مسقط ـ إيهاب مباشر
أنهى المنتخب الوطني العماني للشطرنج "فتيات" معسكره التدريبي الثالث والأخير في نادي عمان، الذي انطلقت تدريباته في الأول من أيار/ مايو الجاري واختتم الجمعة الماضية.
وقد شهدت التدريبات، التي قادها مدرب المنتخب الوطني الفرنسي إسماعيل كريم، حماسًا كبيرًا وتركيزًا عاليًا من اللاعبات اللاتي حرصن على الاستفادة من الخطط التدريبية للعبة كافة، لتخلد بعدها اللاعبات للراحة استعدادًا للبطولة التي تنطلق في 16 أيار الجاري في فندق سيتي سيزن مسقط.
وأكدت عضو اللجنة العمانية للشطرنج، مشرفة المعسكر، عزة بنت سعيد الحبسية، أن المعسكر كان ناجحًا وتميز بانضباط اللاعبات وحرصهن على الاستفادة من المعسكر، الذي حقق هدفه بفضل التعاون الكبير الذي أبدته اللاعبات وحرصهن على الاستفادة من كل الحصص التدريبية التي قادها المدرب إسماعيل كريم، موضحة أنه ورغم اختيار اللاعبات الأساسيات للمنتخب بعد بطولة مصغرة إلا أن باقي اللاعبات الخمس واصلن تدريباتهن مع اللاعبات الأساسيات، مما كان له أبلغ الأثر في تعزيز معنويات اللاعبات وزيادة الجرعات التدريبية المكثفة طوال فترة المعسكر.
وأضافت أن المعسكر حقق نجاحًا جيدًا حيث تلاحظ التطور الملحوظ في المستوى الفني للاعبات برغم قصر فترة الإعداد، ونظرًا إلى تشكيل المنتخب الوطني القصير، والذي يعد الأحدث بين المنتخبات المشاركة في التصفيات الآسيوية، مشيدة بأداء اللاعبات وحرصهن على الاستفادة من برنامج المعسكر، وموضحة أن مشاركة اللاعبات في التصفيات الآسيوية تعتبر المشاركة الأولى للمنتخب الوطني على مستوى المنافسات، وهي في حد ذاتها تجربة ثرية لهن، متمنية أن تحقق اللاعبات تصنيفًا دوليًا لهن في أولى المشاركات، وأن تكون التصفيات الآسيوية نقطة الانطلاق لمشاركات أكثر واستفادة أكبر.
من جانبه، أبدى الفرنسي إسماعيل كريم مدرب المنتخب العماني ارتياحه من سير المعسكر، قائلًا: المعسكر كان جيدًا وسار سيرًا حسنًا وبحسب المخطط له رغم قصر فترته، والتي تستمر لمدة 9 أيام إلا أننا حاولنا التركيز على أهم الخطط والاستراتيجية الهجومية والافتتاحيات، التي تبدأ من خلالها اللاعبات المباريات، موضحًا أن "مستويات اللاعبات في تحسن مستمر، ولكن لاعباتنا لا يزلن في بداية المشوار وخبراتهن في حسم المواجهات لا تزال محدودة مقارنة بلاعبات المنتخبات المنافسات اللاتي يمارسن اللعبة منذ 20 عامًا، لذلك فإن فارق الخبرة في مثل هذه البطولة لن يكون في صالح لاعباتنا، لكن في المقابل أبدى تفاؤلًا كبيرًا من قدرة اللاعبات على انتزاع تصنيف دولي.
وأكد كريم أن المعسكر ينقسم إلى تدريبات صباحية ومسائية يتم التركيز في الفترة الصباحية على اللعب باستراتيجيات الهجوم الافتتاحي إلى جانب مشاهدة مباريات المنتخب الإيراني وطريقة لعب الافتتاحيات ومناقشتها بين اللاعبات، وفي الفترة المسائية تنظم مباريات بين اللاعبات إلى جانب اللعب معهن في مباريات لقياس مستوى الأداء في مباريات منفصلة لمعرفة مدى استيعابهن الخطط، بعدها يتم تحليل المباريات التي أقيمت وتحليل الأخطاء وما ينبغي التصرف في تلك الحالات لإيجاد تكتيك يضمن الابتعاد عن تلك الأخطاء.
وبشأن انتهاء المعسكرات قبل البطولة بوقت كبير أضاف: مثل هذه البطولات تحتاج إلى راحة نفسية وجسمية؛ لأن المعسكرات تكون مضغوطة وفكر اللاعب يكون مشغولاً باللعبة لـ8 ساعات يوميًا تقريبًا، لذلك من المهم أن يأخذ اللاعب قسطًا من الراحة قبل البطولة حتى يكون خالي الذهن ومستعدًا للمنافسات.
أما لاعبة المنتخبن الوطني العماني وافية بنت محمد الغافري فأكدت: كان المعسكر ناجحًا بجهود اللجنة العمانية للشطرنج التي وفرت كل الإمكانات لنجاح المعسكر الثالث، الذي بدأ بإجراء منافسات التأهل على مستوى السلطنة، وقد حصلت على المركز الأول في التصفيات المؤهلة إلى بطولة غرب آسيا، التي أنهينا الاستعداد لمنافساتها من خلال المعسكر المغلق الثالث، الذي قاد تدريباته الفرنسي إسماعيل كريم مدرب المنتخب الوطني، وأصبحنا الآن أكثر تشوقًا وحماسًا للعب في هذه التصفيات التي نلعب فيها للمرة الأولى في تاريخ اللعبة في السلطنة وسنلتقي خلالها بلاعبات لهن من الخبرة ما يكفي، لذلك نعتقد بأن استضافة اللجنة العمانية للشطرنج هذه التصفيات حافز للاعبي المنتخب من أجل المنافسة وتطوير المستويات والوصول باللاعبين إلى المستوى العالمي.
