أمين سر اللجنة التنفيذية لـ"منظمة التحرير" الفلسطينية ياسر عبدربه
رام الله - وليد أبو سرحان
أكد ، الأربعاء، أن المفاوضات "العقيمة" التي جرى استئنافها مع إسرائيل، لم تُحقق أي تقدّم يُذكر، مشككًا في إمكان نجاحها، في ظل إصرار حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو على استمرار الاستيطان. وقال عبدربه قائلا، "رغم اننا اتخذنا
قرارًا بالمشاركة، نحن نرى الآن ما كنا نتوقعه، بأن الأمل في إحراز تقدم في هذه المفاوضات ضعيف للغاية، بل هو أمل معدوم في هذه اللحظة، فحتى الآن لم يتحقق أي تقدم".
وجاءت تصريحات عبدربه، إلى الإذاعة الفلسطينية الرسمية "صوت فلسطين"، الأربعاء، عقب جولة من المحادثات عُقدت الثلاثاء، بين طاقمي المفاوضات، بعيدًا عن وسائل الإعلام، وفي ظل استمرار الاستيطان الذي يهدد بفشل تلك المحادثات، حيث أوضح القيادي الفلسطيني أن "إسرائيل لم تلتزم بوقف الاستيطان، ونحن نرى استمرار قيامها بعلميات الاستيطان يُدمر أية فرصة أمام هذه العملية السياسة، لهذا السبب إما أن يزول هذا الاحتلال وكل مظاهر الاستيطان، وإما أن تكون هذه العملية السياسية محكوم عليها بالفشل والانهيار".
وبشأن عدد الجولات التفاوضية التي عقدت بين الطرفين، أفاد ياسر، "لا أتابع مواعيد الجلسات، وليس هذا هو الشأن الذي يجب أن نهتم به، متى عقدت ومتى لم تُعقد، ولكن الأمر الأساسي هو أنه حتى الآن لا توجد أية مؤشرات على أن هذه المفاوضات قد حققت أي تقدم على الإطلاق، فالموقف الإسرائيلي هو الموقف الذي نعرفه على الأرض، وما تقوم به قوات الاحتلال من أجل أن تواصل سياسة الاستيطان، وتخرِّب كل فرصة ممكنة لتحقيق سلام عادل ومتوازن أو تطبيق حل الدولتين"، فيما استبعد نجاح المفاوضات من دون تدخل أميركي، قائلاً "لا أتوقع أن يحدث مثل هذا التقدم على الإطلاق ما لم تكن هناك قوة ضغط هائلة أميركية، على غرار ما نراه الآن من دور وجهد أميركي من أجل معالجة الموضوع السوري وغيره من المواضيع، أما البقاء في الإطار الحالي فهذا هو دوران في الفراغ، لا يقود ولا يؤدي إلى أي نتائج".
وقد اتفق الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي على أن تستمر هذه المفاوضات بين ستة إلى تسعة أشهر، من المفترض أن يتم خلالها الإفراج عن 104 معتقلين فلسطينيين، مضى على اعتقالهم أكثر من عشرين عامًا على مراحل عدة، في حين أجرى الوفدان، الثلاثاء، جولة جديدة من المفاوضات، من دون ظهور أية بوادر على حدوث تقدم، فيما جدد اليمين الإسرائيلي رفضه أي اتفاق سلام يمسّ المستوطنات.
وقال مسؤولون فلسطينيون، الثلاثاء، إن الجولة التي عُقدت في القدس الغربية تركزت على الموضوع الأمني، وأن الجانب الإسرائيلي يرى الأمن مدخلاً للسيطرة على أوسع مناطق ممكنة من الضفة الغربية، الأمر الذي يواجه بالرفض من قبل المفاوض الفلسطيني، وأن هناك ملاحظات لدى الجانب الفلسطيني على سير المفاوضات ستقدم إلى وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي سيلتقي وفدًا وزاريًا عربيًا، الأحد المقبل، في روما، لاطلاعه على وجهة النظر الأميركية بشأن مسار محادثات السلام.
وأفاد وزير الخارجية رياض المالكي، في حديث إلى الإذاعة الفلسطينية الرسمية، الثلاثاء، أنه "سيعرض جميع الملاحظات الفلسطينية بشأن جلسات المفاوضات، ولا سيما بشأن مرجعية تلك المفاوضات، في ظل رفض طاقم المفاوضات الإسرائيلي بحث ملف الحدود على أساس حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، رغم أن واشنطن تعهدت للجانب الفلسطيني بأن تكون تلك الحدود مرجعية عملية السلام، وأن ملاحظات الجانب الفلسطيني ستستدعي ردًا أميركيًا، واطلاع العرب عليه، وأن كيري سيعرض على الوفد العربي الوضع التفاوضي من وجهة النظر الأميركية".
وعلم "العرب اليوم" من مصادر فلسطينية مطلعة على سير المفاوضات، أن الرفض الإسرائيلي لبحث ملف الحدود على أساس حدود عام 1967 والغياب الأميركي عن جلسات المحادثات، وتكثيف الاستيطان والتصعيد الميداني عقب العودة إلى المفاوضات، وربط إسرائيل إطلاق سراح الدفعة الثانية من الأسرى بتواصل جولات المفاوضات، استدعى بلورة ملاحظات فلسطينية عدة على العملية التفاوضية، ستُطرح على كيري خلال لقائه المرتقب، الأحد، مع ضرورة الحصول على رد أميركي واضح بشأن تلك الملاحظات، ولا سيما ملف الحدود.