بغداد ـ نجلاء الطائي
اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الثلاثاء، الجيش العراقي بشن "هجمات عشوائية عديمة التمييز" من خلال إلقاء براميل متفجرة على قضاء الفلوجة في الأنبار، مؤكدةً تعرض مستشفى الفلوجة للقصف ذاته، ما "يشكل انتهاكاً خطيراً لقوانين الحرب".
وذكرت المنظمة، في تقرير نشر على موقعها الالكتروني، أنّ "قوات الحكومة العراقية التي تواجه جماعات مسلحة في محافظة الأنبار غربي العراق منذ كانون الثاني 2014 قد وجهت ضربات متكررة إلى مستشفى الفلوجة العام بقذائف الهاون وغيرها من الذخائر"، مشيرةً إلى أنّ "تلك الضربات المتكررة للمستشفى الرئيسي، بما في ذلك بأسلحة النيران المباشرة، توحي بقوة باستهداف القوات العراقية للمستشفى، مما يشكل انتهاكاً خطيراً لقوانين الحرب".
وأوضح التقرير أنه "قام ستة شهود ممن أجرت معهم هيومن رايتس ووتش المقابلات، ومنهم ثلاثة من العاملين بالمستشفى، بتقديم شهادات ذات مصداقية عن ضربات متكررة وجهتها القوات الحكومية إلى مستشفى الفلوجة الرئيسي منذ كانون الثاني، فألحقت تلفيات جسيمة بالمباني وإصابات بالمرضى وأفراد الطاقم الطبي".
ونقل تقرير عن من اسماه "ضابط أمن يتبع الحكومة العراقية ويتمركز في الأنبار"، وقد تحدث مع هيومن رايتس ووتش بشرط حجب هويته، قوله إن "القوات الحكومية استهدفت المستشفى بالهاون والمدفعية في 16 واقعة مختلفة".
وذكر التقرير أنه "ومنذ بدايات أيار، قامت القوات الحكومية أيضاً بإلقاء قنابل برميلية على أحياء سكنية في الفلوجة والمناطق المجاورة، كجزء من حملة مكثفة ضد جماعات المعارضة المسلحة، ومنها الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)"، مبينًا أنّ "تلك الهجمات العشوائية عديمة التمييز أدت إلى خسائر في صفوف المدنيين واضطرت الآلاف من السكان للفرار".
ونقلت المنظمة عن 3 من سكان الفلوجة قولهم "إنهم شاهدوا مروحيات تلقي بقنابل برميلية على حي الشرطة السكني في الفلوجة في 8 أيار، و4 قنابل على مناطق سكنية أخرى في 8 و9 أيار، والعشرات منها على حي العسكري بين 3 و9 أيار". ونقلت المنظمة الدولية عن "ساكن آخر أنه شاهد 5 أو 6 قنابل برميلية غير منفجرة في حي الشهداء يوم 8 أيار".
وبحسب التقرير، فإن "أربعة سكان آخرون قالوا إنهم سمعوا ما اعتقدوا أنه صوت هجوم بالقنابل البرميلية، استناداً إلى الصوت الثاقب والانفجار الهائل، ووصفوا دماراً واسع النطاق في مناطق مأهولة يتفق مع تأثير القنابل البرميلية".
وأشار إلى أنّ "المسؤول الأمني المتمركز في الأنبار أكّد أن الجيش استخدم القنابل البرميلية منذ 2 أيار تقريباً في الفلوجة، وكذلك في بلدات الكرمة والصقلاوية وإبراهيم بن علي والمناطق المحيطة بها".
وأوضح المسؤول، وفقًا للمنظمة "لقد بدئوا في استخدامها (القنابل البرميلية) لأنهم يريدون إحداث أكبر قدر ممكن من الدمار. لقد قررت حكومتي تدمير المدينة، بدلاً من محاولة غزوها".