باريس - هدى زيدان
تطرح في المزاد العلني، في صالات دورو في باريس، في 21 آيار/مايو، مجموعة فنية كبيرة يمتلكها الشاعر اللبناني وسفير لبنان السابق صلاح ستيتية. وسيشرف على المزاد وزير الثقافة السابق ورئيس معهد العالم العربي حالياً جاك لانغ. تتألف مجموعة صلاح ستيتية الفنية الخاصة من أكثر من 300 قطعة، تضم العديد من اللوحات ورسوم منحوتات وكتب فنية وصور، لعدد كبير من الفنانين والخطاطين المعروفين من الشرق والغرب على السواء. منهم أليشينسكي، وفييرا دا سيلفا، وأغوستي، وكوكتو، وكورناي، وفالس، وأوباك، وزاووكي، وبلتزار، ومن الفنانين والخطاطين العرب شفيق عبود، وفريد بلكاهية، وحسين ماضي، وعارف الريس، ومحمد سعيد الصكار، ورجا مهداوي، والمسعودي.
ويضك المزاد نحو 150 كتاباً جمعت بين الشاعر والفنانين على امتداد الستين سنة الماضية وهي خلاصة حوار بين الشعر والفن وبين الشرق والغرب.
ومن المعروف أن صلاح ستيتية عقد علاقات صداقة قوية مع عدد من هؤلاء الفنانين وبعضهم ذو سمعة عالمية. وفي طليعتهم أليشينسكي منذ ربع قرن، وهو يقول عنه إنه جسد أحد العلاقات الحاسمة في حياته، ويعتبره فناناً حقيقياً في زمن اختلطت فيه المعايير. وفي كلمة نقرأها في الكتالوغ المخصص للمزاد كتب ستيتية: "تطالعنا الألوان في عينيه وفي يديه. خطوطه لينة ومنسابة، قادرة على التقاط موسيقى الأشكال". وعن النحات اللبناني شوقي شوكيني يقول إنه "صارم ودقيق في عمله، يغوص في إمكانات المادة ويطوعها وفق إيقاع مركز ومدروس".
يقول الشاعر صلاح ستيتية في مقدمة الكتالوغ المخصص لهذا المزاد وتحت عنوان "تشتيت مبدع": "أحببت كثيراً الفنانين، من رسامين ونحاتين وخطاطين، وتجولت ببصري في أشكال وألوان أعمالهم، ما منحني عالماً آخر إضافياً غير عالمي". ويضيف: "تجولت في هذه العوالم الرحبة والمتعددة، المرئية والمخفية منها، أكثر من تجوالي في قارات الأرض كلها". وبالفعل، فإن المجموعة الفنية المعروضة للبيع تشبه الشاعر ستيتية وتَوَزُّعه بين الشرق والغرب، فمثلما اعتنى بالشعر والكتابة اعتنى أيضاً بالفن والفنانين وخصص لهم أبحاثاً صدرت في الكثير من كتبه.
في هذا المجال، يخبرنا ستيتية أنه كان أول كاتب باللغة الفرنسية يفرض على الناشر أن يكون رفيق مسيرته في كتاب خطاط عربي أو خطاط فرنسي. وذلك منذ الستينيات من القرن الماضي.
ويأتي المزاد العلني لمجموعة صلاح ستيتية الخاصة بعد عام من عرضها في متحف "بول فاليري" في مدينة "سيت" جنوب فرنسا طيلة 4 أشهر. ثم في مكتبة فرنسا الوطنية حيث جرت نظمت ندوة حول نتاج الشاعر ومسيرته الإبداعية.