وأوضحت: المعسكرات التدريبية الثلاثة التي خضع لها المنتخب كانت حافلة بالفائدة الكبيرة وتعرفنا خلالها على الخطط الخاصة بالافتتاحيات وتحليل مباريات الشطرنج الآسيوية للفتيات كان مردودها إيجابيًا على مستوياتنا التي تؤهلنا إلى المنافسة من أجل الحصول على تصنيف دولي.
وأشادت بدور أسرتها في تشجيع ممارسة اللعبة، مضيفة: لقد كانت بدايتي مع الشطرنج منذ ٲن كان عمري 6 أعوام، إذ نشأت في عائلة ترعى وتهتم بهذه اللعبة كثيرًا لقناعتهم بأهمية هذه اللعبة؛ فهي من ٲكثر الألعاب اعتمادًا على العقل والتحليل والمنطق، وهنا نشيد بدور اللجنة التي عملت بشكل متسارع لإعداد منتخب استثنائي واستضافة بطولة غرب آسيا لهذا العام، على الرغم من ٲن عمر اللجنة لا يتجاوز العامين إلى جانب قصر فترة التشكيل.
وأكدت لاعبة المنتخب مارية بنت يوسف البلوشية نجاح المعسكر التدريبي الأخير قائلة: نجاح أي عمل يتطلب وجود آليات النجاح؛ فالرياضة حالها كحال أي عمل آخر يتطلب البيئة المناسبة للتدريب ووجود آليات وبرامج تدريبية مكثفة لتعلم الطريقة الصحيحة ووفق قواعد اللعبة، وهذا ما تحقق في المعسكرات التدريبية التي قادها المدرب الفرنسي إسماعيل كريم، الذي عمل بإخلاص وجد لتدريبنا على خطط اللعب المختلفة، مما أسهم في تحسن مستوى أدائنا بفضل الانضباطية التامة في التدريبات والمتابعة الدقيقة من المشرفات على اللعبة، اللاتي تميزن بالجدارة حيث أصبح التدريب ذا طابع ودي مرح ووفق جو يسوده الود والمعرفة.
وأوضحت: لقد كان للجنة المشرفة على هذا المنتخب دورٌ بارزٌ في بثّ روح الوطنية والمنافسة لدى أعضاء الفريق؛ حيث بذلت كل الجهود في سبيل راحة وانسجام الفريق مما سهل التواصل بين الجميع في سبيل النجاح ورفع اسم عمان في المحافل الدولية ونحو العالمية، وأن المشاركة في التصفيات الآسيوية أول بطولة يشارك فيها المنتخب العماني للفتيات وبلا شك فإن الخبرة لا تزال الأقل بين المنتخبات المشاركة، فهي غير كافية للاعبات، لكننا مع ذلك سنعمل قصارى جهدنا لإظهار السلطنة بالصورة المشرفة، وأن استضافة السلطنة لإحدى بطولات الشطرنج دافع قوي نحو بناء لبنة النجاح في مجال اللعبة، ونتمنى أن تكلل جهود الجميع بالخير وأن نتمكن من وضع اسم عمان بأحرف من نور.
وأضافت لاعبة المنتخب الاحتياطية كاملة الغافرية: كان معسكرًا ناجحًا واستطعنا من خلاله كسب المزيد من المعارف والمهارات والخطط الهجومية، لاسيما عند الافتتاحيات، وفي الحقيقة إن الانضمام لأول منتخب لفتيات الشطرنج يعد فخرًا كبيرًا لنا كي نمثل السلطنة من بين الكثير من فتيات السلطنة، ونسعى من خلال مشاركتنا إلى تحقيق تصنيف دولي وإنجاز آسيوي رغم صعوبة المنافسة وقصر عمر ممارستنا للعبة، مقارنة بالمنتخبات الأخرى لكن الطموح يظل حاضرًا.
واختتمت أن المشاركة في البطولة الآسيوية تعد فرصة لكسب الكثير من المهارات والخبرات للوصول للبطولات العالمية، متمنية أن يكتب لهن التوفيق في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم، مضيفة أن المعسكر التدريبي الذي أعدّته اللجنة العمانية للشطرنج بإشراف المدرب الدولي إسماعيل كريم كان مفيدًا جدًا، فقد اكتسبن منه الكثير من المهارات والأساليب الجديدة والاستراتيجيات المختلفة للافتتاحيات، وكان جو المعسكر مشابهًا لجو البطولات العالمية وهذا ما كن يشعرن به من خلال المنافسات التي تتم بين اللاعبات وبين المدرب أحيان كثيرة، مشيدة بأسلوب المدرب الرائع وصبره الكبير على تدريب اللاعبات وحرصه الشديد على مناقشة كل الأخطاء التي يقعن فيها؛ لتلافي حدوثها في التصفيات، وبالتالي القدرة على المنافسة التي تؤهلهن إلى تقديم مستوى مشرف في البطولة.