(اليمين) مقتدى الصدر و(اليسار) عزت الدوري
بغداد-جعفر النصراوي
أكد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أن الحكومةالعراقية يتوجب عليها أن تسعى لإلقاء القبض على نائب رئيس النظام العراقي السابق عزت الدوري أو قتله، وإن لم تسعَ لذلك فسيكون هذا عملنا وواجبنا، "نحن جنود الله في الأرض"واعتبر الصدر أن الهدف من ظهوره في خطاب متلفز في هذا
التوقيت هو جر العراق إلى "فتنة طائفية يصعب وأدها، فيما اتهمت قيادات سابقة في حزب البعث المنحل عزت الدوري بأنه السبب الرئيسي في تأخر حسم ملفهم ودفع العراقيين لمعاداتهم.
وقال مقتدى الصدر ردًا على سؤال لأحد أتباعه عقب بث شريط متلفز للدوري الجمعة، إن "هذه التمثيلة أو المسرحية تعدها جهات خلف الكواليس لتعرضها على أسماع، وأمام أنظار الشعب العراقي في خضم الانجرافات والخلافات التي يمر بها الشعب العراقي فيظهره أثناء تظاهرات الأنبار أو سحب الثقة أو في كل مورد يستفيد منه حزب السلطة وسلطة الحزب".
وأضاف الصدر أن "الدوري (أقذر) من أن يصف العراقيين بالعملاء و(الصفويين)، مشيرًا إلى أن "العراقيين أصحاب جهاد وتضحية ووطنية"، واصفًا الدوري "وأسياده عملاء أميركا وإسرائيل".
وعد الصدر خروج الدوري عبر شاشات التلفزيون في مثل هذا الوقت "إنما يراد به جر العراق إلى فتنة طائفية، نحذر من صعوبة وأدها"، ناصحًا "أخوتي المتظاهرين أن يستنكروا خطاب الدوري لتقريب وجهات النظر ولإطفاء الفتنة، وكي لا تكون التظاهرات طائفية ولا بعثية، بل عراقية شريفة".
وأكد الصدر أن "الحكومة العراقية إذا لم تسع بشكل حثيث وجدي للقبض على الدوري أو قتله، سيكون هذا عملنا نحن جنود الله في أرض الله وبدون التدخل في العمل الأمني"، موجها نداءً إلى الجيش في ذكراه الـ92 إلى "قمع الأصوات الوقحة"، معربًا في الوقت ذاته عن تمنيه أن "يتوحد مع شعبه ولا يفعل فعلًا مخلًا بالوحدة وأن يكون بعيدًا عن كل الأفكار الغربية الهدامة".
وكان عزت الدوري نائب رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين ظهر في تسجيل فيديو بث على موقع يوتيوب، الجمعة، وظهر فيه في البزة العسكرية وهاجم رئيس الحكومة العراقية الحالية نوري المالكي واتهمه بتنفيذ "مشروع صفوي" لتقسيم البلاد إلى دويلات، وأكد أنه يدعم التظاهرات التي تشهدها محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوي ضد حكومة المالكي، كاشفًا أنه موجود في محافظة بابل وسط العراق.
من جهتها وصفت قيادات بعثية سابقة موجودة في مناطق مختلفة من العراق وجود نائب رئيس النظام السابق عزت الدوري على قيد الحياة وظهوره بين الحين والآخر على شاشات التلفزة السبب الرئيس في تأخر حسم ملفاتهم من قبل الحكومة العراقية وكذلك طي صفحة قانون المسائلة والعدالة المعني باجتثاث البعثيين من المؤسسات والدوائر الحكومية كافة.
وقال ساجد عبد الكريم عضو سابق في حزب البعث المنحل من أهالي ناحية بني سعد، (1كم جنوب غرب بعقوبة)، إن "نائب رئيس النظام السابق عزة الدوري يعد السبب الرئيسي في تأخر حسم ملف آلاف البعثيين الذي شملوا بقانون المساءلة والعدالة".
