مقاتل من المعارضة السورية قرب مدفع في قاعدة الشيخ سليمان
دمشق ـ وكالات
قتل 130 شخصًا الإثنين في مناطق سورية مختلفة في اشتباكات بين الجيشين السوري والحر، في الوقت الذي أعلنت فيه إحدى كتائب الجيش الحر السيطرة على الكتيبة"111" للدفاع الجوي في منطقة الشيخ سليمان، ما يجعل المعارضة المسلحة تسيطر على الجزء الشمالي الغربي لمحافظة حلب، فيما اعتبر المبعوث
العربي والأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أنَّ حل الأزمة السورية ما زال ممكنًا، مشيرًا إلى وجود اتفاق أميركي ـ روسي على هذا الأمر وعلى ضرورة أن يقوم أي حل سياسي على بنود "إعلان جنيف، فيما وصف رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، الوضع في سورية بأنه "وصمة في ضمير العالم"، فيما شددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، على ضرورة أن تكون الحكومة الانتقالية التي تبحث قوى المعارضة السورية تشكيلها يجب أن تمثل الشعب السوري وتلبّي تطلعاته ".
وفي حين تجتمع مجموعة "أصدقاء الشعب السوري" الأربعاء في المغرب لبحث زيادة الدعم الإنساني والسياسي للمعارضة السورية، قال مصدر سوري إن "الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية قرر تأجيل تشكيل الحكومة الانتقالية إلى ما بعد مؤتمر أصدقاء سورية في المغرب"، وأوضح أنَّ التأجيل جاء إلى حين استكمال ، الاعتراف الدولي بالائتلاف، وقال "إنَّ قرار التأجيل اتخذ في ختام اجتماع الائتلاف مساء الأحد في القاهرة".
وقد دعا قادة الائتلاف بشكل طارئ لعقد هذا الاجتماع لحسم قضية الحكومة المؤقتة قبل مؤتمر مراكش، وتشكيل المجلس السياسي للائتلاف غير أن تصويتًا جرى بين الأعضاء حسم خيار التأجيل لما بعد المؤتمر.
وتزعم خيار التأجيل كتلة المجلس الوطني السوري داخل الائتلاف، التي رأت أنَّ الحكومة المؤقتة تحتاج لمقرات آمنة بالداخل السوري ودعم مادي، وقبل ذلك اعتراف دولي كامل، وهو ما يمكن الحصول عليه في مؤتمر مراكش، وذلك حسبما نقلت وكالة أنباء الأناضول.
وقرر أعضاء الائتلاف اختيار جورج صبرا نائبًا لرئيس الائتلاف، ليصبح النائب الثالث بعد رياض سيف وسهير الأتاسي.
وكان عضو الائتلاف الوطني، عبد الباسط سيدا، كشف في وقت سابق أنَّ التوجه العام لتشكيل الحكومة الانتقالية ينحو لأن تكون مصغرة، وتقتصر على الوزارات السيادية والضرورية للشعب السوري.
من جانبها تواصل القوات النظامية، قصف محيط دمشق بالمدفعية والطيران في محاولة للقضاء على تجمعات المقاتلين المعارضين الذين يستخدمون ريف دمشق قاعدة خلفية لهم محاولين التقدم نحو العاصمة، لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد أنَّ مقاتلين إسلاميين من عناصر جبهة النصرة سيطروا الاثنين على كل قاعدة الشيخ سليمان العسكرية في شمال غرب سورية بعد أسابيع من المعارك العنيفة.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إنَّ المعارضة المسلحة "تسجل بذلك تقدمًا نوعيًا"، مشيرًا إلى أنَّ الجيش "يتعرض لخسائر عسكرية فادحة، إلا انَّه اشار إلى استمرار وجود "وحدات تابعة للجيش في القرى المحيطة" بالشيخ سليمان وفي مركز البحوث العلمية القريب من القاعدة.
وأظهر شريط فيديو بثه ناشطون على شبكة الانترنت، مسلحين يتقدمون في القاعدة التي خلت من الجنود، رافعين العلم الإسلامي، مشيرين إلى أنَّهم من كتيبة المهاجرين.
وتلا أحدهم في شريط آخر "بيان تحرير" قاعدة الشيخ سليمان ، وقال "نحن لواء أحرار دارة عزة جند الله قمنا بفضل الله وعونه بالتعاون مع كتائب ومجموعات أخرى بتحرير الفوج 111 المتكون من عدة كتائب، كتيبة دفاع جوي، كتيبة بحوث علمية، مستودعات معامل الدفاع".
