عمان - إيمان أبو قاعود
استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، السبت، قداسة البابا فرانسيس الثاني، في قصر الحسينية، في حضور الملكة رانيا العبد الله، وولي العهد الأمير حسين بن عبد الله، وعدد من الأمراء والأميرات، حيث بدأت زيارة الحج البابويّة، والتي تستمر لمدة يومين.
وأبرز العاهل الأردني، خلال اللّقاء، "أهمية رسالة المحبة والمودة والوئام والتعايش والسلام والأخوة، التي يحملها قداسة البابا إلى المنطقة بأسرها"، معتبرًا أنَّ "الزيارة البابوية تأتي كخطوة مهمة على طريق ترسيخ أواصر الإخاء والتسامح بين المسلمين والمسيحيّين، وتعزيز رسالة السلام، التي تدعو لها جميع الأديان السماويّة".
وبحث العاهل الأردني مع قداسة البابا العلاقات بين الأردن والفاتيكان، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، مؤكّدًا "ضرورة العمل على تعميق وإدامة التواصل بين العالمين الإسلامي والمسيحي، عبر الحوار، وتعظيم القواسم والقيم المشتركة".
وبيّن الملك، في كلمة ترحيبيّة، أنّه "لشرف خاص أن تبدأ رحلتكم للحج إلى الأراضي المقدسة هنا في الأردن، أرض الإيمان، وأرض الأخوة... هنا، قبل خمسين عامًا، استقبل والدي المغفور له جلالة الملك الحسين البابا بولص السادس، في الزيارة البابويّة الرّسمية الأولى إلى بلد مسلم".
وأضاف "هنا، منذ أربعة عشر عامًا، كان لي شرف الترحيب بالقديس يوحنا بولص الثاني، وقبل خمسة أعوام تشرفت باستقبال البابا بندكتوس السادس عشر، وهنا أيضاً، يعمل المسلمون والمسيحيّون على بناء مستقبل مشترك على أرضية واحدة، من الاحترام المتبادل والسلام والإخلاص لله".
وتابع "نواجه في عصرنا هذا تحدّيات عالمية كبيرة، وفي مقدمتها الثمن المؤلم للصراع الطائفي والديني، ولكن الله تعالى مكّننا من وسيلة دفاع ناجعة، فحيثما ينشر أصحاب بعض العقائد الجهل والتشكيك بنوايا الآخرين، تتوحد أصواتنا، بغية تحقيق التفاهم، ونشر حسن النوايا، وحيثما تتحطم حياة البشر، بمعاول الظلم والعنف، نوحّد نحن جهودنا، لجلب الشفاء وبث روح الأمل".
واستطرد مخاطباً قداسة البابا "لقد التزمتم بالحوار، لاسيما مع الإسلام"، مشيرًا إلى أنَّ "المسلمين، في كل مكان، يقدّرون ما يصدر عنكم من رسائل الاحترام لهم، وسعيكم لكسب صداقتهم، فبالإضافة إلى كونكم خليفة القديس بطرس، فقد غدوتم، يا صاحب القداسة، تعبّرون عن ضمير العالم أجمع".
ولفت الملك إلى أنّه "قبل عشرة أعوام، كان لي شرف إصدار رسالة عمان، بغية التأكيد على دعوة الإسلام إلى الوئام العالمي، والرّحمة، والعدالة، والرّفض المطلق للادعاءات الباطلة لأولئك الذين ينشرون الكراهية ويزرعون بذور الفرقة".
وأكّد أنَّ "التراث المسيحي في الأردن عريق، ومنسجم مع التراث والهوية الإسلاميّة لبلدنا، ونحن نعتز بهذا الإرث".
وأردف العاهل الأردني "بما أنّني السليل الحادي والأربعين للنبي محمد (عليه الصلاة والسلام)، فقد سعيت إلى الحفاظ على الروح الحقيقيّة للإسلام، إسلام السلام، وواجبي كهاشمي يشمل حماية الأماكن المقدسة للمسلمين والمسيحيّين، في الأردن والقدس، ومن موقعي كوصيّ عليها، فإنني ملتزم بالحفاظ على المدينة المقدسة، مكان عبادة للجميع، وأن أبقي عليها، بإذن الله، بيتًا آمنًا لكل الطوائف، عبر الأجيال".
من جانبه، شكر قداسة البابا فرنسيس، في كلمته، الله على "الفرصة التي أتاحها لي كي أزور المملكة الأردنية الهاشمية، على خطى أسلافي بولس السادس، ويوحنا بولس الثاني، وبندكتس السادس عشر، كما أشكر جلالة الملك عبد الله الثاني على كلمات الترحيب الوديّة، فيما تبقى حية في ذهني ذكرى اللقاء الأخير في الفاتيكان".
وأضاف "أحيّي أيضًا أعضاء العائلة المالكة، والحكومة وشعب الأردن، الأرض الغنية بالتاريخ، وبالمعاني الدينية العظيمة بالنسبة لليهودية والمسيحية والإسلام".