عناصر من الجيش السوري الحر
دمشق - جورج الشامي
أعلن المتحدث باسم مجلس القيادة العسكرية العليا للجيش السوري الحر العقيد قاسم سعد الدين،
إن "كتائب الثوار في أنحاء سورية تستعد لشن هجمات ضد النظام بالتزامن مع الضربة الغربية المتوقعة ضد مواقعه العسكرية" ، مؤكدا في الوقت نفسه "عدم وجود خطط للتنسيق مع القوات الغربية"
، ونقلت رويترز عن سعد الدين ، أن "المجلس أرسل الى مجموعات ثورية منتقاة، خطة عمل لاستخدامها إذا وقعت الضربة"، مشيرا إلى أنه "يأمل في الاستفادة من الضربة عندما تضعف سيطرة النظام ببعض المناطق نتيجة لها ، وأنه أمر بعض المجموعات بالاستعداد في كل محافظة". ، وأوضح المتحدث العسكري للجيش السوري الحر أن "الخطط أعدت دون أي مساعدة من قوى أجنبية، وأن المجلس لم يحصل على معلومات من الولايات المتحدة أو أي دولة غربية ".أخرى"، مشيرا إلى أن "واشنطن تعتبر الثوار أحد طرفي الصراع في سورية.
ِوأضاف أن "جهات غربية اتصلت بالقادة السياسيين للائتلاف الوطني السوري"، ولم ينف احتمال إجراء مشاورات مع رئيس هيئة أركان القيادة العسكرية العليا اللواء سليم إدريس دون أن يتمكن من تأكيد ذلك" ، وبما يتعلق باحتمالات الضربة المتوقعة، قال سعد الدين إن "قواته أجرت تقييما يرجح وقوع الضربة في الأيام المقبلة وأنها ستستمر نحو ثلاثة أيام"، مضيفا توقعاته بأنها ستشمل مقر قيادة الأركان والمطارات العسكرية ومخازن الأسلحة ومنصات إطلاق للصواريخ الكبيرة مثل سكود، وكذلك مواقع قوات النخبة مثل الفرقة المدرعة الرابعة والحرس الجمهوري.
من جانب أخر رأى عدد من الخبراء انه من غير المعروف ما اذا كانت الضربة المحتملة التي ستنفذها الولايات المتحدة وفرنسا ضد نظام الأسد ستغير مجرى الحرب في سورية، ولكنها ستوجه برأيهم رسالة حازمة الى نظام الأسد .
ويقول جيريمي بيني في مجلة جينز دفنس ويكلي ان "اطلاق صواريخ عابرة لضرب منشآت عسكرية سيكون هدفه "معاقبة استخدام السلاح الكيميائي اكثر منه تغيير ميزان القوى بصورة جذرية لصالح المعارضة". ويبدي خبراء أسفهم لأن الحلفاء غير قادرين سوى على توجيه ضربة "تكتيكية" وليست "استراتيجية" من شانها وقف اراقة الدماء ، ويقول سلمان الشيخ من معهد بروكنغز في الدوحة ان "استخدام الولايات المتحدة للقوة تنقصه "استراتيجية اوسع"، ويضيف ان العمل العسكري ينبغي ان "يسانده تحرك ديبلوماسي قوي" لدى دول المنطقة .
ويجمع الخبراء على أن "الوضع سيستمر على ما هو عليه مادامت ايران وروسيا حليفتا بشار الاسد ستواصلان مساعدة النظام على مواصلة اعمال القمع الا في حال حصول تحول سياسي .
من جهة ثانية، أعلنت مدينة المعضمية في ريف دمشق عن وفاة طفلين سوريين قضيا من الجوع وسوء التغذية بسبب الحصار الذي فرضته الحكومة السورية على المنطقة، فيما شهدت العاصمة وريفها قصف واشتباكات في مختلف الأحياء الجنوبية.
واندلعت فجر اليوم اشتباكات عنيفة في محيط سجن حلب المركزي إثر محاولة مقاتلي حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة اقتحام السجن، بالتزامن مع قيام الجيش الحكومي بقصف محيط السجن باستخدام المدفعية الثقيلة ورشاشات الطيران الحربي لتخفيف الضغط عن عناصرها المحاصرين داخل أسواره.
ولا تزال المعارك مستمرة بين الطرفين حتى الآن، علماً أن السجن يحتوي على مئات المعتقلين من المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد.
من جهة أخرى قامت كتائب المعارضة المسلحة التي تحاصر مطار كويرس العسكري في ريف حلب باستهداف قوات الحكومة المتواجدة داخل المطار بعدد من القذائف، في ظل وقوع اشتباكات متقطعة بين الطرفين على أطرافه.
فيما أعلنت أمس مدينة معضمية الشام التي تبعد حوالي 10 كيلو متر عن ساحة الأمويين في العاصمة دمشق مقتل طفلين سوريين موتاً من الجوع وبسبب سوء التغذية وبسبب الحصار الذي فرضته الحكومة السورية على المنطقة، يقول أحد نشطاء المدينة "لا تستغربوا أيها السوريون انتم تعلمون بحصارنا منذ تسعة أشهر، نحن بلا أكل وبلا ماء وكهرباء.. وفوق ذلك تنهمر قذائف الأسد فوقنا ولم تفعلوا لنا شيئاً".
