بغداد ـ نجلاء الطائي
نفت إدارة المقداديّة، الجمعة، الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام عن نشوب اشتباكات بين مسلحي "داعش" والقوّات الأمنيّة، مؤكدة سيطرة القوّات على البلدة وأطرافها، فيما أكّد مصدر أمني في محافظة صلاح الدين أنَّ قطعات من الجيش العراقي وقوات البيشمركة الكردية، مدعومة بسلاح الجو، تتقدم نحو مدينة الموصل، بينما تدور اشتباكات عنيفة بين قوات الجيش والعناصر المسلحة، في محيط موقع المزرعة، شرق
الفلوجة، دون معرفة حجم الخسائر بين الجانبين.
يأتي هذا فيما أعلنت السلطات الأمنية في محافظة ديالى العراقيّة، الجمعة، عن مقتل 18 مسلحاً من تنظيم "داعش"، وتدمير 5 مركبات تابعة لهم، في سلسلة عمليات أمنية في بلدات المقدادية، والعظيم، وجلولاء، في حين وضعت السلطات المركزيّة خطة جديدة، بغية حماية العاصمة بغداد من أيّ هجوم محتمل، تشمل تكثيف انتشار القوى الأمنية فيها.
وأكّد قائمقام المقداديّة زيد إبراهيم أنّه "لا وجود لأيّ اشتباكات أو معارك مع داعش، وأنَّ القوات الأمنية تفرض سيطرتها التامة، بمشاركة آلاف المتطوعين من العشائر"، نافيًا سيطرة "داعش" على أيّة بقعة من البلدة.
وبيّن إبراهيم أنَّ "إحدى نقاط الجيش الأمنية تعرّضت لهجوم، ليلة الخميس، ما أسفر عن مقتل جندي، وجرح 5 أخرين"، مشيرًا إلى أنَّ "قوّات الجيش شنّت حملات أمنية ضد أوكار المسلحين في أطراف المقدادية، ما أدى إلى مقتل عدد من المسلحين".
وحذّر "من الشائعات الإعلامية، التي تتعرض لها المدينة، المختلطة مذهبيًا، في مساع لإشعال فتيل فتنة طائفية، تصب في مصلحة الأعداء"، بحسب قوله.
وكشف مصدر أمني في محافظة صلاح الدين عن أنَّ "عددًا من قطعات الجيش العراقي والقوات الأمنيّة، وقوّات البيشمركة الكردية، مدعومة بغطاء من سلاح الجو العراقي، تتجه نحو مدينة الموصل، بغية تحريرها من عناصر تنظيم (داعش)".
وأضاف المصدر أنَّ "معركة تحرير الموصل باتت وشيكة، وأن الساعات المقبلة ستشهد البدء بعملية عسكرية كبيرة، بغية طرد (داعش) وأعوانها من المدينة".
وأشار مصدر في فرقة الرد السريع في وزارة الداخلية إلى أنّ "قوّة من فرقة الرد السريع تمكنت، الجمعة، من إحباط تقدم لعناصر من تنظيم داعش على الباب الرئيسي لقاعدة القوة الجوية في تكريت"، مؤكّدًا أنَّ "القوة اعتقلت المتشدّد أحمد حسين نجم، ودمرت إحدى مركبات التنظيم، فيما لاذ الباقون بالفرار".
وكان لواء الرد السريع قد أعلن، في وقت سابق الجمعة، عن مقتل سبعة من عناصر "داعش"، وحرق خمس سيارات تابعة لهم في تكريت.
وفي الأنبار، أبرز مصدر أمني أنّ "عناصر مسلحة هاجمت أبراج المراقبة، وتجمعات الجيش المحيطة بموقع المزرعة، شرق الفلوجة، من أربعة محاور، واشتبكت مع القوات الأمنية، التي تحاول منع العناصر المسلحة من الاقتراب من البوابات الرئيسية للمعسكر، دون معرفة حجم الخسائر".
واستطرد أنّ "العناصر المسلحة هاجمت من جهة الفلوجة طريق بغداد القديم، ومن قضاء الكرمة، ومن قرى زوبع، ومن جهة أبو غريب، باستخدام جميع أنواع الأسلحة والصواريخ وقذائف الهاون".
وأعلن رئيس مجلس العظيم، التابع لمحافظ ديالى، محمد العبيدي عن أنَّ "مسلحي داعش اختطفوا شقيقه، وأحرقوا منزله، واستولوا على سيارتين له، في قرية أم الكرامي في الأطراف الجنوبية للناحية".
