أبوظبي - العرب اليوم
تشارك مزارع الصقور وملاكها في مسابقة أجمل و أكبر صقور العالم، المقامة ضمن فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية، تلبيةً منهم للدعوة الموجهة إليهم من قبل اللجنة المنظمة للحدث، من أجل الوصول إلى ممارسة مثالية وجمالية، تكفل حماية البيئة وصون التراث الحيوي.
وتنظم المسابقة ضمن فئات أجمل وأكبر صقر مكاثر في الأسر من نوع جير شاهين، وأجمل وأكبر صقر مكاثر من نوع جير حر بنسبة «ثري كوارتر»، وأجمل وأكبر صقر من نوع جير ذكر، وأجمل وأكبر صقر من نوع جير نقي، إضافة إلى مسابقة أفضل جناح للصقارة ومُعدّاتها في المعرض.
لجنة تحكيم
وشكل نادي صقاري الإمارات لجنة تحكيم مكونة من خبراء إماراتيين ودوليين في مجال الصقور وإكثارها، لتقييم الصقور المشاركة بدقة، وفق العديد من الشروط، منها الوزن وقياسات جسم الطير، إضافة إلى تناسق الريش ولونه، وتفاصيل الرأس والجسم وأرجل الطير، وكذلك المظهر الجمالي العام، فضلاً عن صحة الطير وخلوه من الأمراض.
وحققت مسابقة أجمل الصقور شهرة عالمية واسعة، واستقطبت العديد من المشاركين الذين يحرصون على تقديم أفضل ما لديهم من الصقور المكاثرة في مزارع الصقور في المنطقة والعالم، وحازت تقدير الجهات الإقليمية والدولية المعنية بصون التراث وحماية البيئة، لما شكّلته من تحفيز كبير للصقارين إلى المحافظة على الصقور البرية.
وتؤكد هذه الفعالية الفريدة من نوعها تحفيز الصقارين إلى استخدام الصقور المهجنة بديلاً مناسباً في الصقارة، ومن ثم الاستغناء عن استخدام صقور الوحش في البرية، بما يتيح لها فرص التكاثر بشكل أكبر، وهي موجهة إلى أصحاب مزارع إكثار الصقور في منطقة الخليج العربي والعالم.
جهود دولية
وتمارس رياضة الصيد بالصقور«الصقارة» في أكثر من 80 بلدًا في مختلف قارات العالم، وقد نجحت جهود دولية قادتها الإمارات في تسجيل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» الصقارة تراثًا إنسانيًا حيًا، ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وذلك عام 2010، إذ تشكّل الصقارة ركيزة أساسية من ركائز التراث الإماراتي والعربي.
ومن خلال هذا الإنجاز المميز، حصلت الصقارة على أرقى وأهم اعتراف عالمي، فهذه الهواية الجميلة، وفقاً لنادي صقاري الإمارات، لا تعني ممارسة الصيد وحسب، بل تمثل مجموعة من التقاليد والقيم المجتمعية المتوارثة، ومخزوناً غنياً من التراث الثقافي الذي يعود إلى آلاف السنين، وتتشارك وتعتز وتفخر به الدول والجماعات والأفراد.
ومشروع تسجيل الصقارة في اليونيسكو الذي تبنته أبوظبي ودولة الإمارات، هو أحد المشاريع التراثية التي تمثل نموذجًا فريدًا في التعايش والاندماج الثقافي والحضاري بين شعوب العالم.
تقاليد
ويشارك نادي صقاري الإمارات في فعاليات هذه الدورة من المعرض الدولي للصيد والفروسية، ليعرّف الزوار ببرنامج إطلاق الصقور في البرية الذي يعتبر من التقاليد العريقة التي أسسها وأرساها الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، في مجال حماية الكائنات. وقد استمر هذا البرنامج منذ عام 1995م حتى اليوم، إذ تم إطلاق المئات من صقور الحر والشاهين في مواطنها الأصلية، وذلك بهدف إتاحة الفرصة لها من جديد للتكاثر وزيادة أعدادها.
موروث شعبي
وكان قد أعلن عن تنظيم مسابقة جمال السلوقي العربي «كلاب الصيد» التي جذبت للمشاركة فيها سنويًا الكثير من أبناء الإمارات والخليج العربي، رغبةً منهم في مواصلة إحياء الموروث الشعبي.
مُشاركة خليجية واسعة تؤكد عمق الروابط
ثمن مدير المعرض، عبدالله بطي القبيسي، المشاركة الخليجية الواسعة على مستوى الشركات والعارضين في الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية، مؤكداً أنها تشكّل دافعاً قوياً للحدث، وتعكس عُمق العلاقات المميزة بين الدول الخليجية الشقيقة، إذ عبّرت الشركات الخليجية المشاركة عن ارتياحها العميق لمدى الدعم والرعاية التي تقدمها اللجنة المنظمة لمعرض الصيد والفروسية، بما يسهم في تضافر جهود الدول الخليجية، من أجل صون رياضات الآباء والأجداد، وتعميق مفهوم الصيد المستدام.
وأكد ممثلو الشركات والجهات الخليجية المُشاركة اهتمامهم الكبير بالمُشاركة في فعاليات هذا الحدث المهم الذي يعتبر النافذة الأوسع لهم على سوق معدات الصيد والفروسية في المنطقة، والترويج لمنتجاتهم وعقد الصفقات.
