عنصران من القوة الدولية يعبران حاجز القنيطرة بين سورية واسرائيل في 9 آذار/مارس 2013
دمشق ـ جورج الشامي
سجل صباح السبت سقوط 19 سوريًا إثر الاشتباكات المستمرة في البلاد، فيما استمر الجيش السوري في حملته ضد مدينة حمص، بينما استهدف الجيش الحر مواقع عدة حساسة في دمشق ودير الزور والرقة. في غضون ذلك وصل المراقبون الدوليون الذين كانوا محتجزين في مدينة القنيطرة سورية منذ الأربعاء
الماضي إلى الأردن بعد نجاح عملية تسليمهم.
وتعرض حي الخالدية في حمص لقصف هو الأعنف خلال الأيام الثلاثة الماضية، مما تسبب في تدمير أجزاء من جامع خالد بن الوليد الأثري، بينما استمر الجيش الحر في تصديه للقوات الحكومية في محاولة لإقتحامها .
وذكر نشاطون أن قوات الأسد منعت أهالي الأحياء الموالين له من النزوح بعد أخبار تؤكد وصول مقاتلين من جبهة النصرة إلى حمص.
أما في دمشق فأكّد الجيش الحر أنه قتل وجرح عشرات من الشبيحة وعناصر الأمن في اشتباكات مع القوات الحكومية في حي جوبر القريب من ساحة العباسيين. كما ردت قوات الأسد بقصف جوبر ومناطق مجاورة، وقال لواء البراء إن اللواء قَصَفَ بعدد من قذائف المدفعية مجمع الثامن من آذار قرب ساحة العباسيين تزامنا مع الذكرى السنوية الخمسين لانقلاب حزب البعث عام 1953.
وفي ريف دمشق، قال المجلس المحلي لمدينة داريا إن اشتباكات عنيفة اندلعت في مناطق عدة من المدينة إثر وصول تعزيزات عسكرية مكونة من أربع دبابات وثلاث آليات عسكرية وناقلات جند مع عدد كبير من سيارات مزودة بمدافع رشاشة، في محاولة جديدة لإعادة السيطرة على المدينة.
وفي الوقت نفسه، تواصل القصف العشوائي على المدينة من المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والدبابات, مما أسفر عن مزيد من الدمار والحرائق في المنازل، فيما ذكر ناشطون أن الجيش السوري الحر قطع الطريق الدولي بين دمشق ودرعا قرب بلدة خربة غزالة.
وتعرضت مناطق في مدية درعا صباح السبت أيضا لقصف عنيف بقذائف الهاون استهدف بلدات صيدا والنعيمة والغارية الشرقية والغربية في ريف المدينة، إضافة لأحياء درعا البلد.
وقال مركز صدى الإخباري إن اشتباكات عنيفة جرت بين الجيش الحر والقوات الحكومية في محيط الجامع العمري وسط المدينة، تمكن خلالها الثوار من السيطرة على حاجز الخليلي، كما تجددت الاشتباكات في محيط اللواء الثامن عشر في بلدة صيدا في ريف المدينة.
وقالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة اندلعت السبت في محيط اللواء 113 للدفاع الجوي في ريف دير الزور، وإن الجيش الحر نجح في السيطرة على حي الصناعة في المدينة التي تعرضت معظم أحيائها لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة، وذكر ناشطون أن الجيش الحر استهدف اللواء 93 بصواريخ محلية الصنع.
وكانت لجان التنسيق المحلية استطاعت توثيق مقتل 81 سوريًا الجمعة، بينهم سبعة أطفال وثلاث سيدات، منهم 29 في دمشق وريفها،و 16 في إدلب،و 13 في حلب، ووثقت اللجان 346 نقطة قصف على مختلف المدن والبلدات السورية، حيث تم رصد إطلاق خمسة صورايخ بالستية من اللواء 155 في القطيفة في ريف دمشق، القصف بالطيران الحربي تم توثيقه في خمس نقاط، والقصف بالبراميل المتفحرة سجل في الدار الكبيرة في حمص، والقصف بقذائف المدفعية سجل في 118 نقطة، والقصف بقذائف الهاون سجل في 112 نقطة أما القصف براجمات الصواريخ فقد سجل في 105 نقاط.
على صعيد المحتجزين الفلبينيين الموجودين في سورية، وبعد تأجيل عملية تسليمهم من قبل قوات المعارضة السورية الجمعة، تم صباح السبت تسليم مراقبي الأمم المتحدة المحتجزين إلى السلطات الأردنية ،حسب مصادر عدة، وذلك بعد أربعة أيام على احتجازهم في القنيطرة، وكان سبب التأجيل هو تعرض المنطقة الموجود فيها المراقبون إلى قصف من قبل القوات الحكومية، قبل أن يتم الاتفاق صباح السبت على وقف إطلاق النار لمدة أربع ساعات تم خلالها تسليم المراقبين.
في غضون ذلك انتقدت المبعوث الخاص للرئيس السوري بثينة شعبان أثناء زيارتها إلى الهند، القرار البريطاني القاضي بتزويد المعارضة السورية بأسلحة غير فتاكة، مشيرة إلى أن ذلك سيعرقل جهود إنهاء النزاع السوري.
وحذرت شعبان بريطانيا وغيرها من الدول الغربية من احتمال أن تصبح عرضة لنشاطات تلك الجماعات الأصولية من خلال تزويدها بالسلاح.
وقالت "ليس هناك ثوار .. هناك مجموعات أصولية وهابية تحاول أن تجلب الظلمة إلى سورية، وترجعها إلى العقود المظلمة .. وحقيقة فإنه من المفاجئ أن تدعم الحكومات الغربية مثل هذه المجموعات ضد نظام علماني، لديه العديد من القواسم المشتركة مع الغرب".