وبيّن أنَّ "سكان القرية، وعددًا من القرى المجاورة، نزحوا إلى صلاح الدين، خوفًا من مسلحي داعش، فيما لا تزال القوات الأمنية ترابط على الأطراف الشمالية، بغية منع داعش من دخول الناحية"، داعيًا إلى تكثيف الجهود والإجراءات الأمنية، بغية تحرير شقيقه المختطف، وطمأنة السكان بقدرة القوات على حماية المدنيين.
وأوضح قائد عمليات "دجلة" الفريق الركن عبد الأمير الزيدي، في مؤتمر صحافي، أنَّ "القوات الأمنية قتلت 6 مسلحين في أطراف المقدادية، في عمليات أمنية استهدفت مسلحي داعش، وقتلت 12 مسلحًا في بلدة العظيم، وأطراف جلولاء، في منطقة الطبج".
وأكّد الزيدي أنَّ "القوات الأمنية قتلت عشرات المسلحين، وفي حيازتها 18 جثة للمتطرفين"، نافيًا سيطرة "داعش" على منطقة في ديالى، لاسيما السعدية وجلولاء وأطراف العظيم.
وأضاف "العمليات أسفرت عن تدمير 5 مركبات لمسلحي داعش في المحافظة"، مبيّنًا أنَّ "نشاط المسلحين في المناطق الساخنة مستمر، وأن القوّات مستمرة بعمليات تعقبهم ومطاردتهم، بغية إحلال الأمن، وحماية المواطن من أي تهديد".
وكشف المتحدث باسم وزارة الداخليّة العميد سعد معن، في تصريح إعلامي، عن أنَّ "الوزارة وضعت خطة جديدة لحماية بغداد"، موضحًا أنَّ "الوضع استثنائي، وأي تراخٍ قد يسمح للعدو بأن يحاول مهاجمة بغداد".
وبيّن معن أنَّ "الخطة تشمل تكثيف انتشار القوى، وتفعيل الجهد الاستخباراتي، وزيادة استخدام التقنية، مثل البالونات والكاميرات والأجهزة الأخرى، إضافة إلى التنسيق مع قيادات العمليات في محافظات أخرى، ورفع الروح المعنوية للمقاتلين".
وعن إمكان استقدام قوّات من أماكن أخرى، أبرز معن أنَّ "القوة الموجودة في بغداد كافية، ولكن هناك رغبة في الشارع للتطوع، استعدادًا لأي هجوم محتمل".
وميدانياً، أكّد مصدر في وزارة الداخليّة، الجمعة، أنَّ "اشتباكًا مسلحًا اندلع بين مسلحين مجهولين وعناصر نقطة تفتيش مشتركة للجيش والصحوة، في قرية عرب جاسم، التابعة لمنطقة اليوسفية، جنوب بغداد، ما أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الصحوة، وإصابة ثلاثة من عناصر الجيش بجروح متفاوتة".
وشهدت بغداد، الجمعة، مقتل وإصابة أربعة من عناصر الجيش العراقي، في هجوم مسلح نفذه مجهولون على نقطة تفتيش أمنية، في قرية الزيدان، التابعة لقضاء أبو غريب، غرب بغداد.
ودعا تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) والمتحالفون معه، في محافظة صلاح الدين، عبر مكبرات الصوت، الشرطة والجيش والمخاتير إلى إعلان التوبة، والبرائة من الحكومة، في "مسجد صدام" وسط تكريت.
وكشف مصدر في قيادة عمليات بابل عن أنّ "قوة أمنية من قيادة عمليات بابل نفذت، صباح الجمعة، عملية استباقية نوعية، على وكر من أوكار (داعش)، أثناء تجمعهم في منطقة الفاضلية، التابعة لناحية جرف الصخر، ما أسفر عن مقتل 15 مسلحًا من عناصر التنظيم، وتدمير المخبأ الذي كانوا يتواجدون فيه"، لافتًا إلى أنَّ "معلومات استخبارية دقيقة أكّدت تواجد المسلحين في تلك المنطقة"، ومبيّنًا أنَّ "العمليات الاستباقية النوعية كبدت عناصر (داعش) خلال اليومين الماضيين 51 مسلحًا، الكثير منهم عرب الجنسيّة".