وأضاف "تم بعونه السيطرة على كافة عتاد هذا الفوج من مدافع عيار 57 و23 وباقي من الاسلحة الفردية والرشاشات الخفيفة". وقال "تم أسر العديد من الجنود وقتل الباقي منهم".
وتقع القاعدة على بعد 12 كلم شمال غرب حلب، وتمتد على مسافة كيلومترين مربعين تقريبا، وهي آخر مقر مهم للقوات النظامية في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وادلب وتقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة.
وأفاد صحافي من وكالة فرانس برس كان في موقع الهجوم، أنَّ عددًا كبيرًا من المقاتلين الذين دخلوا القاعدة هم عرب أو من القوقاز بقيادة رجل أوزبكي.
من جهة ثانية، شن الطيران السوري الإثنين غارات على مناطق عدة في ضواحي دمشق حيث تجري معارك دامية منذ اسابيع، كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، موضحًا أن الاشتباكات تتمركز في مدينتي داريا ومعضمية الشام.
وقتل الأحد 94 شخصًا في مناطق مختلفة من سورية بينهم 37 في دمشق ومحيطها، بحسب المرصد الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من المندوبين والناشطين في كافة انحاء
سورية وعلى مصادر طبية..
وفي جنيف، أعلنت الامم المتحدة أنَّ محادثات "بناءة" بشأن سورية جرت الأحد بين موفد الامم المتحدة وجامعة الدول العربية الأخضر الإبراهيمي، وممثلين عن روسيا والولايات المتحدة.
وأشارت الأمم المتحدة في بيان لها إلى أنَّ المشاركين سعوا إلى "دفع عملية السلام وحشد المزيد من العمل الدولي لصالح حل سياسي للأزمة السورية"، مؤكدين في الوقت نفسه أنَّ "الوضع في .سورية سيء ويستمر في التفاقم
وقال الإبراهيمي في بيان أن الاجتماع "كان بناء وعقد بروح التعاون".
وأشار إلى أنَّ البحث تطرق إلى سبل المضي قدمًا بعملية سياسية وحشد المزيد من العمل الدولي بغية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية".
وأضاف البيان أنَّ "الأطراف الـ3 جددت تقييمها لأنَّ الوضع في سورية سيء ويزداد سوءًا، وشددوا على عملية سياسية لإنهاء الأزمة في سورية ضرورية وما زالت ممكنة".
واتفق المجتمعون على أنه لا بد أن يقوم أي حل سياسي على بنود البيان الذي أصدرته مجموعة العمل التي التقت في جنيف في 30 حزيران/يونيو الماضي، وعلى الاجتماع من جديد في المستقبل القريب.
وصدر "إعلان جنيف" خلال اجتماع مجموعة العمل، التي ضمت أمين عام الأمم المتحدة وأمين عام جامعة الدول العربية والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن (الولايات المتحدة، الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا) ووزير الخارية التركي والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية العراق والكويت وقطر، في جنيف وينص على إنشاء هيئة حكومية انتقالية تمثل فيها المعارضة والسلطات السورية.
وكان الإبراهيمي التقى في العاصمة الإيرلندية دبلن الأسبوع الماضي كلًا من وزيري الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والروسي سيرغي لافروف واتفقوا على الحاجة الماسة لبدء عملية سياسية تساعد في حل النزاع بسورية.
ومن جانبه، قال رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو،باروسو في كلمته بعد تسلّمه ورئيس مجلس الإتحاد الأوروبي، هرمان فان رومبوي، ورئيس البرلمان الأوروبى، مارتن شولتز، جائزة نوبل للسلام عن الاتحاد الأوروبي، "كمجتمع من الدول تغلّبَ على الحرب وقاتل الشمولية، سوف نقف دائمًا إلى جانب أولئك الذين يسعون لتحقيق السلام والكرامة الإنسانية".
وأضاف "اسمحوا لي أن أقول من هنا، اليوم: الوضع الراهن في سورية وصمة في ضمير العالم ولدى المجتمع الدولي واجب أخلاقي لمعالجته".
وأشار إلى أنه في ذكرى اليوم العالمي لحقوق الإنسان، "تتجه أفكارنا إلى المدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم الذين وضعوا حياتهم في خطر من أجل الدفاع عن القيم التي نعتز بها. ولا يمكن لأي جدار سجن إسكات أصواتهم. نحن نسمعهم في هذه القاعة اليوم".
