قتلى في سورية واشتباكات حول مطار تفتناز
دمشق ـ وكالات
أعلنت المعارضة السورية، أن 70 شخصًا قُتلوا الخميس، على أيدي القوات الحكومية، في مناطق متفرقة من البلاد، في الوقت الذي سيطر فيه الجيش الحر "المعارض" بالكامل على مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب، والذي يُعد من أهم المطارات في شمال سورية، وذلك بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية، فيما كشفت الأمم المتحدة
عن أن حصيلة القتلى في سورية منذ 21 شهرًا تجاوزت الـ60 ألف قتيل وقالت شبكة "شام" الإخبارية، إن "70 شخصًا سقطوا الخميس، في مناطق عدة من سورية، على أيدي الجيش السوري، وذلك غداة مقتل 178 شخصًا غالبيتهم في ريف دمشق، منهم 28 قتيلاً سقطوا في قصف للطيران السوري على أحد أفران مدينة المعضمية معظمهم من الأطفال، وفي بلدة دير العصافير حصد القصف أرواح 9 أشخاص من أهالي البلدة، وفي المليحة وقعت مجزرة أخرى بقصف طيران (الميغ) للبلدة مما أسفر عن مقتل 14 شخصًا، كما ضرب الطيران السوري محطة وقود وقتل 5 أشخاص من الأهالي ومثلهم 8 في عربين، ومن بين قتلى الأربعاء 17 طفلاً و9 سيدات، وفي إدلب قُتل 16 بينهم 5 أطفال وسيدة، وفي درعا 14 قتيلاً بينهم 3 سيدات، وفي حلب 16 بينهم سيدة وطفلين، وفي حمص 5 قتلى، وفي حماة 4 بينهم سيدة، وديرالزور 3، وقتيل في كل من السويداء والرقة"، في حين تحدث ناشطون عن اشتباكات عنيفة في حرستا في ريف دمشق، الأربعاء، وكذلك في شارع الثلاثين في مخيم اليرموك في العاصمة، في وقت تحاول فيه القوات الحكومية معززة بعشرات الآليات اقتحام بلدة داريا، كما سجلت اشتباكات مماثلة حول مقر الأمن السياسي في دير الزور، وفي محيط بلدة بصر الحرير في درعا، وفي حيّي العباسية والشيخ مسكين بدرعا نفسها حيث قتل شخص على الأقل".
في غضون ذلك، أعلن "اتحاد تنسيقيات الثورة"، أن "الجيش الحر سيطر بالكامل على مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب، والذي يُعد من أهم المطارات في شمال سورية، وذلك بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية في محيط المطار، حيث كانت تستخدمه كنقطة انطلاق لإلقاء البراميل المتفجرة على المدن والقرى المحيطة، ويبلغ عدد العاملين في المطار 400 شخص، ما بين ضباط وفنيين ومجندين، أما عدد الطائرات فيه فقد وصل إلى 30 طائرة بين مقاتلة وناقلة، بالإضافة إلى 7 مدرعات و5 مدافع وراجمات صواريخ، كما يحتوي المطار على مستودعات للذخيرة والصواريخ والوقود وهو محمي بغطاء مدفعي قوي وصلب"، فيما قالت لجان التنسيق المحلية، إن "الطائرات السورية قصفت محطة وقود في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية مستهدفةً تجمعاً للمواطنين، مما أدى إلى مقتل العشرات بينهم أطفال ونساء، وأن السلطات عمدت إلى توزيع المازوت على محطة الوقود وبعد تجمع السكان قصفتهم بالطائرات، كما قُتل أكثر من عشرين شخصًا في معضمية الشام إثر قصف جوي وفي دير العصافير قتل نحو عشرة في قصف مماثل للطيران السوري، وفي محافظة حلب قُتل مقاتل من المعارضة خلال اشتباكات في محيط (اللواء 80 ) في ريف حلب، كما دارت اشتباكات بين القوات الحكومية ومقاتلي المعارضة في محيط مطار كويرس العسكري في ريف حلب، وفي ريف حمص تتعرض منطقة الحولة للقصف من قبل الجيش السوري وسط أنباء عن سقوط جرحى".
