حلف الاعتدال بين العراق والسعودية

بالتزامن مع قرب زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الى الرياض والتي كانت مقررة امس الاثنين قبل تأجيلها لوقت لاحق بسبب وعكة صحية المت بالملك سلمان بن عبد العزيز وفقاً لمسؤولين سعوديين ، برزت دعوة جديدة اطلقها باحث وكاتب سعودي معروف لتأسيس ما وصفه بحلف الاعتدال بين العراق والسعودية.

وقال الباحث والكاتب السعودي - حسن المصطفى في مقابلة متلفزة تابعتها ( بغداد اليوم ) إن "المملكة العربية السعودية تعتقد إن أمن الخليج لن يتحقق الا باستقرار العراق لـ 4 اعتبارات اولها أنه بلد اساسي في تاريخه وثانيا بتعداد سكانه وطاقاته الاقتصاديه وخاصة في مجال النفط ورابعا ان العراق حجر الزاوية في مكافحة الارهاب".

واضاف ان "السعودية يهمها ان يستقر العراق من خلال دعم سياسي وامني واقتصادي لحكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي يحظى بثقة كبيرة والكاظمي تحدث مع صحيفة عكاظ ووصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالصديق وهذا الوصف ينبئ إلى عمق الصداقة".

وتابع "الرئيس العراقي برهم صالح زار السعودية عام 2018 وكان الكاظمي من ضمن الوفد بصفته رئيسا لجهاز المخابرات العراقي وعوض ان يصافحه ولي العهد عانقه اولاً وفي ذلك إشارة إلى مدى الثقة والعلاقة الشخصية المتينة بينهما وهذه العلاقة من الممكن أن يؤسس لها على مستوى علاقة بين دولتين".

واشار المصطفى الى إن هناك رؤى مشتركة تركز على حفظ أمن الخليج واستقراره، والسعودية تريد من العراق 3 اشياء اساسية اولها أن يكون متحكما بسياسته وان لا تكون لدى إيران او من سواها سلطة على العراق وثانيا السعودية تدعم الكاظمي في جهوده لحصر السلاح بيد الدولة ومنع محاولة اية جهة بزعزعة الأمن لإن هناك شركات سعودية راغبة في الاستثمار بالعراق ولا يمكن لها أن تعمل دون وجود بيئة آمنة وثالثاً أن السعودية تريد من العراق ان يبني علاقات متوارنة مع دول الجوار وان لا تصبح حكومته في صف دولة ما ضد اشقائه العرب".

وفيما يتعلق بتصريحات رئيس الوزراء العراقي لصحيفة عكاظ بشأن التهديدات الاقليمية قال المصطفى إن "الكاظمي يراقب ما يحدث في اليمن وسوريا وليبيا ويرى ان الارهاب ان امتد لن يستثني أحدا والعراق لا يريد للإرهاب ان يعود لانه اكثر من عانى منه ويجب أن يُحجم وتستقر تلك الدول".

ورأى ان "العراق والسعودية هما جناحا العالم الإسلامي بمذاهبه وطوائفه ويحتويان على مقدسات وثقافة عريقة ضاربة في التاريخ يحترمها الملايين وهذه من الممكن أن تمهد لتأسيس حلف الاعتدال القائم على احترام المواطنة والتعددية وحقوق الإنسان ونبذ الفتاوى التكفيرية والمواقف الوصولية".

واضاف "في العراق مرجعية دينية عاقلة والسعودية لديها قيادة سياسية واعية لخطورة الخطابات الوصولية وهذا من الممكن البناء عليه دون أن ننسى التداخل العشائري والاجتماعي بين البلدين".

وكان رئيس الوزراء أكد ان زيارته المرتقبة الى السعودية لن تكون بروتوكولية، وستكون زيارة عمل لتحريك عجلة التعاون بين البلدين.

وقال الكاظمي في حوار مع صحيفة ’’عكاظ’’ السعودية، قبيل إعلان تأجيل الزيارة، إن "زيارته للمملكة تعكس ما لها من ثقل عالمي وإقليمي كبير، متوقعاً حدوث نقلة نوعية في العلاقة بين البلدين".

وأضاف، أن "العراق يريد إطلاق مرحلة جديدة من التعاون والتضامن والتكامل، وان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصديقي ولي العهد لديهما نفس الرغبة".

وتابع الكاظمي، أن "زيارتنا للرياض لن تكون بروتوكولية، لكنها زيارة عمل لبدء عجلة التعاون، وتحصين وتطوير التعاون الاقتصادي بين بلدينا وفتح آفاق واسعة للتكامل الاقتصادي في مختلف المجالات".

وأشار إلى أن "السعودية والعراق تربطهما وشائج تاريخية وإسلامية ضاربة في الجذور"، لافتاً إلى أن "البلدين يسعيان إلى الحفاظ على تلك المكتسبات والدفاع عن قضايا الأمة الثابتة ورفض أي تدخل في شؤون الدول العربية".

وقال رئيس الوزراء، إن "الإرهاب والتأجيج الطائفي وتدخلات القوى الخارجية زادت الأوضاع سوءاً في العقد الأخير في منطقة تعاني من توترات عدة"، داعياً إلى "الخروج من هذه الحلقة المفرغة التي كانت منطقتنا ضحيتها الأكبر".

وبين أنه "يجب فهم التحديات المشتركة وأبرزها النهاية المتوقعة لعصر النفط وتحولات الاقتصاد العالمي التي يجب أن تجعلنا نفكر معاً بطرق مختلفة، ونعيد التركيز على التنمية والتعامل مع المشكلات الحالية والمستقبلية".

ولفت إلى أن "ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أدرك مبكراً أن المنطقة بحاجة ماسة للسلام ومشروع للتنمية، فأطلق رؤيته المستقبلية للسعودية

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

حصة بنت سلمان رئيسًا فخريًا لجمعية المسؤولية المجتمعية

علية الامارة تتوقع خطوات مصطفى الكاظمي المرتقبة في التعامل مع ايران والسعودية