ورفعت تنسيقية مدينة معضمية الشام صور الطفلين وكتب عليها عبارات تلوم فيها كتائب الجيش الحر التي لم تستطع فعل شيئ لفك الحصار المفروض على المدينة أو تخفيفه، هذا الحصار المستمر والذي يفتك بأهل المعضمية منذ عشرة اشهر تقريباً.
ويقول عضو المجلس المحلي للمدينة والناطق باسم لجان التنسيق المحلية من دمشق مراد الشامي: "ان الحصار جعل من مدينة معضمية الشام سجناً كبيراً، لدينا اليوم بحدود 3000 طفل يعانون من نقص التغذية، وهناك أكثر من 50 طفلاً مهددين بشكل حقيقي بالموت جراء سوء التغذية وهؤلاء حالتهم عاجلة، فالحصار حرم الطفولة من كل شيء، والمدينة محرومة من كل شيء إلا حمم الموت والدمار والأسلحة الكيماوية. ويتابع الشامي بعد انقضاء و نفاذ موسم التين والعنب لن يكون هناك سكريات أبداً للأطفال الذين يعانون نقص التغذية
وشهدت العاصمة دمشق اليوم قصفاً عنيفاً بالمدفعية الثقيلة على أحياء القابون وبرزة وجوبر ومخيم اليرموك، كما سقطت قذيفة هاون في منطقة المالكي، ويأتي ذلك وسط اشتباكات في مخيم اليرموك بين الجيش الحر وقوات الحكومة.
وفي ريف العاصمة، قصَفَ الطيران الحربي الحكومي بلدة الرحيبة بمنطقة جبال القلمون بالتزامن مع قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدن وبلدات خان الشيح والزبداني وداريا ومعضمية الشام وحوش عرب والرحيبة وبساتين رنكوس وزملكا وبساتين المليحة وعربين وعلى معظم مناطق الغوطة الشرقية، وسُجلت اشتباكات في بلدة دروشا وعلى طريق اتوستراد السلام بريف دمشق الغربي، فضلاً عن اشتباكات عنيفة في منطقة المرج بالغوطة الشرقية وفي بلدة الرحيبة بمنطقة جبال القلمون.
وفي حمص قصف بالمدفعية على حي القصور وأحياء حمص المحاصرة، وفي درعا قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على حي طريق السد وأحياء درعا البلد واشتباكات عنيفة في محيط حاجز المشفى الوطني بدرعا المحطة بين الجيش الحر وقوات الحكومة، وقصف بالمدفعية والدبابات استهدف بلدة النجيح في ريف درعا.
أما في ادلب فقد سُجل قصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة على مدينة أريحا وجبل الأربعين، وسط اشتباكات عنيفة على الجبهة الغربية لمدينة أريحا بين الجيش الحر وقوات الحكومة التي تحاول اقتحام المنطقة، أما في الرقة فقد تجددت الاشتباكات بين الجيش الحر وقوات
الحكومة في محيط الفرقة 17 شمال مدينة الرقة
وسط هذه الاجواء، اكد الرئيس الاميركي باراك اوباما في وقت متأخرة من مساء السبت اصراره على توجيه ضربة عسكرية الى نظام الرئيس السوري بشار الاسد بعد اتهامه باستخدام السلاح الكيميائي، الا انه اعلن عزمه على استشارة الكونغرس قبل القيام بها ما يرجئها الى ما بعد التاسع من ايلول/سبتمبر موعد انتهاء العطلة الصيفية للكونغرس.
وقال اوباما في تصريح ادلى به في البيت الابيض فيما كان نائبه جو بايدن يقف الى جانبه "قررت وجوب ان تتحرك الولايات المتحدة عسكريا ضد اهداف للنظام السوري لمعاقبته على استخدام اسلحته الكيميائية ضد مدنيين".
واضاف اوباما "نحن مستعدون لتوجيه ضربة حين نختار، وانا مستعد لإعطاء هذا الامر" مشيرا الى ان "التدخل سيكون محدودا في الوقت وفي مداه، ولن يشمل ارسال قوات على الارض".
الا انه اضاف "سأطلب موافقة ممثلي الاميركيين في الكونغرس على استخدام القوة" داعيا اعضاء الكونغرس الى الموافقة على طلبه هذا باسم "الامن القومي" للولايات المتحدة.
وتابع الرئيس الاميركي "اعتقدت منذ زمن طويل ان قوتنا تكمن ليس فقط في قوتنا العسكرية بل ايضا في ما نمثله كحكومة للشعب وعبر الشعب ومن اجل الشعب".
ولا يزال الكونغرس في اجازته الصيفية حتى التاسع من ايلول/سبتمبر ما يبعد العملية العسكرية ضد سوريا.