وتسلّم الاتحاد الأوروبي، الإثنين رسميًا، جائزة نوبل للسلام التي كانت اللجنة المختصة أعلنت عن منحها له في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأشارت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون لدى وصولها إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد، إلى أنها "التقت للمرة الثانية، رئيس "الائتلاف السوري لقوى المعارضة والثورة" المشكل أخيرًا، معاذ الخطيب، الذي سينضم إلى اجتماع الوزراء الأوروبيين لإطلاعهم على مقترحاته بشأن العملية السياسية ومشاورات المعارضة لتشكيل حكومة انتقالية".
وقالت للصحافيين بعد اجتماعها بالخطيب "كما دائمًا شددت على ضرورة أن تمثل "الحكومة الانتقالية" الجميع وشددت على أن بإمكان الشعب السوري أن يتوقع دعم الاتحاد الأوروبي ليس في أوقات الأزمة فقط بل للمدة المطلوبة للمساعدة في دعم البلاد وإعادة إعمارها".
وأضافت أنه "من المهم أن يكون هناك عملية سياسية إلى جانب كل شيء آخر. وعليكم أن تنطلقوا من هنا إلى الموقع الذي يكون لديكم فيه حكومة مختارة وشاملة في سورية يكون جميع الشعب فخورًا بها".
وأشارت إلى أن "الأمر الأساسي أنها يجب أن تخص الشعب السوري كلّه الذي يجب أن يشعر أنها له. نريد أن نساعد ولكنه بلدهم".
وقالت آشتون إنه من المهم "الإعتراف بالأمور الرهيبة التي تحصل في سورية والمسؤولية التي يتحملها الرئيس بشار الأسد. قلنا منذ البداية إنه لا مكان في السلطة في بلدكم إذا كان ردّكم على المظاهرات السلمية بقتل شعبه".
وكان الائتلاف الوطني السوري عقد أول اجتماع له بالقاهرة التي يتخذها مقرًا رسميًا له، أمس الأحد، لبحث أمور تنظيمية بالإضافة إلى إجراء مشاورات بشأن تشكيل حكومة إنتقالية في الخارج.
وبالتزامن مع التكورات الجارية على الأرض في سورية، والاتصالات الدولية، استمر الجدل في العالم بشأن إمكانية استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي في النزاع الدائر منذ نحو 21 شهرًا.
وهيمن هذا الموضوع على نقاشات منتدى المنامة حول الأمن الإقليمي الذي أنهى أعماله الأحد.
وحذَّر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من استخدام دمشق للاسلحة الكيميائية والبيولوجية، مشيرًا إلى وجود "سيناريوهات خطيرة" عدة بينها إمكانية وصول هذه الأسلحة "إلى أيدي مجموعات اخرى".
وقال نائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو أنَّ المخاوف حقيقية "لأنَّ النظام السوري فقد كل عقلانية وشرعية".
وكثف المجتمع الدولي في الأيام الاخيرة تحذيراته من لجوء النظام السوري إلى الأسلحة الكيميائية، بعد أن أفاد مسؤولون أميركيون أنَّ الجيش السوري قام بتحميل قنابل بغاز السارين لالقائها بواسطة طائرات.
ودعا خبراء في المنتدى إلى التعامل بحذر مع هذه المعلومات، من دون استبعاد احتمال استخدام مثل هذه الاسلحة، وقال الباحث في مركز كارنيغي للشرق الاوسط يزيد صايغ، لوكالة فرانس برس "إنَّ الفائدة الحقيقية من هذا السلاح في الحرب محدودة جدًا، لانَّه لا يمكن استخدامه في مناطق تشهد انتشارًا لقوات معارضة وتضم مدنيين يؤيدون النظام، كما لا يمكن استخدامه ضد مدنيين معارضين في منطقة تنتشر فيها قوات نظامية".
في غضون ذلك قال مقاتلون في سورية أنَّهم نجحوا في تصنيع مدرعة مصفحة أطلقوا عليها تسمية "شام-2". واستخدم المصممون قطع غيار لسيارات عادية في صناعة هذه المدرعة. وتبلغ سماكة الدرع قرابة 2 سم.
ونصب المقاتلون رشاشا من عيار 7.62 ملم يجري التحكم فيه من داخل المدرعة التي زودت أيضا بخمس كاميرات، وضعت إحداها فوق الرشاش.
وذكر مقاتلون في المعارضة أنَّ تكلفة المدرعة تبلغ 10 آلاف دولار دون حساب ثمن الأسلحة.