صنعاء ـ عبدالعزيز المعرس
يحتفل اليمن، الخميس، بالعيد الوطني الــ 51 لثورة "26 سبتمبر"، في ظل مخاوف أمنيه وتزايد عدد الاغتيالات في صفوف الشرطة والجيش، فيما دعا المجلس الأعلى للحراك الجنوبي إلى الزحف إلى محافظة عدن، في مسيرة مليونية، لإعلان رفضه مؤتمر الحوار الوطني.
وأكد مصدر أمني، لــ"العرب اليوم"، أناللجنة التحضيرية للاحتفالات في العاصمة
صنعاء، في اجتماعها، الثلاثاء، رفضت إقامة المهرجان الاحتفالي في منطقة التحرير التي تُقام فيها الاحتفالات سنويًا بسبب مخاوف أمنية.
وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية، نقل موقع إيقاد شعلة اليوبيل الذهبي لثورة الـ26 من أيلول/سبتمبر، من منطقة التحرير جنوب العاصمة صنعاء، إلى منطقة العرضي بجوار مجمع وزارة الدفاع في باب اليمن.
وأوضحت مصادر أمنية، أنه تم تأمين بروفة حفل إيقاد الشعلة في مجمع العرضي بـ12 طقمًا من الأمن المركزي, وكتيبة راجلة وكتيبة فضّ شغب، بالإضافة إلى 14 طقمًاً من شرطة النجدة، و60 فردًا، و9 أطقم من أمن الأمانة، و50 فردًا من الشرطة الراجلة.
وحذر بيان صادر عن حزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، الثلاثاء، من أي خطوة لنقل موقع الاحتفال، معتبرًا نقله إلى أي مكان آخر "خيانة للثورة ولأهدافها".
ودعا المجلس الأعلى للحراك الجنوبي إلى الزحف إلى محافظة عدن، في مسيرة مليونية، لرفضه مؤتمر الحوار الوطني، فيما برر المجلس الأعلى رفضه القاطع للمؤتمر بأنه لاحوار مع ما يصفه بـ "الاحتلال اليمني"، وإنما "تفاوض ندي وتحت إشراف دولي لاستعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن".
وجاء في نص بيان المجلس، الذي حصل "العرب اليوم" على نسخه منه:
"بسم الله الرحمن الرحيم .. يا أبناء شعبنا الأحرار في الجنوب المحتل أيام قليلة وتهل علينا ذكرى اليوبيل الذهبي، الذكرى الخمسين لثورة 14 تشرين الأول/أكتوبر 1963م المجيدة، الثورة الأولى التي انطلقت من قمم جبال ردفان الشماء وسطر فيها الأجداد، والأباء ملحمة نضالية جسدت الإرادة الوطنية الفذة لشعبنا الجنوبي العظيم والصمود والتفاني والفداء في اطار نسيج جنوبي متلاحم غير واهن ولا متشقق تكلل بطرد المحتل البريطاني وإرغامه على الرحيل من أراضينا الطاهرة في العام 1967م، وأن هذه الذكرى العطرة التي نستعيد من خلالها الدروس والعبر، ونتفكر مليًا في أسباب نجاحها تجعلنا اليوم ونحن في ظرف احتلال أسوا من الأول أكثر إصرارًا على المضي بثبات وقوة في نضالنا المشروع والعادل حتى طرد المحتل اليمني الذي اجتاح وطننا بالقوة العسكرية في تموظ/يوليو 1994م في غفلة من الزمن وظل يعمل جاهدًا على طمس هويتنا وتاريخنا، ناهيك عن نهب ثرواتنا ونشر الفساد والفوضى، وتأتي هذه الذكرى التاريخية العظيمة التي نترحم فيها على شهدائنا الأوائل ونقف بإجلال لأدوارهم البطولية الملهمة وشعبنا الجنوبي المكافح والصامد يخوض ثورة شعبية عارمة، قدم فيها قافلة من الشهداء سقوا بدمائهم الغالية أرض الجنوب من أجل التحرير والاستقلال، مستبدلاً الكفاح المسلح بالنضال السلمي في الساحات والميادين على طريق التصعيد الثوري من خلال تفعيل آليات منظومة النضال السلمي كافة، ولهذه المناسبة الوطنية يدعو المجلس الاعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب جماهير شعبنا الجنوبي البطل للزحف الى العاصمة عدن مساء 11 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، للتجمهر في ساحة الحرية (ساحة العروض) في خور مكسر، استعدادًا للمشاركة في الفعالية الكبرى في 12 من الشهر ذاته، لإحياء الذكرى الخمسين لـ(ثورة أكتوبر) المجيدة، مسطرًا بذلك ملحمة جديدة أمام العالم يثبت فيها قوته وجبروته، وأنه ماضٍ في طريق التحرير والاستقلال وطرد المحتل، وأن هذا الخيار هو خيار الشعب لاهوادة فيه ولا تراجع عنه مهما كلف من ثمن، ويجدد المجلس الأعلى تأكيده على رفضه القاطع للحوار المزعوم في عاصمة الاحتلال اليمني، وأنه لاحوار، وإنما تفاوض ندي، وتحت إشراف دولي لاستعادة دولة الجنوب وعاصمتها عدن، ويؤكد حرصه على وحدة الصف الجنوبي، وعلى مبدأ التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي، وتفعيل مضامينه على أرض الواقع قولاً وفعلاً، والتطلع إلى جنوب جديد خالٍ من رواسب الماضي، فالجنوب اليوم وغدًا سيكون ملكًا لكل أبنائه من دون إقصاء أو تخوين لأحد، وأن مهمة تحريره واستقلاله تعتبر مهمة كل أبناء الجنوب، كما يدعو الجميع إلى استلهام المعاني الجليلة لثورة أكتوبر، وأسباب نجاحها الكامن في الوحدة الوطنية الجنوبية المتراصة والمصطفة في خندق واحد، وأنها لثورة حتى النصر المبين، الجنة الخضراء لشهدائنا،والشفاء الكامل لجرحانا، والحرية العاجلة لأسرانا".