85% من المساعدات الإغاثيّة الغذائية الأممية تنتهي في المناطق الموالية للحكومة

أكّدت مصادر مطّلعة أنَّ أكثر من 85% من المساعدات الإغاثيّة الغذائية الأممية تنتهي في المناطق المواليّة لحكم بشار الأسد في سوريّة، وأكثر من 70% من الأدويّة لم تصل إلا إلى مناطق الساحل، التي يقطنها مواطنون من الطائفة العلويّة، والتي ينتمي لها الرئيس السوري.
وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنَّ "الأمين العام للأمم المتّحدة بان كي مون سيكشف عن هذا التباين الصارخ في عدم المساواة بين مناطق المعارضة والحكومة، الأسبوع المقبل، خلال تقديمه التقييم الشهري"، محذّرة من أنَّ "الكشف عن الحقائق هذه من شأنه أن يؤجج مشاعر المانحين الغربيين والعرب، الذين يثقون في الأمم المتحدة، ويفضلون ضخ مساعداتهم للسوريين عبر وكالاتها، أملاً في أن تصل إلى مستحقيها من المنكوبين".
وأكّد مدير العمليات الميدانية في جميع أنحاء العالم لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية جون جينج "تلقيهم تهديدات رسمية من جهات حكومية بالطرد من الأجزاء التي تقع تحت سيطرة الحكومة، إن عبروا بقوافل المساعدات من الحدود، دون أخذ موافقة الحكومة".
واعتبر المسؤول الإغاثي البارز أنَّ "التاريخ سيحكم إذا كنا على صواب أو خطأ، بشأن التعامل مع الحكومة لضمان استمرار تدفق المساعدات"، مؤكدًا أنه "لا شيء سيمنعهم من إنقاذ الأرواح".
وأعلنت الصحيفة عن أنَّ "المناقشات بشأن ملف المساعدات تصاعدت منذ قرابة 3 أشهر، بعد إصدار مجلس الأمن قرارًا ملزمًا قانونًا، يحثُّ الأطراف المتحاربة في سورية على تسهيل مرور شحنات المواد الغذائية والأدوية"، مشيرة إلى أنه "منذ صدور القرار قامت وكالات الإغاثة الأممية العاملة في الميدان بتوثيق خروقات متكررة للقرار، تعكس مدى الاستهزاء بمجلس الأمن وقراراته".
ويأتي ذلك في حين قدّم وزير الدفاع في الحكومة السورية المعارضة الموقتة أسعد مصطفى استقالته من المنصب، مشيراً إلى أنّه "لا يريد أن يكون شاهد زور على استمرار تدمير سورية فوق رؤوس مواطنيها، من طرف حكومة تجاوزت في طغيانها كل مجرمي التاريخ، وألا يكون غطاء للفرقة بين تشكيلات الجيش الحر، ووحداته، تحت مسميات مختلفة"، حسب تعبيره.
وأشار مصطفى إلى أنّه "لم تتوفر لوزارة الدفاع أيّ إمكانات للقيام بالحد الأدنى من واجباتها، بغية تلبية مستلزمات الثوار فوراً"، مبيّنًا أنَّ "كل الأجوبة لتحقيق تلك المطالب قد ماتت".
وأكّد مصطفى أنَّ "كل الأطراف تتحمل أمانة عدم الوقوع في الأخطاء التاريخية التي وقع فيها كثيرون، وأدّت إلى تأزم الأوضاع في سورية".
وتوجّه وزير الدفاع المعارض إلى كل أصدقاء الشعب السوري، وأشقائه، ممن وقفوا إلى جانبه، داعيًا إياهم إلى "إنقاذ ما تبقى من سورية".