وأضاف عبد الكريم أن "الدوري يمثل مصدر تهديد للعملية السياسية"، مؤكدًا أنه "لولا خطابات الدوري وسعيه الدءوب لإثارة المشاكل لتم إلغاء قانون المساءلة والعدالة منذ وقت طويل".
كما قال برهان عبدجاسم عضو سابق في حزب البعث إن "الدوري تسبب في دفع شرائح كبيرة وواسعة من المجتمع العراقي إلى معاداتنا واعتبارنا مصدر قلق دائم لهم".
ودعا جاسم الدوري إلى الكف عن نزعته الطائفية وتسليم نفسه إلى القضاء العراقي لمحاكمته بما صنعه النظام السابق بالعراق".
وأشار علوان المسعودي عضو سابق في حزب البعث المنحل إن "خطابات الدوري أصبحت بمثابة صوت التطرف الذي يحمل مشروع لتقسيم العراق وتخريبه"، مبينًا أن "الدوري يحاول تنفيذ أجندة خارجية داخل البلاد".
وأشار المسعودي إلى أن "اغلب من انخرطوا في حزب البعث المنحل يرفضون ما تحويه خطابات الدوري لأنها ليست وطنية كما أنها نابعة من شخص شارك بتدمير العراق لعقود عدة".
إلى ذلك استبعد عدي الهاشمي قيادي سابق في حزب البعث المنحل وجود الدوري داخل البلاد بالوقت الحالي"، متوقعًا أن "يكون الدوري في إحدى الدول الخليجية".
وأضاف الهاشمي أن "الدوري يحاول إيجاد موطئ قدم لنفسه في المجتمع العراقي وهذا الأمر لايمكن في الوقت الحاضر وصعب للغاية".
وكانت إدارة قضاء الخالص في محافظة ديالى كشفت في 26 من شهر كانون الأول/ديسمبر الماضي عن وجود محاولات لحزب البعث المنحل لتشكيل ما يسمى بـ"الجيش العراقي الحر" داخل المحافظة، وفيما أكد أن هذا الجيش يمثل مخططًا خطيرًا يهدد استقرار العراق، دعا الحكومة المركزية إلى اتخاذ جميع الإجراءات التي تؤمن امن وحماية المواطنين.
ويعد حديث الدوري الثاني في نوعه في خلال تسعة أشهر منذ اختفائه مع باقي قيادات حزب البعث في التاسع من نيسان/إبريل 2003 وثاني دليل حسي على بقائه على قيد الحياة بعد ظهوره العلني الأول في السابع من نيسان/ إبريل من العام 2012 بمناسبة تأسيس حزب البعث وأطلق فيه خطابًا مشابهًا لخطاب اليوم بما يتعلق بسياسة الحكومة و"تبعيتها لإيران".
وفي السياق نفسه استبعد متظاهرو مدينة الموصل بمحافظة نينوي تأثير خطاب نائب رئيس النظام السابق عزة الدوري الذي بث الجمعة، على اعتصاماتهم، وفي حين أكدوا أنهم "لا يبالون لتلك الخطابات"، أشاروا إلى أنهم "ناشطون مستقلون ويقودون التظاهرات بطريقة عفوية".
ويأتي الشريط المتلفز لعزت الدوري بالتزامن مع تظاهرات تشهدها محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك منذ نحو أسبوعين والجمعة محافظة ذي قار ضد سياسة الحكومة وضد الاعتقالات التي تقوم بها "على أساس طائفي" كما ردد المشاركون في تلك التظاهرات، والذين صعدوا لهجتهم في الأيام القليلة الأخيرة إلى حد المطالبة بـ"إسقاط المالكي" والتهديد بـ"العصيان المدني" لحين الاستجابة لمطالبهم.
واندلعت التظاهرات في 21 كانون الأول/ ديسمبر 2012) في محافظة الأنبار على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وامتدت بعدها إلى المحافظات الأخرى وطالبت بإطلاق سراح جميع المعتقلين والمعتقلات وإلغاء قوانين المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتطبيق قانون العفو العام وإسقاط حكومة المالكي.