بغداد - نهال قباني
أعلن قائد عمليات تحرير الفلوجة الفريق عبد الوهاب الساعدي، مساء الاثنين، عن تحرير قضاء "الكرمة" شرق الفلوجة بالكامل من سيطرة تنظيم "داعش"، مؤكداً رفع العلم العراقي فوق بناية مجلس القضاء.
وقال الساعدي إن "عملية التحرير جاءت بعد مقتل العشرات من عناصر داعش"، مشيراً الى أن "الجهد الهندسي للقوات الأمنية يواصل تطهير المدينة بشكل كامل من الألغام والعبوات والبيوت الملغمة".
وكان قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، اعلن أمس الاثنين، عزل الفلوجة عن الكرمة وتحرير ثلاث مناطق في مدينة الكرمة.
كذلك اعلنت خلية الاعلام الحربي، الاثنين، ان طائرات القوة الجوية القت منشورات على الفلوجة تتضمن توجيهات للمواطنين، فيما اشارت الى ان جميع تجمعات ومقرات ومخازن "داعش" ستكون اهدافا للقوات الامنية.
وقالت الخلية في بيان ان "المنشورات اوضحت للاهالي ان جميع تجمعات ومقرات ومخازن داعش الارهابي ستكون هدفا لقواتنا، وسيتم تدميرها"، داعية المواطنين الى "الابتعاد عن تلك المواقع".
وأكدت خلية الاعلام الحربي، الاثنين، مقتل مسؤول اعدامات "داعش" بالشرقاط ومسؤولي "الشرطة الاسلامية" وديوان الحسبة بالقضاء. وقالت الخلية في بيان ان "خلية صقور الشرقاط نفذت عملية بطولية في القضاء".
واضافت ان "الخلية تمكنت من اغتيال مسؤول الاعدامات في الشرقاط المدعو (عبدالله ابو مريم)، الذي نفذ الاعدام بحق الشهيد البطل علي عيد الجميلي"، مبينة ان "الخلية اغتالت ايضا مسؤول الشرطة الاسلامية في القضاء المدعو (حجي هاني) ومسؤول مايسمى الحسبة في الشرقاط المدعو (ابو عائشة).
وفي بغداد دعا رئيس ائتلاف الوطنية أياد علاوي، الاثنين، للحفاظ على أرواح أهالي مدينة الفلوجة، فيما أكد على ضرورة تحقيق الانتصار السياسي من خلال تدعيم المصالحة الوطنية.
وقال علاوي في بيان إن "أبناء العراق الغيارى انطلقوا فجر الاثنين في ملحمة جديدة من ملاحم التحرير لاستعادة مدينة الفلوجة الصابرة، وفك أسر اهلنا المرتهنين من قبضة تنظيم داعش الارهابي".
وبين علاوي، أن "الساعات الماضية شهدت فصلاً من فصول البطولة لقواتنا المسلحة والمقاتلين النشامى في الجيش والشرطة الوطنية وكافة المقاتلين وباسناد طيران التحالف الدولي الصديق وهم يسدلون الستار معا على مشهد مؤلم في تاريخ داعش الاسود وجرائمها وظلاميتها، واعادة الامل الى اهلنا في هذه المدينة العراقية الكريمة".
وأضاف علاوي قائلاً، "نناشد ابناءنا في ساحة المعركة لبذل كل ما في وسعهم للحفاظ على أرواح وأعراض وأموال أهلنا في الفلوجة الكريمة وتقديم كافة اشكال العون الإغاثي لهم".
وأكد رئيس الوزراء الأسبق، على "ضرورة تحقيق الانتصار السياسي من خلال تدعيم الوحدة والمصالحة الوطنية وإعادة اهلنا من النازحين والمهجرين والمهاجرين وتعويضهم عن معاناتهم القاسية".
وفي نيويورك عبَّرت الأمم المتحدة عن قلقها على مصير نحو 50 ألف شخص لا يزالون في مدينة الفلوجة، في الوقت الذي تشتبك فيه قوات عراقية هناك مع مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك في مؤتمر صحفي: "نحن قلقون للغاية على مصير المدنيين الباقين في الفلوجة مع بدء العمليات العسكرية"، مضيفا: "تقديراتنا تشير لوجود نحو 50 ألف مدني في الفلوجة. لا يزال الموقف الإنساني متقلبا بالتأكيد".
وقال دوجاريك إن الأمم المتحدة تتعاون مع الشركاء المحليين من المنظمات الإنسانية لتقييم الاحتياجات ونمط حركة المدنيين الباقين في الفلوجة البعيدة بنحو 50 كيلومترا عن بغداد، والتي كانت أول مدينة عراقية سيطر عليها تنظيم داعش في يناير/كانون الثاني 2014.
وأوضح المسؤول الدولي أن المدنيين "يواجهون خطرا شديدا في محاولتهم الفرار. من المهم أن تتوفر لهم بعض الممرات الآمنة". وتابع أن أحد المشاكل الرئيسية التي تواجه المدنيين النازحين هي درجات الحرارة المرتفعة في العراق وخطر الإصابة بالجفاف.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انطلاق عملية لاستعادة الفلوجة من قبضة "داعش" بعدما طالب الجيش العراقي سكان المدينة المحاصرة بالخروج قبل بدء القتال.
وتحاصر القوات العراقية الفلوجة منذ العام الماضي لكنها ركزت معظم عملياتها القتالية على أراض يسيطر عليها مسلحو التنظيم، في الشمال والغرب. وتعهدت السلطات باستعادة الموصل، كبرى مدن شمال العراق، خلال العام الحالي، بما يتماشى مع خطة أمريكية لإخراج التنظيم من معقليه الرئيسيين في العراق وسوريا.