسياسيين اللبنانيين الى تشكيل حكومة جديدة، ان تدفعهم ايضا الى ضمان " عدم وجود فراغ في المنصب الرئاسي، وهو اعلى منصب محفوظ للمسيحيين في البلاد". ورأى ان الاخفاق في انتخاب رئيس قد " يقوض الزخم الذي خلقه تشكيل الحكومة ذات الصلاحيات الكاملة. " واضاف " في هذه المرحلة الحرجة يحتاج لبنان الى قيادة مسؤولة تعالج التحديات التي يواجهها لبنان وتكون قادرة على تنفيذ تعهداته الدولية".
وحين سألت رئيسة اللجنة اليانا روس ليتنن المسؤول سيلفرمان عما اسمته اتصالات اميركية مع "حزب الله" رد عليها قائلا " لا يمكن ان تستمر لانها ليست موجودة. دعيني اقول بشكل قاطع انها اخبار غير صحيحة ونفيناها في حينه، ونحن لا نفعل ذلك، ولن نفعله في المستقبل".
وانتقد سيلفرمان تورط "حزب الله" العسكري في سوريا مشيرا الى انه يخالف سياسة "النأي بالنفس"، وتحدث في هذا السياق عن انتهاكات سوريا العسكرية لاراضي واجواء لبنان والتي ادت الى مقتل المدنيين اللبنانيين واللاجئين السوريين، بما فيها القصف الذي تتعرض له بلدة عرسال. وقال ان تدخل "حزب الله" في سوريا كان يهدف لتمكين نظام الاسد وبقائه في السلطة الامر الذي سيؤدي الى المزيد من النزاع واعمال الارهاب والمزيد من الاضطرابات في لبنان. وشدد على ان دور "حزب الله" الى جذب "المقاتلين الاجانب من شيعة وسنّة الى سوريا، وزاد من خطر تفاقم تطرف المقاتلين الذي سيحملون معهم خطرهم الى بلادهم الاصلية لاحقا".
واثنى سيلفرمان على دور الجيش اللبناني في التصدي لارهاب تنظيمات ارهابية مرتبطة بتنظيم "القاعدة" من بينها "جبهة النصرة" و"داعش" و"كتائب عبدالله عزام"، وفي هذا السياق دعا الى زيادة الدعم الاميركي للقوات اللبنانية المسلحة ولقوات الامن الداخلي وتحديثها وتدريبها، وقا ان حكومته تجري الاتصالات مع السعودية وفرنسا للمساهمة في تطبيق خطة تسليح وتدريب الجيش وفق الدعم السعودي المالي البالغ 3 مليارات دولار لتزويد الجيش العتاد الفرنسي.
وقال سيلفرمان ان الامم المتحدة تسعى لجمع مليار و700 مليون دولار لانفاقها على اغاثة اللاجئين في لبنان في 2014 ورأى ان ازمة اللاجئين في لبنان "تمثل ازمة للاجهزة الانسانية للامم المتحدة وللتنظيمات غير الحكومية لاسابقةلها، وان اللبنانيين سوف يواجهون هذا التحدي لوقت طويل" وتوقع ان ينحسر الاقتصاد اللبناني للسنة الرابعة على التوالي، وان البنك الدولي قدر خسائر لبنان الاقتصادية في 2013 بمليارين و500 مليون دولار.
من جهته قال ماثيو سبنس، نائب مساعد وزير الدفاع في الجلسة ذاتها ان عدد المقاتلين الاجانب الذين يشاركون في يالقتال في سوريا فاق عددهم في العراق خلال وصول الحرب هناك الى اوجها، واشار الى ان "جبهة النصرة" و"داعش" صار لهما وجود في لبنان وتسعيا الى تعزيز تعاونها " مع التنظيمات السنية العنيفة الموجودة هناك. وتحدث عن خسائر الجيش اللبناني في عملياته لاحتواء العنف والتصدي للارهاب من صيدا الى طرابلس، واثنى على مهنيته. ورأى سبنس ان تعزيز قوات الجيش اللبناني سوف يساهم في تقويض تبرير "حزب الله" للحفاظ على سلاحه، وكذلك ادعاءه بانه يعمل على حماية مصالح لبنان. وقال النائب تيودور دويتش كبير الديموقراطيين في اللجنة ان اختيار رئيس جديد مدين لـ"حزب الله" سيضر بالجهود الهادفة لان تصبح القوات اللبنانية المسلحة المسؤول الوحيد عن الامن في لبنان.