مجازر البراميل المتفجرة في حلب

حلب – هوازن عبد السلام وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 308 سورياً من المدنيين في محافظة حلب كحصيلة للأيام الستة ، والتي شهدت قصفا عنيفا بعشرات البراميل المتفجرة على معظم أحياء حلب المحررة، إضافة إلى بعد البلدات المحررة. وكشفت الشبكة في تقرير لها اعتمدت فيه تحقيقات أجراه فريقها وشهادات شهود عيان أن بين القتلى الـ308 قتيل واحد فقط من الجيش الحر، بينما كانت حصيلة الأطفال والسيدات "86 طفلا و33 سيدة".
وأكدت الشبكة أن البحث ما يزال جاريا عن ضحايا تحت الأنقاض، مشيرة إلى أن الإمكانيات الطبية المتواضعة ساهمت بارتفاع عدد الضحايا.
ولأن التقرير لم يشمل يومي أمس وأمس الاول ، فإن احتمال ارتفاع عدد الضحايا إلى 500 قتيل وارد جدا، في ظل حديث عن مقتل أكثر من 100 مدني الأحد فقط، بمجازر برميلية شهدتها أحياء في حلب وبلدات في ريفها.
وجاء في التقرير الذي رصد ووثق نتائج إطلاق البراميل المتفجرة على أحياء حلب منذ 15/12/2013 ولغاية 20/12/2013 من شهر تشرين الثاني لعام 2013 .
عدد القتلى: سقط خلال الهجمة العنيفة العشوائية التي شنتها الطائرات الحكومية أكثر من 308 قتلى بينهم 86 طفلا و33 سيدات قضوا نتيجة القصف الجوي والبراميل المتفجرة على عدة أحياء في حلب وريفها خلال ستة أيام بحسب ما وثقناه في الشبكة السورية لحقوق الإنسان من تاريخ 15/12/2013 ولغاية 20/12/2013
ونوه إلى أن يومي 15 و17 لشهر تشرين الثاني 2013 كانا من أكثر الأيام دموية نظرا لارتفاع عدد القتلى والجرحى خلالهما.
اما عن عدد الجرحى والمصابين فقد كان من الصعب على فريق الشبكة الوصول إلى عدد دقيق للجرحى نظرا لعدة أسباب أهمها تكرار القصف على معظم المناطق خلال الحملة العسكرية وامتداد القصف إلى مناطق في الريف الحلبي المتباعدة، إضافة إلى كبر حجم الكارثة وضعف الإمكانيات بشكل عام على استيعاب ومواجهة ما خلفت من آثار كارثية. وننوه هنا بأن التقديرات الأولية بحسب أعضاء الشبكة السورية لحقوق الإنسان في حلب قد تجاوزت 1050 جريحا.
وتعتمد منهجية التقرير على التحقيقات التي أجراها فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان في محافظة حلب مع عدد من الأهالي و الناشطين حيث يحتوي على رواية شاهدي عيان مسجله في التقرير، إضافة إلى الأخبار و الصور التي و ردت إلى الشبكة عن طريق ناشطين متعاونين معها من داخل المدينة
وفي تفاصيل التقرير في يوم الأحد الموافق 15/12/2013 وقرابة الساعة العاشرة صباحا ألقت الطائرات المروحية الحكومية أكثر من 13 من البراميل المتفجرة على أحياء مختلفة في محافظة حلب شملت 9 مناطق جميعها خارج عن سيطرة القوات الحكومية وتتبع للمعارضة.
إضافة إلى ما يزيد عن 350جريحا، عدا عد الدمار الهائل في المباني والبنى التحتية للمدينة.
في حي واحد يدعى "الحيدرية" قتل أكثر من 32 شخصا والسبب في ارتفاع عدد الضحايا الكبير أن مكان سقوط البرميل المتفجر عند دوار الحي و الذي يعتبر محطة انطلاق لسيارات النقل من حلب باتجاه ريف حلب وهو بالتالي هدف مدني بحت.
أفاد أحد الناشطين المتعاونين مع الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأن "القصف أدى إلى تدمير أكثر من 7 سيارت ميكروباص التي كانت موجودة في دوار الحيدرية وهو مكان تجمع الباصات التي يستخدمها المدنون في الانتقال إلى الريف الشمالي من حلب"
استمر القصف حتى الساعة الثالثة بعد الظهر واستهدف كلاً من المناطق التالية: حي الأنصاري، حي الحيدرية، حي أرض الحمرة، حي الصاخور "شارع الفيلات- سوق الخضرة"، حي قاضي عسكر، حي الصالحين "دوار الصناعة الخامسة"، حي طريق الباب "قرب جامع عبد الله بن رواحة - قرب مدارس الكفاح"، حي ضهرة عواد، حي المشهد، حي المرجة "الدوار -كرم حومد".