واوضح اوباما انه تحادث مع رؤساء الكتل في مجلسي النواب والشيوخ، وان هؤلاء كانوا "موافقين على اجراء نقاش وتصويت فور عودة الكونغرس الى الاجتماع".
وتنطلق الاسبوع المقبل المناقشات البرلمانية في مجلس الشيوخ الاميركي بشأن مشروع قرار يجيز استخدام القوة في سوريا، وفق ما اعلن السبت زعيم الاكثرية الديموقراطية الذي وعد باجراء تصويت حول المسألة بعد التاسع من ايلول/سبتمبر.
وقال هاري ريد زعيم الديموقراطيين في مجلس الشيوخ ان المجلس "سيدخل مباشرة في هذا النقاش الجوهري، مع جلسات استماع عامة واجتماعات لاعلام اعضاء مجلس الشيوخ بالتطورات الاسبوع المقبل".
وسيتم تنظيم جلسات الاستماع من جانب لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ كما يشارك فيها مسؤولون رفيعو المستوى في الادارة الاميركية.واضاف ريد ان "مجلس الشيوخ سيصوت على القرار خلال اسبوع من يوم التاسع من ايلول/سبتمبر، كاقصى حد، كما طلبت ادارة اوباما".
ونشر البيت الابيض السبت مشروع قرار يرمي الى السماح باستخدام القوة لوقف الهجمات الكيميائية وتفادي حصولها مستقبلا. اما مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون فسيبدأ مناقشاته في التاسع من ايلول/سبتمبر، وفق ما اعلن رئيسه جون باينر.
وأعلن مسؤول كبير في البيت الابيض واوساط الرئاسة الفرنسية ان الرئيس الاميركي باراك اوباما اتصل بنظيره الفرنسي فرنسوا هولاند السبت قبل اعلان قراره بشأن الازمة في سوريا.
من جهته قال وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالز اليوم الاحد ان فرنسا لن تتحرك بمفردها في سورية، لكن ستنتظر قرارا من الكونجرس الامريكي بشأن تنفيذ هجوم ضد حكومة الرئيس بشار الاسد".
وقال فالز لراديو اوروبا 1 : "فرنسا لا يمكنها المضي في ذلك وحدها." واضاف "نحتاج ائتلافا".
ومن المقرر ان يجتمع رئيس الوزراء الفرنسي جان مارك اريو مع رئيسي مجلسي البرلمان وزعماء من المعارضة يوم الاثنين لبحث الوضع السوري قبيل نقاش برلماني يوم الاربعاء.
في غضون ذلك كشف مصدر مطلع عن أن تنظيم "دولة العراق والشام الإسلامية" أخلى مقره في مدينة الرقة الواقع ضمن مبنى المحافظة الوحيدة التي تحررت كاملة من النظام حتى الآن".
وفي السياق نفسه ذكرت "رويترز" في تقرير لها، السبت، أن الضربة الأميركية المتوقعة لسورية لم تدفع القوات الحكومية إلى إعلان حالة التأهب القصوى فحسب، بل إنها أثارت القلق بين صفوف مقاتلي المعارضة وخاصة من الجماعات الإسلامية المتصلة بالقاعدة التي تخشى ان تكون هي أيضا هدفا لهذه الضربات، حيث يشعر المعارضون الإسلاميون بالقلق وخاصة المتشددين الأجانب الذين خبروا بأنفسهم من قبل الحملات العسكرية الأمريكية والهجمات باستخدام الطائرات بدون طيار ضد مقاتلي القاعدة في أنحاء المنطقة.
ونقلت "رويترز" عن "معارضين ومصادر مقربة من مقاتلين لهم صلة بالقاعدة إن الجماعات الإسلامية أخلت العديد من قواعدها من المقاتلين والعربات والأسلحة".
وقال مقاتل من جماعة لواء الإسلام وهي جماعة إسلامية معتدلة تحدث عبر سكايب من إحدى الضواحي خارج العاصمة دمشق "أعطوا للأسد إنذارا مدته أسبوعان ليخلي قواعده. نحن نعلم أننا أهداف حقيقية".
وتتخذ جماعات لها صلة بالقاعدة مثل جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام فيما يبدو إجراءات أكثر شمولا وسرية.
وقال مصدر في لبنان قريب من الجماعات المتصلة بالقاعدة في سوريا "الدولة الإسلامية في العراق والشام أخلت الكثير من مراكزها وبصفة أساسية في شمال وشرق سوريا. وشددت من إجراءات الأمن على أمراء الجماعات وغيرت مواقعها وسياراتها لأنهم يخشون من أن تكون شرائح اتصالات وضعت في سياراتهم".
وقال تشارلز ليستر المحلل في مركز دراسات الإرهاب والتمرد بمؤسسة جينز إنه "لا يوجد ما يشير إلى خطط غربية لمهاجمة مثل هذه الجماعات في سورية الآن".
وقال "لكنهم يتحوطون في رهاناتهم. هناك الكثير الذي سيخسرونه إذا لم يتخذوا إجراءات احترازية".