الرئيس الأميركي باراك أوباما
دمشق - جورج الشامي
أعلن أن ما يتم بحثه هو القيام بتحرّك محدود في اتجاه الحكومة السورية، وليس شن حرب مفتوحة تشارك فيها قوات على الأرض، وقال أوباما: "لسنا ننظر في أيّ التزام مفتوح أو مقاربة إرسال أية قوات إلى الأرض"، فيما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن
"تسديد ضربات محدودة لسورية ليس كافيًا ولن يُرضِيَ تركيا"، في حين اعتبرت وزارة الخارجية السورية أن التقرير الذي نشرته واشنطن عن "أدلة" جمعتها الاستخبارات الأميركية وتثبت استخدام الحكومة السورية أسلحة كيميائية في ريف دمشق هو مجرد ادعاءات "كاذبة"، وتستند إلى "لا دليل".
وأكد أوباما أنه لم يتخذ بعدُ أية قرارات في شأن أية تحركات ستتخذها الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن واشنطن تشاورت مع حلفائها ومع الكونغرس، وانتقد أوباما "إبداء مجلس الأمن الدولي عدم القدرة على التحرك في مواجهة انتهاك صريح للقواعد الدولية في سورية".
وقال كيري في وقت سابق، إن "واشنطن تُعوّل على حلفائها وهم فرنسا والجامعة العربية وأستراليا"، معتبرًا أن "هذا التدخل العسكري سيكون بمثابة رسالة إلى ايران وحزب الله اللبناني، حليفي الحكومة السورية".
وقدَّم كيري مبرّرات عدّة للقيام بعمل عسكري محدود ضد الحكومة السورية، للاشتباه في استخدامها أسلحة كيماوية، قائلاً إنه "لا يمكن أن تفلت دمشق من العقاب"، على ما وصفها بـ"جريمة ضد الإنسانية".
وأكد كيري أن "أيّ خطوة قد تتخذها الولايات المتحدة ستكون مُعَدّة بإحكام، ولن تشبه بأيّ حال الغزو الأميركي لأفغانستان والعراق، أو تدخّل واشنطن للمساعدة على الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي".
فيما أعلن مسؤول مُقرّب من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن هولاند ونظيره الأميركي باراك أوباما اللذين تحدَّثا عبر الهاتف، وأنهما "واثقان كلاهما من الطبيعة الكيميائية للهجوم الذي حصل في 21 آب/ أغسطس، وبالمسؤولية المؤكدة للحكومة السورية عنه".
وقال المصدر لوكالة "فرانس برس" إن هولاند "ذكّر بتصميم فرنسا الكبير على الرد وعدم ترك هذه الجرائم من دون عقاب، ولمس التصميم نفسه لدى أوباما".
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن "تسديد ضربات محدودة لسورية ليس كافيًا ولن يُرضِيَ تركيا".
ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان قوله خلال احتفال بيوم النصر في أنقرة، إن "الضربات المحدودة على سورية ليست كافية، ولن ترضي تركيا"، معتبرًا أنه "لا بُد لأية حملة عسكرية أن تقود إلى تغيير الحكومة السورية".
وتعليقًا على احتمال حدوث تحرّك دولي ضد سورية، قال أردوغان إن "الحملة السورية يجب أن تكون شبيهة بحملة كوسوفو"، التي أخرجت القوات الصربية من ذلك البلد.
واعتبر أردوغان أنه "لا يُفترض في التدخّل السوري أن يدوم يومًا واحدًا أو اثنين فقط"، مشيرًا إلى أنه لا يعتقد أن "أي تدخّل عسكري من دون الكشف عن إستراتيجية سياسية سيحقق نتيجة".
وكانت وكالة (الأناضول) التركية للأنباء نقلت عن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، قوله إن "كل المعلومات المتوافرة تشير إلى أن المعارضة لا تمتلك مثل هذه الأسلحة المتطورة، ونعتقد أن حكومة (الرئيس السوري بشار) الأسد هي المسؤولة من دون شك عن الهجوم الكيميائي".
وأشار إلى أن بعض الأطراف حاولت اتهام تركيا بالدعوة إلى حرب في سورية، لكنه أوضح أن "تركيا منذ البداية كانت تدعو المجتمع الدولي لرد فعال".
قال إنه "بالنسبة إلينا، المسألة الأساسية هي الأمن العامّ التركي".
في المقابل، اعتبرت وزارة الخارجية السورية أن التقرير الذي نشرته واشنطن عن "أدلة" جمعتها الاستخبارات الأميركية وتثبت استخدام الحكومة السورية أسلحة كيميائية في ريف دمشق هو مجرد ادعاءات "كاذبة"، وتستند إلى "لا دليل".
وقالت الخارجية في بيان تُلِي عبر التليفزيون الرسمي إن "ما قالت الإدارة الاميركية إنها أدلة قاطعة، إنما هي روايات قديمة نشرها الإرهابيون منذ أكثر من أسبوع بكل ما تحمل من فبركة وكذب وتلفيق"، مؤكدة أن "كل نقاط الاتهام للحكومة السورية هو كذب وعارٍ عن الصحة".