عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق - جورج الشامي
قتل، الخميس، 96 سوريًا، فيما استمرت الاشتباكات بين المعارضة والحكومة في مختلف المحافظات السورية، وخاصة في دمشق، في حين أسقط "الحر" طائرة حربية في حماة بالقرب من مدينة السليمة، وسيطر على حواجز عدة في مدينة الحسكة، وفي درعا دمر الحر المرصد 39 على الحدود السورية الأردنية
، في غضون ذلك قالت فرنسا إنها تريد إجراء مزيد من المحادثات مع المعارضة السورية المسلحة قبل أن يتسنى لها تزويدها بأسلحة ثقيلة، فيما اتهمت دمشق القاهرة بالاشتراك في "سفك الدم السوري" تعليقًا على دعوة "رابطة علماء المسلمين" خلال مؤتمر عقد في القاهرة إلى "وجوب الجهاد" في سورية، معتبرة فتاوى الجهاد الصادرة من علماء دين سنة في دول عربية عدة "تحريضًا على الإرهاب".
واستطاعت لجان التنسيق المحلية في سورية، مع انتهاء الخميس، توثيق ستة وتسعين قتيلاً بينهم عشر سيدات، وخمسة أطفال، ستة وثلاثين في دمشق وريفها، سبعة عشر في حلب، عشرة في إدلب، عشرة في دير الزور، سبعة في حمص، ستة في درعا، خمسة في القنيطرة، ثلاثة في حماه ، و2 في بانياس.
وسجلت اللجان 477 نقطة للقصف، غارات الطيران الحربي سُجلت في 38 نقطة، البرميل المتفجرة سقطت على الرقة، تل خميس في الحسكة، الناجية في إدلب، ومارع في حلب، صاروخ سكود سقط على الريف الغربي للرقة، القصف المدفعي سجل في 162 نقطة، القصف الصاروخي في 147 نقطة، والقصف بقذائف الهاون سُجل في 124 نقطة في سورية.
فيما اشتبك "الجيش الحر" مع قوات النظام في 156 نقطة قام من خلالها في دمشق وريفها باستهداف مركز لتجمع "شبيحة النظام" بالمدافع في جوبر في دمشق، واستهداف رحبة الدبابات وتجمعات للأمن و"الشبيحة" على الأوتوستراد الدولي بعشرات قذائف الهاون في القابون، فجر عبوة ناسفة في عدد من عناصر "حزب الله" اللبناني أثناء محاولتهم التسلل إلى مشفى الخميني، واستهدف مقرات لـ "حزب الله" اللبناني و"شبيحة النظام" في الذيابية في ريف دمشق، كما صد محاولات عدة لعناصر النظام لاقتحام الأحياء الجنوبية للعاصمة، وصد محاولات عدة لاقتحام الغوطة الشرقية عن طريق زملكا وجوبر والقابون، وفي حماه أسقط "الحر" طائرة حربية في الريف الشرقي بالقرب من السلمية، واستهدف حاجز الرهجان بقذائف عدة وحقق إصابات مباشرة، وفي درعا دمر "الحر" المرصد 39 على الحدود السورية الأردنية، وصد رتلاً عسكريًا قادمًا من جهه سلمين ودمر عربتي "ب م ب"، وعطب ثلاث دبابات، في حلب استهدف "الحر" تجمعات لـ "شبيحة النظام" في ثكنه هنانو وسليمان الحلبي بقذائف الهاون. وفي الحسكة استطاع "الحر" تحرير ثلاثة حواجز في مدينة تل خميس حاجز تل أحمد، وحاجز أبو قصايب، وحاجز الكازية، وقتل وأسر جميع العناصر وسيطر على عدد من الأسلحة والذخيرة.
في غضون ذلك قالت فرنسا إنها تريد إجراء مزيد من المحادثات مع المعارضة السورية المسلحة قبل أن يتسنى لها تزويدها بأسلحة ثقيلة، وأضافت أن المكاسب التي حققتها القوات الحكومية في الآونة الأخيرة لا تعني أن الرئيس بشار الأسد يتجه لتحقيق "انتصار كامل".
ويجتمع وزراء خارجية مجموعة أصدقاء سورية المناهضة للأسد وهي تحالف يضم الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وتركيا، السبت، في العاصمة القطرية الدوحة لبحث المساعدات التي ستقدم للجيش السوري الحر.
ولم تقرر فرنسا بعد تسليح المعارضة منذ أن ضغطت هي وبريطانيا لرفع حظر سلاح كان يفرضه الاتحاد الأوروبي على سورية، وتقول إنها لن تتخذ قرارا قبل أول آب/ أغسطس.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للصحافيين أثناء زيارة لمعرض باريس الجوي "لا مجال لإرسال أسلحة في ظل ظروف لسنا واثقين منها، وهذا يعني أننا لن نرسل أسلحة لتتحول ضدنا. هذا أحد الأسباب التي تجعلنا في حاجة لإجراء مزيد من المشاورات مع القائد الميداني اللواء سليم إدريس".
ويأتي مؤتمر، السبت، بعد اجتماع رفيع المستوى لمجموعة "أصدقاء سورية" في أنقرة، الأسبوع الماضي، ضم دبلوماسيين وضباط مخابرات قالت مصادر دبلوماسية إن إدريس بحث فيه احتياجاته التي تتراوح بين أوتاد الخيام ومعلومات المخابرات، وصولاً إلى الأسلحة المضادة للدبابات والطائرات.
