القاهرة - رضوى عاشور
أكَّد الباحث الأثري بسام الشماع، أن أول إضراب واحتجاج عمالي في التاريخ حمل توقيعًا مصريًا، موضحًا أن البر الغربي في الأقصر شهد في اليوم العاشر من الشهر السادس، في العام التاسع والعشرين من حكم الملك رمسيس الثالث، أول إضراب عمالي واعتصام داخل معبد تحتمس الثالث.
وأشار الشماع إلى أن مسؤولي إدارة جبانة طيبة الغربية حاولوا إقناع العمال المتظاهرين بالدخول إلى المعبد لمناقشة مطالبهم، ولكن العمال المتظاهرين رفضوا، ثم أداروا السور المحيط بمعبد الرامسيوم، ووصلوا إلى الجزء الجنوبى منه، وجاء لهم الكاتب لكي يعطيهم الخبز، وهو ما رفضه العمال وواصلوا الاعتصام.
وأوضح الشماع أن العمال دخلوا إلى فناء المعبد، وجاء إليهم الكاتب ورئيس الشرطة وبعض مسؤولى الإدارة وأثناء إقناعهم، ذهب الكاتب إلى عمدة طيبة لعرض مطالب المتظاهرين، لكن الأخير رفضها.
واستمر العمال يعرضون مطالبهم فى توفير المأكل والمشرب والملبس، وطالبوا بعرضها على فرعون مصر رمسيس الثالث أو وزيره "تو".
وأضاف أن الاعتصام استمر عدة أيام قبل أن يشهد في اليوم الـ 13 حادثًا فارقًا، عقب إعلان رئيس الشرطة انضمامه إلى اعتصام العمال، لعدم توفير الإدارة الحلول الكافية لمشكلاتهم.
وطلب من العمال المتظاهرين التجمع من أجل قيادتهم للاعتصام في معبد سيتي الأول في القرنة، وحاولت الإدارة إيجاد حلول مؤقتة، فقررت صرف كمية من القمح لكل عامل من المتظاهرين. ولم يف هذا حاجة العمال فلجأوا إلى طريقة جديدة وهي الاعتصام ليلا وهم يحملون المشاعل وفي اليوم الثامن والعشرون من بدء التظاهر والاعتصامات كان الوزير "تو" عائدا من مهمة جمع تماثيل الآلهة من المعابد المحلية جنوبي الأقصر من أجل عيد تتويج الملك الذي كان يقام فى منففي وحاول رئيس الشرطة الجديد "نب سمن" مقابلته أثناء مروره بالأقصر من أجل عرض مطالب العمال المتظاهرين، ولم يستطع الوزير سوى إيجاد حل مؤقت، وهو صرف نصف الأجور المتأخرة وعندما حاول عمدة طيبة مناقشتهم صرخوا فيه مما جعله يهرب ويرسل إليهم منيوفر ومعه كميات من القمح ليوزعها عليهم.
وبعد أيام من التظاهر عرض زعيم العمال مطالب العمال والمشاكل التي تحدث في الجبانة على الفرعون، ووجه اتهامات خطيرة إلى اثنين من المسؤولين المهمين هي سرقة أحجار من مقبرة الملك العظيم رمسيس الثانى، وثور مرقط وعليه علامة معبد الرامسيوم، ومجامعة 3 سيدات متزوجات.
كما ألمح إلى تستر الوزير على هذه الجرائم، وطالب العامل بعرض المطالب والاتهامات على رمسيس الثالث أو وزيره تو، وتمثلت تلك المطالب في صرف الأجور المتأخرة ومحاربة الفساد الذي تفشى بين الرؤساء وإيصال صوتهم إلى فرعون مصر ووزيره، وهو ما استجاب إليه الحاكم.