وفي رواية لإحد الشهود العيان أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بتفاصيل ما جرى والذي يمكن التواصل معه عبر السكايب: "القصف بدأ فجأة ودون أي سبب، تقريبا حوالي الساعة العاشرة من قبل الطائرات المروحية التي ألقت البراميل المتفجرة, أماكن سقوط البراميل جميعها مناطق سكنية, 50% من المناطق التي تعرضت للقصف كانت مزحمة, وأكثر من نصف الضحايا من الأطفال، عدد الجرحى كبير وعدد المفقودين أكبر والأهالي إلى الآن ما زالوا يبحثون عن ذويهم، المشافي امتلأت بالجرحى والإمكانيات الطبية المتوفرة متواضعة جدا، والقصف أدى إلى دمار واسع بالمنازل، لقد قتلوا أطفالنا و دمروا بيوتنا ماذا يريدون منا"؟
ولاحظ فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان أنه لم يكن هناك هدف عسكري محدد بل كانت هجمات عشوائية وجهت ضد مناطق سكنية، كما أن الأضرار البشرية والمادية مفرطة جدا إذا ماقورنت بالفائدة العسكرية المرجوة أن وجدت أصلا.
وقامت عناصر الدفاع المدني بتوجيه نداءات استغاثة بسب قلة المعدات والإمكانات في عمليات الإنقاذ، كما عجزت المشافي الميدانية عن استقبال مزيد المصابين، بسبب اكتظاظها بالقتلى والجرحى، حيث وجهت نداءات للأهالي للقدوم للتعرف على الجثث مجهولة الهوية، التي تحولت لأشلاء.
وتابعت القوات الحكومية نفس السيناريو في اليوم التالي بتاريخ 16/12/2013 الهجوم العنيف جدا على محافظة حلب بنفس الأسلوب عبر البراميل المتفجرة ولم تكتفِ القوات الحكومية بذلك بل قصفتها بالصواريخ والمدفعية، حيث سجلنا سقوط براميل وقذائف في أكثر من 12 منطقة هي: في مدينة حلب كل من الأحياء التالية: "باب النيرب" و"الشيخ خضر" و"الشعار" (قرب مستشفى دار الشفاء)، و"سيف الدولة" (مفرق جامع النصر قرب مدرسة الرجاء)، "الحيدرية" (قرب مدرسة طيبة)، "مساكن هنانو" (جامع العباس)، "الصاخور" (شارع جامع المستغفرين)، "الإنذارات" (قرب البريد)، منطقة "طريق الباب"، في ريف حلب تم استهداف كل من مدينتي "الباب" و"عندان".
وكان الحدث الأبرز في هذا اليوم هو قيام الطائرات الحكومية باستهداف "مدرسة طيبة" الواقعة في حي الإنذارات وقد سقط إثر ذلك 12 مواطنا كلهم مدنيون بينهم 4 أطفال وامرأة بالإضافة إلى اثنين من كادر المدرسة التعليمي.
بالإضافة إلى استهداف المدرسة في حي الإنذارات قامت الطائرات الحكومية بقصف السوق الرئيسي الواقع في حي الشعار والذي يعتبر من أهم الأسواق في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
كما قصف "المركز الثقافي" في حي مساكن هنانو الواقع بالقرب من مسجد "العباس" والمركز الثقافي يعتبر من الأعيان المشمولة بالحماية مثل المدارس والمشافي، وقد سقط إثر ذلك أكثر من 5 جرحى بينهم إصابات خطيرة عدا عن الأضرار المادية الواسعة في المبنى.
وقد سقط خلال تلك الهجمات ما لا يقل عن19 شخصا بينهم 6 أطفال وامرأة واحده وعنصر واحد فقط من المسلحين، وأصيب أكثر من 300 شخص بجراح ما بين متوسطة إلى خطيرة، الرابط التالي يحتوي على كافة الأسماء والصور والتفاصيل: 19 قتيل بينهم 6 أطفال وسيدة ومن بينهم قتيل من الجيش الحر.
يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: "إن الصمت الدولي المطبق على استخدام هكذا أنواع من الأسلحة والتي لاتعتبر أسلحة قتالية بحال من الأحوال ولا يمكن أن يكون من ورائها أي هدف عسكري دقيق، و في ذلك تهديد حقيقي وانهيار لعدة مبادئ رئيسية في القانون الدولي الإنساني، من أبرزها التناسب في القوة ترافق مع القصف بـ"البراميل المتفجرة" قصف بالطيران الحربي شمل عدة مناطق من بينها حي سيف الدولة، حيث أصيب أكثر من 13 شخصا بينهم نساء وأطفال بالقرب من مسجد "النصر" داخل الحي.
كما شهدت منطقة "ضهرة عواد" غارة جوية استخدم فيها الطيران الحربي الصواريخ وقضى فيها خمسة أشخاص بينهم قائد عسكري وطفلان، فيما أصيب أكثر من 15 شخصا بجروح، وخلّف القصف أضراراً مادية لحقت ثلاثة مبان سكنية وتعطلت شبكة الكهرباء في الحي إضافة لدمار أربع سيارات كانت على الطريق العام.
كما أن مدينة "الباب" في ريف حلب تعرّضت أيضاً لغارة جويّة بالطيران الحربي صباحا حيث أوقعت ضحايا في صفوف المدنيين وأضراراً جسيمةً في المحال التجارية ومركبات المدنيين الخاصة.
وفي يوم الثلاثاء 17/12/2013 في ساعات الصباح الأولى تابعت الطائرات الحكومية قصفها لمحافظة حلب وقد رصدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في هذا اليوم استهداف أكثر من 13 منطقة متوزعة بين المدينة والريف عبر قصفها بالبراميل المتفجرة الذي بلغ عددها اكثر من 15 برميلا متفجرا، وترافق ذلك مع قصف من طيران حربي.
في هذا اليوم تم تركيز القصف على حي الشعار حيث قُتل عدد من الطلاب كانوا في طريقهم إلى معهد تدريسي عندما فوجئوا بالقصف.
وقد سقط عدد من الجرحى، إضافة إلى الدمار الهائل الذي لحق بعشرات المنازل، فيما نشبت الحرائق في المحال التجارية، ودمرت أكثر من خمس سيارات كانت على الطريق العام.
إضافة إلى حي الشعار تكرر السيناريو في حي المعادي الذي تم استهدافه بالبراميل المتفجرة، لكن مع فارق الهدف حيث قتل في حي الشعار طلاب، أما في حي المعادي فقد استهدفت البراميل سوق الخضار في الحي وأودت بحياة عدد من الأهالي هناك، كما خلفت براميل النظام دمار العديد من المنازل وتضرراً في مسجد الحسن والحسين، إضافة لعدد من المحال التجارية.
كما استهدف القصف كل من حي "القاطرجي" وتحديدا منطقة "المواصلات القديمة"، وحي "الحيدرية" استهدف الطيران مركز انطلاق حافلات النقل العام الواقع عند دوار الحي وذلك للمرة الثانية، كما استهدف الطيران الحربي أيضاً مدرسة ابتدائية بصاروخ فراغي قرب الدوار.
إضافة إلى حي "الأنصاري" الشرقي الذي سقط عليه أكثر من 3 براميل وأدى إلى سقوط عدد من الضحايا، كما استهدف القصف الجوي بالطايرات الحربية كل من أحياء "المرجة" و"باب النيرب" و"قاضي عسكر".
واستمر قصف البراميل المتفجرة منذ الصباح حتى المساء على مدينة "الباب" بأكثر من 10 براميل متفجرة، ثم تبعها في نهاية اليوم إطلاق 4 صواريخ من راجمات الصواريخ.
أطلقت المستشفيات الميدانية نداء عاجلاً لتقديم المساعدات الطيبة، حيث تعاني نقصاً حاداً في الأدوية والمستهلكات الطبية، إضافةً لقلة سيارات الإسعاف، وشح شديد في المازوت لتشغيل المولدات الكهربائية غير المتوفرة أصلاً في كافة المستشفيات.
كما ناشد الأهالي في حيي الشعار والمعادي الجهات المعنية بإرسال الآليات اللازمة، لمساعدتهم في إزالة الأنقاض واستخراج الجثث والجرحى وسط ضعف الإمكانيات الأزمة لذلك.
وفي الأربعاء 18/12/2013 وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 29 منطقة طالها قصف مدفعي وجوي وصاروخي في مدينة حلب وريفها وأكثر من 8 براميل متفجرة وذلك أثناء عشرات الغارات الجوية.