من جهتها، أعلنت الأمم المتحدة أن حصيلة القتلى في سورية منذ 21 شهرًا تجاوزت الـ60 ألف قتيل، حيث قالت المفوضة العليا لحقوق الإنسان نافي بيلاي إن "البيانات تظهر أن 59 ألفاً و648 شخصاً قتلوا في سورية حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، وأن عدد القتلى هو فعلاً أكثر بكثير مما يُعتقد ويثير صدمة حقاً"، وبهذا تكون حصيلة المنظمة الدولية، التي كانت قد توقفت منذ مطلع العام 2012 عن تقديم أرقام عن القتلى في سورية، أعلى بكثير من تلك التي يعتمدها المرصد السوري لحقوق الإنسان، والتي تخطت 46 ألف قتيل، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من بريطانيا مقرًا له، ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سورية، أن "أرقامه لا تشمل آلاف المفقودين والمجهولي الهوية و(الشبيحة) أو المقاتلين الأجانب"، وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في وقت سابق، إن إحصاء هؤلاء وكشف القوات الحكومية والمقاتلين المعارضين للرئيس بشار الأسد الأرقام الفعلية لخسائرهم، قد يرفع عدد الضحايا إلى أكثر من 100 ألف شخص.
وتزامنًا، أفادت عائلة صحافي الأميركي المستقل جيمس فولي (39 عامًا)، الذي قدم في الأشهر الأخيرة تحقيقات فيديو لوكالة "فرانس برس"، بأنه خطف في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر في شمال غرب سورية، حيث أكد جون فولي والد الصحافي "نريد أن يعود جيم بسلام إلى المنزل أو نحتاج على الاقل إلى التحدث إليه لنعرف إن كان في صحة جيدة"، مضيفًا أن "جيم صحافي موضوعي وندعو إلى إطلاق سراحه سالمًا".
وكانت عائلة فولي قد طلبت التكتم على خطف ابنها، على أمل أن يسمح ذلك بتعزيز الجهود لإطلاق سراحه، لكنها قررت الأربعاء، وبعد ستة أسابيع على تعرضه للخطف إعلان ذلك، حيث وجه فولي نداءً إلى "الذين لديهم جيم، أرجوكم اتصلوا بنا لنعمل معًا من أجل إطلاق سراحه".
وجيمس فولي مراسل حرب محنك، قام بتغطية معظم النزاعات في السنوات الأخيرة، وحتى عشية اختفائه، قدم لـ"فرانس برس" تسجيلات فيديو من إدلب، ومنذ نهاية آذار/مارس 2012 مد فولي الوكالة بحوالي ثلاثين ريبورتاج فيديو، وتفيد شهادات جمعتها الوكالة أنه أوقف في 22 تشرين الثاني/نوفمبر قرب مدينة تفتناز، من قبل أربعة رجال مسلحين برشاشات "كلاشنيكوف"، أفرجوا بعد ذلك عن سائقه ومترجمه، ويعمل فولي أيضًا للموقع الأميركي "غلوبال بوست" المتخصص في الأخبار الدولية، كما يعمل لصالح شبكات تلفزيونية أميركية كبرى، ولعائلة فولي موقع على الإنترنت وصفحة على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، وبخاصة لابنهما المخطوف، وعملت "فرانس برس" التي تتضامن مع فولي وعائلته، منذ البداية على التوصل إلى الإفراج عنه، حيث قال رئيس مجلس إدارة الوكالة ايمانويل هوغ، "نحن على تواصل دائم مع عائلة الصحافي وأقاربه، ونضاعف الاتصالات ونتخذ كل الاجراءات التي يمكن أن تساعد في الإفراج عنه، فهو صحافي محترف، التزم الحياد الكامل في هذا النزاع، وعلى خاطفيه، أيًا كانوا، إطلاق سراحه فورًا".
من جهة أخرى، استخدمت قوات الدرك الأردنية، الأربعاء، الغاز المسيل للدموع في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، إثر أعمال شغب على خلفية توزيع مساعدات إنسانية، حيث تستضيف المملكة المجاورة لسورية نحو 250 ألف لاجىء سوري، فروا من المعارك في بلدهم، منهم أكثر من 55 ألفا في مخيم الزعتري في شمال الأردن