غزة - كمال اليازجي
تشهد أسواق الأضاحي في قطاع غزة هذا العام إقبالًا ضعيفًا في ظل أوضاع اقتصادية صعبة ترافقت مع ارتفاع أسعار أنواع المواشي كافة عالميًا مع زيادة واضحة ناتجة من الضرائب التي تفرض من قبل جهات عدة على تجار غزة.
مخاوف التجار
وأعرب الكثير من تجار اللحوم عن مخاوفهم الشديدة من تأثير انهيار وفشل الموسم الحالي في ظل تدني الوضع المعيشي في غزة والذي يؤثر بشكل مباشر على عملية البيع والشراء التي تشهد شبه "شلل كامل" على الرغم من قرب انتهاء موسم الأضاحي مع حلول العيد بعد أيام قليلة.
وقال التاجر حسن حرب لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية" إنَّه مع حلول موسم الأضاحي من كل عام يكون قد نجح في بيع نحو 100 رأس من المواشي، لكنه هذا العام لم ينجح سوى في بيع أقل من 20 رأسا فقط.
المواطنين يعزفون عن شراء
وأوضح التاجر أنَّ المواطنين يعزفون عن شراء الأضاحي هذا العام مع تدهور الأوضاع الاقتصادية بشكل كبير جدًا، مشيرًا إلى أنَّ الخصومات التي فرضت على رواتب موظفي السلطة الفلسطينية في قطاع غزة تسببت في تراجع الأعداد بشكل كبير.
التشارك في الأضاحي
ونوه إلى أن هناك موظفين كانوا في كل عام يتشاركون في شراء الأضحية الواحدة، مشيرًا إلى أنَّ هذا العام لم يقبل أي منهم على التشارك في الأضاحي أو حتى شراء الأضحية لوحده نتيجة الخصومات الكبيرة على رواتبهم والتي أصبحت لا تكفيهم سوى لتوفير الاحتياجات الهامة جدًا لمنازلهم.
وقال الموظف في السلطة الفلسطينية حسام الجبيري" إنَّه اعتاد في السنوات التي كان يتلقى فيها راتبه بشكل كامل في الدخول بالشراكة مع عدد من الموظفين وأصدقائه لشراء أضحية"، مبينًا أنَّه منذ بدء الخصومات على راتبه لم يعد يفكر بالأضحية والتركيز على توفير ما يحتاجه منزله من مصاريف بسبب ضيق الحال.
ارتفاع الأسعار
وأشار الموظف إلى أن بعض أصدقائه من الموظفين استغنوا عن الفكرة ذاتها. فيما حاول البعض المشاركة في التضحية بمواش أقل لكنهم فوجئوا بأن الأسعار مرتفعة بحيث تحولت الحصة الواحدة من 1600 شيقل (433 دولارا) أو أكثر قليلًا إلى نحو 2300 أو 2500 شيقل (650 دولارا) حسب عدد الأفراد ووزن الأضحية.
ويعزو مراقبون تراجع حركة البيع والشراء قبيل بدء عيد الأضحى لأسباب مختلفة أبرزها الوضع المعيشي الصعب وتراجع الواقع الاقتصادي في ظل عدم تسلم أكثر من 40 ألف موظف من موظفي حماس لرواتبهم بانتظام، في حين أكثر من 60 ألف يتبعون للسلطة الفلسطينية يتلقون 50 في المائة فقط من رواتبهم، إلى جانب المعاناة الكبيرة التي يشهدها القطاع الخاص ومضاعفة أسعار مختلف البضائع بسبب الضرائب التي تفرض من جهة والتشديد والحصار من جهة أخرى.
وقال طاهر أبو حمد مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة في غزة" إنّ موسم الأضاحي هذا العام يعد الأضعف في الإقبال على الشراء مقارنة بأعوام الماضية"، مشيرًا إلى تراجع بنسبة 40 في المائة بسبب تردي الوضع الاقتصادي.
وأوضح أنَّ معظم من يقبلون على الأضاحي خلال الأعوام الماضية عزفوا هذا العام عن الشراء بسبب تدهور الوضع الاقتصادي الذي وصل إليه القطاع نتيجة استمرار الحصار.
واعتبر أبو حمد أنَّ ارتفاع الأسعار عالميًا إلى جانب تردي الوضع الاقتصادي في غزة، ساهم بشكل كبير في تراجع المواطنين عن شراء الأضحية.
ولفت إلى أن الكميات المتوفرة في قطاع غزة من العجول والأغنام والتي تعد الأقل وفرة مقارنة بالأعوام الماضية تكفي لسد احتياجات المواطنين، لكن الإقبال لا يزال ضعيفا جدا ما سيتسبب بفشل الموسم بالنسبة للتجار الذين يعتبرون موسم الأضاحي فرصة كبيرة لتعويض خسارتهم طوال العام.
وأوضح أن أسعار العجول بمختلف أنواعها تتراوح في الكيلو الواحد ما بين 17 و19 شيقلا (ما يعادل 4.8 دولار) بينما الأغنام تتراوح ما بين 4 إلى 5 دنانير أردنية (ما يعادل 6.7 دولار) وهي أسعار عالية جدا مقارنة بالأعوام الماضية في ظل ظروف الحصار وعدم قدرة الناس على الشراء.