استدامة
وتوجد «الهيئة السعودية للحياة الفطرية» بفاعلية طيلة أيام المعرض، إذ أعرب رئيس الهيئة، الأمير بندر بن سعود بن محمد، عن شكره العميق للجنة العليا المنظمة للمعرض الدولي للصيد والفروسية في أبوظبي، ورئيسها محمد خلف المزروعي، عضو مجلس إدارة نادي صقاري الإمارات، مؤكداً أنّ مشاركات الهيئة في مثل هذه الفعاليات الدولية تعكس حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، على الاهتمام المستمر بالحفاظ على الحياة الفطرية، وتشجيع الاستخدام الرشيد والمُستدام لهذه الموارد، من خلال تشجيع الالتزام بالأنظمة والتشريعات الوطنية والاتفاقيات الإقليمية والدولية ذات العلاقة.
يذكر أن الهيئة تحرص دومًا على المشاركة السنوية في فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية بأبوظبي، إذ تتيح الفرصة لهواة الصيد والصقارين لإصدار جوازات سفر للصقور.
علاج وأبحاث
ويشارك «مركز بن فهد بن سلطان للصقور في المملكة العربية السعودية» للمرة الثانية في فعاليات المعرض الدولي للصيد والفروسية، من خلال جناح مميز يعرض أهم خدمات المركز وما يقدمه من علاجات وأبحاث في طب الصقور، وتأتي مشاركة المركز في المعرض، وفقاً لمسؤوليه، نظراً إلى أهمية المعرض على المستوى الإقليمي والدولي، وما يحظى به من إقبال كبير من طرف المهتمين برياضة الصيد بالصقور ومحبي هذه الرياضة.
ويعتبر مركز فهد بن سلطان للصقور من المراكز الرائدة في مجال علاج وأبحاث طب الصقور، وهو المركز الوحيد بالمملكة العربية السعودية، وتمّ تأسيسه في عام 1998، برعاية الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، ليكون معلمًا حضاريًا في المنطقة، وقد تم تزويده بأحدث المعدات والمرافق المتطورة والمجهزة بأحدث وأدق المعدات الطبية، ويدير المركز كادر طبي متخصص على مستوى عالٍ من الكفاءة التي تمكنه من تقديم أفضل خدمة طبية تخصصية متاحة للصقور.
وتجاوز عدد الصقور التي تمت معالجتها والكشف عليها في المركز أكثر من 25 ألف صقر، وخدمات المركز متاحة لجميع الصقارين في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية.
ومن دولة الكويت، تشارك كل من شركات «الرماي» و«الهدف» و«القناص» في قطاع أسلحة الصيد ومُعدّاتها، و«مجموعة الأرجوان الدولية التجارية» لتجهيزات ومستلزمات رحلات الصيد والسفاري، ومؤسسة «كشتة» لرحلات الصيد، وشركة «رمادان» لمستلزمات الصيد والرحلات.
وتأتي مشاركة «القناص» الكويتية لأسلحة وذخائر الصيد مُجددًا في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد، باعتباره مقصدًا للهواة والجمهور، وكعادتها تعرض لمجموعة واسعة من تحف بنادق الصيد المميزة والمرصعة والمزخرفة بأحجار كريمة، والمصنّعة بحرفية ودقة عالية.
خيم الرحلات
يُقدّم جناح شركة «رمادان» مستلزمات خاصة بخيم رحلات الصيد السهلة الفك والتركيب، وأجهزة الاتصالات وإكسسواراتها، وأجهزة جي بي إس، وكذلك يعرض الجناح لمستلزمات المجالس التراثية، وأجهزة الإنارة والكشافات ومولدات الكهرباء الصغيرة، فضلًا عن الترويج لخدمات تجهيز سيارات المقناص.
أما مؤسسة «كشتة» الكويتية، فتشارك في فعاليات المعرض للمرة الـ12 على التوالي منذ عام 2003، وتعرض المؤسسة في جناحها الذي يحتل مساحة كبيرة في المعرض أحدث معدات الصيد والرحلات، وتحرص على تقديم كل ما هو جديد بأسعار تنافسية. وتعد «كشتة» الزوار بمزيد من الابتكارات المميزة خلال مُشاركتها المقبلة.
وتعرض شركة «الهاشمية للصيد والمقناص» من قطر جميع الأدوات المستخدمة من قبل القناصين التي تدل على احترافية عالية في الصيد التقليدي اليدوي.
جهود
تشارك حديقة الحيوانات في العين هذا العام في معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2014، وتسلط الضوء على جهود الحديقة في الحفاظ على الحيوانات المهددة بالانقراض والتزامها بحماية وزيادة أعداد الحيوانات التي تعيش في المناطق الجافة والصحراوية، إضافة إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والحياة البرية في دولة الإمارات، حيث يقع جناح حديقة الحيوانات بالعين ضمن قسم «الحفاظ على الموروث الثقافي والبيئي» في القاعة رقم 9.
وأضافت المديرة التنفيذية لإدارة صون الطبيعة والتعليم، منى الظاهري، «لقد أطلقت حديقة الحيوانات بالعين جهوداً ومبادراتٍ عديدة في مجال الحفاظ على الحياة البرية، وتأتي مشاركتنا في معرض الصيد بأبوظبي لإدراكنا أهمية تعريف الجمهور بهذه المبادرات».