استشهاد شابَّيْن فلسطينيين بنيران الإحتلال الإسرائيلي

رام الله – وليد أبوسرحان استشهد الشاب أنس فؤاد الاطرش (23 عامًا) من سكان الخليل، فجر الجمعة، جراء تعرضه لإطلاق نار من قبل قوات حرس الحدود الإسرائيلي على حاجز "الكونتينر"، شمال شرقي بيت لحم، كما استشهد فلسطيني أخر، مساء الخميس، على حاجز "زعترة" جنوب مدينة نابلس. وزعم جيش الاحتلال أن الشاب الأطرش حاول طعن أحد الجنود على الحاجز ، فقام جندي بإطلاق النار صوبه، ما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة في بطنه، أدت إلى استشهاده، فيما أوضح بشأن شهيد حاجز "زعترة" أنه "أطلق ألعابًا نارية صوب جنود الاحتلال، ومستوطنين كانوا على الحاجز".
وتسلّم الارتباط العسكري الفلسطيني، فجر الجمعة، جثمان الشهيد بشير سامي سالم حبانين (28 عامًا)، الذي استشهد برصاص الاحتلال جنوب نابلس.
ويتعمد جنود الاحتلال على حواجز التفتيش التنكيل وضرب العابرين الفلسطينيين، وحتى إطلاق النار عليهم، فيما يعتقد أهالي الشهيدين، الذين سقطا على حاجزين إسرائيليين في أقل من 24 ساعة، بأن "قتلهم تم على خلفية مراهنة ما بين جنود الاحتلال على من يستطيع إطلاق النار عليهم، لاسيما وأن الرواية الإسرائيلية جاهزة بأنهما قتلا جراء مهاجمتهم للجنود، سواء بالسلاح الأبيض أو غيره".
وذكرت مصادر أن الشهيد وهو من قرية مركة، قضاء جنين، يعمل محاضرًا في جامعة "خضوري"، في مدينة طولكرم، وفور إبلاغ عائلته، وانتشار الخبر في قريته، الواقعة جنوب جنين، توجه المئات من الأهالي إلى مستشفى الشهيد خليل سليمان الحكومي، حيث نقل جثمان الشهيد بعد تسلّمه.
ونفى والد الشهيد حبانين رواية الجيش، الذي قال بأن الشهيد أطلق ألعابًا نارية نحو مستوطنين، وأوضح أنها "كذبة وخديعة، بغية إخفاء معالم الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال".
وروى الوالد أن "بشير غادر منزله، الخميس، للالتحاق بالجامعة وهو صائم، وبعد انتهاء الدوام كان في طريق العودة إلى منزله".
وأكّد عم الشهيد المواطن جهاد سالم أنه "شاهد رصاصات عدة في ظهر بشير، وواحدة في صدره، وآثار دماء على أنحاء جسده كافة، بما فيها وجهه".
وأشار إلى أن "بشير خريج جامعة مصر، ويحمل شهادة تخصص في تصميم الأزياء، ومنذ أعوام يعمل محاضرًا في الجامعة، ولا ينتمي لأي تنظيم فلسطيني".
وطالبت عائلة الشهيد السلطة الوطنية برفع شكوى ضد الكيان الإسرائيلي، والمطالبة بتشيكل لجنة دولية للتحقيق بالجريمة .
ومن المقرر، تشيع جثمان الشهيد بعد صلاة الجمعة، في قريته التي لأعلن فيها الحداد.
والشهيد ينحدر من عائلة لاجئة من قرية سركس في منطقة "رهط" في النقب، ويعتبر الثاني في عائلته، المكونة من 12 شخصًا .
ومع استشهاد الشابين الأطرش وحبانين يرتفع عدد الشهداء الذين سقطوا عقب استئناف المفاوضات مع إسرائيل، في نهاية تموز/يوليو الماضي إلى عشرة شهداء، فضلاً عن استشهاد الأسير حسن الترابي، صباح الثلاثاء الماضي.
ومن جهته، عبّر وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون، الجمعة، عن عدم خشيته من اندلاع انتفاضة فلسطينة ثالثة.
وعقّب يعالون على تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري من اندلاع انتفاضة ثالثة، قائلاً أنه "يجب عدم إبداء المخاوف من حصول هذا الأمر".
وأوضح الوزير أنه "ليس هناك أي مؤشر على الرغبة في التوصل إلى حل وسط من الجانب الفلسطيني، ولذلك يبدو أنه لن يتم حل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، وأن حلّه سيمتد على فترة طويلة".
وأشار يعالون، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، إلى أنه "ليست هناك قيادة فلسطينية تصرح بأنها مستعدة للاعتراف بإسرائيل كدولة الشعب اليهودي، ولا اعتبار أية تسوية إقليمية نهاية للنزاع وللمطالب".
ولفت إلى أن "الأمر لا يعني أن إسرائيل ترغب في السيطرة على الفلسطينيين، بل من الأفضل أن يتمتعوا باستقلال سياسي، ويقومون بتطوير اقتصادهم والمؤسسات الحكومية والنظام والقانون والتعليم".