غزة – محمد حبيب
دَعَت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" إلى النفير العام دفاعًا عن المسجد الأقصى المبارك، الذي يعتزم المستوطنون الصهاينة اقتحامه اعتبارًا من الإثنين المقبل، محذرة الاحتلال من مغبّة عدوانه وجرائمه ضد المقدسات.
وأكّدت الحركة في بيان صادر عن مكتبها الإعلامي، تلقى "العرب اليوم" نسخة عنه، تعقيبًا على الدَّعوات المتلاحقة التي تقوم بها منظمات صهيونية متطرّفة بحماية ودعم من الاحتلال لاقتحامات جماعية ممنهجة لباحات المسجد الأقصى من أجل إقامة طقوس تلمودية في "عيد الفصح" خلال الأيام المقبلة: "إنَّنا في حركة حماس نحذّر الاحتلال الصهيوني ومتطرّفيه من مغبّة هذه الاقتحامات المتكرّرة للمسجد الأقصى، ونعدّها جريمة وانتهاكاً لحرمته وقدسيته واستفزازاً لمشاعر المسلمين في العالم".
وأوضحت: "غرور الاحتلال وإمعانه في الحرب ضد الأقصى اعتمادًا على الانحياز الأميركي والصمت الدولي، لن ينفعه أمام غضبة وانتفاضة جماهير شعبنا الفلسطيني الذي سيتصدّى بكل إيمان وإصرار لكل تلك المحاولات اليائسة التي لن تستطيع طمس الحقائق وفرض أمر واقع، فالأقصى المبارك كان ولا يزال وسيبقى إسلاميًا خالصًا، ولن يقبل القسمة الزمانية أو المكانية".
وطالبت "حماس" في بيانها "الإخوة في السلطة الفلسطينية بإعلان التوقف الفوري والنّهائي عن المفاوضات مع الاحتلال، ردًا على هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف المسجد الأقصى".
ودعت جماهير شعبنا الفلسطيني إلى النفير العام وشدّ الرّحال والرّباط دفاعًا عن الأقصى المبارك، وتصديًا لكلّ محاولات الاحتلال ومغتصبيه تدنيسه وتهويده، وخاصة أيام 14/4 إلى 20/4.
وحثّت الحركة شعوب الأمة العربية والإسلامية على القيام بهبّة جماهيرية وتحرّك فاعل لنصرة الأقصى ودعم صمود المرابطين فيه، مهيبة بمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية اتخاذ خطوات عاجلة لحماية الأقصى ووقف جرائم الاحتلال ضدّه، "فالأقصى في خطر حقيقي، فإنْ لم تتحرّكوا الآن فمتى؟!".
وكَشَف عضو المجلس الثوري في حركة "فتح" ديمتري دلياني، عن مشاركة اعضاء من الكونغرس الأميركي ينتمون للحزب الجمهوري، في اقتحام المسجد الأقصى المبارك في رفقة المتطرف حاييم ريتشمان من مؤسسة "الهيكيل" المزعوم وخمسة أعضاء في مجموعات التطرف الاستيطانية تحت حماية قوات الاحتلال.
وأكّد دلياني "إن عضوي الكونغرس هما بيل جونسون وينتمي للحزب الجمهوري من ولاية أوهايو، والآخر هو ديفيد ماكينلي، الذي وينتمي للحزب ذاته، ويمثل ولاية فرجينيا الغربية".
واعتبر ديلياني اشتراك عضوي الكونغرس في الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك وعدم تعرضهم للمساءلة من قبل الحكومة الاميركية ومحاسبتهما هو مؤشر خطير على تطور مستويات التواطؤ مع عصابات الاستيطان التي تهدف للمساس بالمسجد الاقصى المبارك، مطالبًا في الوقت ذاته الجاليات العربية والمسلمة ومحبي السلام والمدافعين عن الحريات في المناطق التي يمثلها جونسون وماكينلي في الكونغرس بمعاقبتهما عبر صناديق الاقتراع.
وأوضح دلياني أن عضوي الكونغرس قدِما الى البلاد وتجولا فيها على نفقة مؤسسة "حلفاء اسرائيل" التي تعمل في الولايات المتحدة لنشر الفكر الصهيوني اليميني المتطرف، الذي يسيطر على حكومة دولة الاحتلال.
وأشار دلياني الى أن عضوي الكونغرس المذكورين تجولا في الجولان المحتل، وتفقدا قوات الاحتلال، وأبديا دعمهما لهم في احتلالهم للأراضي العربية السورية.
من جهته أعلن مركز حقوقي فلسطيني، أن "الانتهاكات الإسرائيلية" تواصلت في المسجد الأقصى، حيث اقتحمه ما يزيد على 1250 متطرفًا وجنديًا إسرائيليًا وطلبة المعاهد اليهودية خلال آذار/ مارس الماضي.
وذكر مركز معلومات وادي حلوة في بلدة سلوان الفلسطينية، وهو مركز حقوقي غير حكومي يتابع الانتهاكات في القدس، في تقرير له، الثلاثاء، أن المقتحمين قاموا بجولات مختلفة في ساحات المسجد الأقصى وأروقته.
وأوضح أن العديد ممن اقتحموا المسجد من الإسرائيليين سعوا لأداء طقوسهم الدينية الخاصة في بعض الأماكن في المسجد الأقصى، إلا أن الحراس تصدوا لهم، ومنعوهم من ذلك.
وأوضح المركز أن من بين المقتحمين للأقصى وزير الإسكان الإسرائيلي، أوري آرئيل، ونائب رئيس الكنيست، موشيه فيغلن، إضافة إلى ترؤس الحاخام المتطرف يهودا غليك مجموعات عدة لاقتحام الأقصى.