ويقترب الصراع في سورية الممتد منذ 27 شهرًا من نقطة تحول في ما يبدو بعد أن سيطرت قوات الأسد مدعومة بمليشيا جماعة حزب الله على بلدة القصير في محافظة حمص في وسط البلاد قرب الحدود اللبنانية في وقت سابق هذا الشهر.
وحولت قوات الأسد اهتمامها بعد ذلك لإعادة السيطرة على حلب وضواحي دمشق ومناطق في جنوب البلاد وصلت فيها إلى طريق مسدود في القتال مع مسلحي المعارضة لما يقرب من عام.
وقال فابيوس "ليس ممكنًا أن يحقق الأسد في هذا الوضع نصرًا كاملاً".
وبينما يكافح مقاتلو المعارضة لدحر القوات الموالية للأسد ترى باريس أنه يجب فعل شيء ما بشكل عاجل لتغيير ميزان القوة.
وقالت مصادر فرنسية إن "قرارًا سياسيًا" اتخذ على مستوى المجموعة الأساسية من الدول المؤلفة من 11 عضوًا لمساعدة إدريس، لكن لا يزال يتعين على الدول تحديد ما ستقدمه من أسلحة.
وقال مصدر "أجرينا محادثات مع إدريس لنرى كيف يمكننا مساعدته بشكل جماعي وعلى نحو متكامل."
ومضى يقول "البعض يمكنه أن يقدم أشياء معينة، والآخرون يقدمون أشياء أخرى، وكل ذلك بسرعة كبيرة".
وتقدم باريس لإدريس مساعدات غير قاتلة حتى الآن منها سترات واقية من الرصاص ومناظير للرؤية الليلية ومعدات اتصال، وهي مستعدة لتوسيع نطاق العتاد وتقديم "مساعدات فنية" مثل التدريب على استخدام أسلحة متطورة وجمع المعلومات.
وأضاف المصدر "إذا كنا نريد أن تكون لإدريس سيطرة مطلقة على جميع كتائب المعارضة المقاتلة فسوف ننتظر لفترة طويلة".
وقال "ينبغي أن نقوم بشيء ما فعال لتعزيز هيكله القيادي بشكل سريع وتدريجي كي نحدث تأثيرًا".
وفي سياق آخر، اتهمت دمشق القاهرة بالاشتراك في "سفك الدم السوري" تعليقًا على دعوة "رابطة علماء المسلمين" خلال مؤتمر عقد في القاهرة إلى "وجوب الجهاد" في سورية، معتبرة فتاوى الجهاد الصادرة من رجال دين سنة في دول عربية عدة "تحريضا على الارهاب".
وذكرت وزارة الخارجية في ثلاث رسائل وجهتها الى رئيس مجلس الامن الدولي والامين العام للامم المتحدة ولجنة مجلس الامن لمكافحة الارهاب أن "سماح الحكومة المصرية لشيوخ الفتنة بإطلاق هذه التصريحات التحريضية على الارهاب والقتل من على منابرها هو دليل أكيد على ان الحكومة المصرية شريكة في هذه الجرائم الارهابية وبسفك الدم السوري أيضًا".
ونظمت "رابطة علماء المسلمين" وهي تجمع لعلماء دين سنة، مؤتمرًا في 12 حزيران (يونيو) في القاهرة أعلن "وجوب الجهاد" في سورية، معتبرًا أن ما يجري فيها حرب على الإسلام يشنها النظام السوري الذي وصفه المؤتمر بـ"الطائفي"، ودعا إلى مقاطعة الدول الداعمة له وعلى راسها روسيا وإيران.
وشارك في المؤتمر عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشيخ حسن الشافعي، بالإضافة إلى الداعية المصري صفوت حجازي والداعية السعودي محمد العريفي وغيرهم.
واعتبرت الخارجية السورية في رسالتها أن "الاتحاد تحول بفضل بعض الشيوخ إلى مصدر رئيسي للتحريض على الإرهاب والفتنة والتعصب، إضافة إلى تجنيد وتمويل الارهابيين ودعمهم بكل الوسائل وتسليحهم في شكل واضح وعلني بما في ذلك تنظيم "القاعدة".
وتضمنت الرسالة احتجاجًا على كل "الفتاوى والأحكام والبيانات التكفيرية"، مسمية بين الذين يطلقونها الداعية السني الشيخ يوسف القرضاوي الذي دعا "كل مسلم مدرب على القتال وقادر عليه" أن يقدم نفسه "لمساعدة الثوار السوريين".
وأشارت إلى أن "هذه الفتاوى سياسية بغطاء ديني تأتي في اطار حملة تحريضية عدوانية" اتهمت قطر والسعودية وتركيا وفرنسا ودولاً غربية أخرى بالوقوف وراءها.
واعتبرت أن ما تقوم به هذه الدول "من تحريض على الإرهاب وتمويله بشكل مباشر وتجنيد العناصر الإرهابية وتأمين الملاذات الآمنة للإرهابيين بهدف تدمير سورية وتغيير حكومتها بالقوة بعيدًا عن إرادة الشعب السوري هو تدخل سافر في الشؤون الداخلية لسورية، وهو مخالف لمبادئ القانون الدولي والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن".
وطلبت من المجتمع الدولي "تحمل مسؤولياته (...) في مجال مكافحة الإرهاب ومطالبة الدول المتورطة بدعم الإرهاب" في سورية "بالتوقف عن الانتهاكات التي تهدد الأمن والسلم".