استهدف القصف الصاروخي بالطيران الحربي والطيران المروحي بالبراميل المتفجرة كل من: "حي الميسر" في منطقة "كرم النّحاس" عصرا، وحي "الجزماتي" وحي "كرم الطراب" قرب كازية خياطة و حي "المرجة" قرب حديقة الحاووظ وحي "القاطرجي" وحي "الشيخ مقصود" في شارع "الزهور" وحي "السكن الشبابي" و"الأشرفية" وحي "مساكن هنانو" إثر قصف جوي قرب مدرسة أحمد زينو وقرب البريد و حي "المشهد" و"الفيض" و"الأكرمية" (قرب المسبح الأولمبي -قرب مسجد سعد بن الربيع) ومحيط مستشفى الكندي و"بني زيد".
وتوسع القصف في هذا اليوم وشمل مناطق إضافية في المحافظة منها "أم أركيلة، تل نعام، تل إسطبل، الرضوانية، كفر حمرة، عندان، المنطقة الحرة، المسلمية، عزان، الوضيحي، مغيرات الشبلي، الحاجب".
وفي يوم الخميس 19/12/2013 وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان 24 منطقة طالها قصف جوي وصاروخي في مدينة حلب وريفها.
في هذا اليوم تركز القصف بالبراميل والصواريخ على مختلف مدن وبلدات ريف حلب حيث تعرضت كل من: "منبج ودار عزة ومارع وحيان والسفيرة وماير وكفرحمرة، حريتان، منغ وعندان وقرية تل علم "، ومحيط مطار كويرس، إلى قصفٍ عنيف بالطيران الحربي والبراميل المتفجرة، الأمر الذي أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى بين المدنيين بالإضافة إلى دمارٍ هائلٍ لحقَ بالمدينة.
لم تسلم أحياء مدينة حلب في هذا اليوم أيضا، حيث استهدفت البراميل المتفجرة والصواريخ كلا من: حي "بني زيد والسكن الشبابي، بستان القصر، الحمدانية، قاضي عسكر، القاطرجي (قرب فرن الوحدة -قرب مدرسة رابعة العدوية)، وحي الشيخ نجار، وحيي الهلك وبعيدين".
يقول أحد الأطباء الميدانيين في مدينة حلب للشبكة السورية لحقوق الإنسان إن النقصٍ الحادٍ في الخدمات الطبية التي تقدمها المشافي الميدانية المتوزعة في المدينة وريفها يؤدي إلى موت عدد كبير من الأشخاص بين أيدينا.
ويوم الجمعة 20/12/2013 وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن 19 برميلا متفجرا ألقي يوم الخميس على عدة أحياء في حلب وريفها منها عشرة على محيط مشفى الكندي وعشرات الغارات الجوية.
تستمر براميل الموت والقصف الجوي المتواصل على أحياء حلب وريفها لليوم السادس على التوالي في حصد أرواح عشرات المدنيين وإصابة المئات معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى المزيد من الدمار والخراب في المباني والبنيى التحتية، مما ينذر بكارثة إنسانية، لاسيما بعد أن فقد الكثيرون منازلهم وممتلكاتهم وباتوا بلا مأوى، إضافة إلى مئات المصابين الذين يعانون من نقص الرعاية الطبية والصحية نظرا لضعف الإمكانيات والمعدات والأماكن المخصصة لذلك والتي يمكنها تحمل حجم كارثة إنسانية بهذا الحجم، ولا يمكننا تجاهل ضعف الإمكانيات في الوصول للمصابين وانتشالهم من تحت الأنقاض، الأمر الذي يرشح ارتفاع عدد الضحايا يوما بعد يوم.
بدأت أولى براميل الموت بالسقوط على مدينة "الباب" و"تادف" صباحا تبعها برميلان على مدينة "عندان" وبرميلان على حي "السكري"ظهرا، وسقوط برميل متفجر قرب الشلالات وآخر قرب معمل "سينالكو" في الريف الشمالي عصرا، والشقيف ونحو عشرة براميل متفجّرة ألقاها الطيران المروحي في محيط مشفى الكندي وداخل بلدة "عويجة" القريبة منذ صباح الجمعة.
في حين امتد القصف الجوي ليصل إلى "المنطقة الحرة وقرية المسلمية وبلدة بيانون وماير والأشرفية على حيي السكن الشبابي وبني زيد ،و بلدة الحاضر و دارة عزة وطريق الكاستيلو وبلدة حيان ومناطق أخرى".
وفي حصيلة القتلى خلال الأيام الستة منذ 15/12/2013 ولغاية 20/12/2013 هي: 308 قتيل منهم قتيل من الجيش الحر، وبينهم 86 طفلا و 33 سيدة.
وأرفقت الشبكة جداول كاملة لأسماء القتلى والجرحى بشكل مفصل.