حسن روحاني يدلي بصوته في صندوق الاقتراع
طهران ـ مهدي موسوي
أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية، السبت، أن النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية أظهرت تقدم المرشح المقرب من التيار الإصلاحي حسن روحاني، وقالت الوزارة "إنه بعد فرز الأصوات في 6% من مراكز الاقتراع، حصل روحاني على نسبة 46 % بحوالي 835 ألف صوت من أصل مليون و820 ألف صوت تم فرزها
، متقدما بفارق شاسع على رئيس بلدية طهران المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف الذي حصل على 320 ألف صوت (17,5%) يليه كبير المفاوضين في الملف النووي الإيراني سعيد جليلي الذي أحرز 285 ألف صوت (14%).
هذا وذكرت مصادر رسمية أن نسبة المشاركة في التصويت وصلت إلى 70 في المائة في العاصمة طهران، وقررت وزارة الداخلية تمديد التصويت في الانتخابات لخمس ساعات إضافية، بسبب كثافة المشاركة، قبل أن تغلق باب التصويت الساعة 11 مساء الجمعة.
وأعلنت وزارة الداخلية الإيرانية في وقت سابق إغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات بعد تمديد مهلة التصويت، الجمعة، لمدة ساعتين إضافيتين، وذكرت مصادر من الوزارة أن الوضع متقارب بين معظم المرشحين، ولكن المدن الكبيرة تميل أكثر للمرشح روحاني، يليه قاليباف ثم رضائي وجليلي وولايتي. وجري التصويت وسط حمى من الإشاعات الساخنة بشأن انسحاب المرشحين لصالح بعضهم البعض.
من جهة أخرى، أدلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بصوته عصر الجمعة، بعد أن كان تمنع في البداية، بحسب ما أفاد مصدر مطلع لـ"العربية.نت"، احتجاجاً على إقصاء مرشحه المفضل ونسيبه إسفنديار رحيم مشائي، الذي تم استبعاده من قبل مجلس صيانة الدستور. يذكر أن مسؤولي النظام الإيراني يتوجهون إلى مراكز الاقتراع عادة منذ ساعات الصباح الأولى لتشجيع المواطنين على المشاركة الفعالة في الانتخابات.
وأدلى الناخبون الإيرانيون بأصواتهم لانتخاب الرئيس السابع للبلاد، من بين ستة مرشحين، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته محمود أحمدي نجاد، وأكد عدد من الناخبين في اتصالات مع قناة "العربية" أن مراكز الاقتراع شهدت إقبالاً كثيفاً وسط توقعات بحسم السباق الرئاسي في جولتين. وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، آية الله علي خامنئي، الذي دعا إلى مشاركة كثيفة بدون أن يبدي دعمه علناً لأي من المرشحين، من أوائل الذين أدلوا بأصواتهم، بحسب مشاهد عرضها التلفزيون الرسمي.
من جانبه، صرح آية الله أحمد جنتي، رئيس مجلس صيانة الدستور، الذي حذر المرشحين من إعلان فوزهم قبل أن يؤيد المجلس النتائج التي ستعلنها وزارة الداخلية، وهو يدلي بصوته في أحد مراكز الاقتراع بطهران أنه يتمنى أن تحسم النتيجة في المرحلة الأولى لكنه توقع الانتقال إلى مرحلة ثانية بسبب شدة المنافسة وكثرة المرشحين.
يذكر أن مراكز الاقتراع فتحت أبوابها في الموعد المقرر في الساعة الثالثة والنصف صباحاً بتوقيت غرينتش، وتستمر عملية الاقتراع 10 ساعات ويمكن تمديدها عند الحاجة. وهناك أكثر من 50 مليون إيراني لهم حق الاقتراع من بينهم 1.6 مليون انضموا للمرة الأولى إلى قوائم الناخبين.
وتعد الانتخابات التي يختار فيها الإيرانيون واحدا من بين ستة مرشحين هي أول انتخابات رئاسية منذ الانتخابات المطعون فيها والتي جرت في 2009 وأثارت اضطرابات سياسية استمرت شهورا في الجمهورية الإسلامية.
كما تدور المعركة الانتخابية الإيرانية بين المرشح المعتدل، حسن روحاني (64 عاما)، وثلاثة مرشحين محافظين هم وزير الخارجية السابق علي أكبر ولايتي ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وكبير المفاوضين في الملف النووي سعيد جليلي، وإلى جانب هؤلاء المرشحين الأربعة يخوض السباق الرئاسي مرشحان آخران هما محسن رضائي ومحمد غرزي.
وفي حال عدم حصول أي من المرشحين على 51% من الأصوات فإن دورة ثانية ستنظم في 21 يونيو /حزيران الجاري. ومن المتوقع بدء صدور النتائج اعتبارا من السبت. ودعا كل من المعسكرين الإصلاحي والمحافظ أنصاره إلى الإقبال على الانتخابات بكثافة.
واتحد المعتدلون والإصلاحيون وراء روحاني بعد انسحاب الإصلاحي محمد رضا عارف الثلاثاء، ومنذ ذاك تحرك مناصروه على شبكات التواصل الاجتماعي ودعوا إلى التصويت بكثافة له.
وقبل أربع سنوات كانت إعادة انتخاب أحمدي نجاد أفقدت الإصلاحيين كل أمل بالفوز، حيث دان المرشحان الخاسران الإصلاحيان مير حسين موسوي ومهدي كروبي عمليات التزوير التي جرت على نطاق واسع وطلبا من مناصريهما التظاهر، مما أشعل حركة احتجاج عمت البلاد وقمعتها السلطات بالقوة ووضعت الزعيمين الإصلاحيين في الإقامة الجبرية منذ 2011 وحتى اليوم.
ويتعين على الناخبين اختيار خلف للرئيس محمود أحمدي نجاد من بين 6 مرشحين في أول انتخابات رئاسية تجرى منذ انتخابات عام 2009 المطعون في نتائجها ما أدى إلى تفجر احتجاجات في الشوارع استمرت شهورا.
ويذكر أنه دعي أكثر من 50 مليون ناخب إيراني، ممن يحق لهم التصويت، إلى الإدلاء بأصواتهم في انتخابات الرئاسة، فيما أعلن وزير الداخلية مصطفى محمد نجار في وقت سابق أنه سيتم مد فترة التصويت في الانتخابات الرئاسية لمدة ساعتين بسبب "الإقبال الكبير للناخبين".