مسؤولون يكشفون نوايا تركيا

فوجئ العراقيون، الأحد، بإلغاء تركيا زيارة كان من المقرر أن يجريها وفد عراقي إليها للتوقيع النهائي على اتفاقية المياه بين البلدين، إضافة إلى الغاءها جميع الاتفاقات التي تم التحاور عليها مع مبعوث الرئيس التركي الخاص بشأن ملف المياه.

وكشفت لجنة الزراعة والمياه والاهوار النيابية، في وقت سابق اليوم، عن قيام تركيا بإلغاء زيارة لوفد عراقي، لافتة إلى انها تمارس ضغوطا على العراق بملف المياه.

وقال رئيس اللجنة، سلام الشمري، إنه تم الاتفاق مع فيصل آر اوغلو مبعوث الرئيس التركي الخاص بالمياه مع العراق حول قيام وفد عراقي مختص بزيارة تركيا والتوقيع النهائي على اتفاقية المياه بين البلدين، وأضاف “تفاجئنا بعدم استقبال الوفد وإلغاء جميع الاتفاقات التي تم التحاور معها مع الجانب التركي وهذا امر مرفوض جملة وتفصيلا”.

وأوضح، أن ملف المياه انساني وليس سياسيا وهناك ضغطا سياسيا من الجانب التركي على الحكومة العراقية في هذا الملف بشكل خاص، كما أشار، إلى رفض اللجنة هذا العمل السياسي ونحمل الجانب التركي المسؤولية الكامل لخرقه البنود المتفق عليها خلال زيارة الوفد الى بغداد قبل اقل من شهرين.

وكشف مسؤولون مطلعون، عن “تجدد الخلاف العراقي التركي، بشأن حصة العراق المائية من مياه دجلة والفرات، بعد شبه اتفاق كاد يبرم بين الجانبين، وسط ترجيحات بأن تكون أنقرة تريد من بغداد المساعدة في ملف حزب العمال الكردستاني الذي يتخذ من أراض شمال العراق قواعد له لتنفيذ اعتداءات داخل تركيا”.

ويأتي ذلك عقب تفاؤل عراقي ومؤشرات إيجابية إثر مباحثات مشتركة بشأن ملف حصة العراق من مياه نهري دجلة والفرات، بعد تنفيذ تركيا مشاريع سدود جديدة على النهرين داخل أراضيها، ونقاشات مستفيضة اقتربت نحو اتفاقية مشتركة تمنح العراق حصة مائية كافية.

وقال مسؤول رفيع في مكتب رئيس الحكومة العراقية، في حديث لصحيفة العربي الجديد، إطلعت عليه /موازين نيوز/، إن “تركيا تراجعت عن وعود سابقة لها بشأن توقيع اتفاقية تنظم فيها حصة العراق من مياه دجلة والفرات، وذلك بعد أن زار وفد عراقي، في الفترة الماضية، تركيا للاتفاق على التفاصيل النهائية من أجل توقيع الاتفاقية بشكل رسمي، بعد أن كانت المفاوضات قد وصلت إلى مراحل متقدمة”.

وأضاف المسؤول، أن “الجانب التركي بدا أنه لا يريد توقيع اتفاقية من نوع ما أو أنه يطلب من العراق مقابلا، ولا يوجد ملف مقابل إلا ملف حزب العمال الكردستاني الذي يوجد في قنديل العراقية ويهاجم منها القوات التركية داخل تركيا”.

من جهته، أكد عضو لجنة الزراعة والمياه البرلمانية، النائب علي البديري، هذه المعلومات، مبينا في حديث للصحيفة، أن “الوفد العراقي لم يطلب إلا الحصة المائية المقررة للعراق، التي أشار لها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، في زيارته الأخيرة لتركيا”.

وأضاف البديري، أنه “كان هناك اتفاق وصل إلى المراحل الاخيرة بشأن ذلك، لكننا فوجئنا بعدم التجاوب مع وفدنا”، مرجحا أن تكون لتركيا “رغبة بربط الملف المائي بعقد صفقة معينة مع العراق”.

وكان الجانب التركي، ممثلا بالوفد الذي ترأسه مستشار رئاسة الجمهورية فيصل أوغلو، وعدد من أعضاء البرلمان التركي، الذي حضر إلى بغداد في أغسطس/آب الماضي، قد قدم مجموعة من المقترحات الخاصة بتنفيذ مشاريع لاستصلاح الأراضي، وأخرى لتنمية قطاع مياه الشرب والصرف الصحي، فضلاً عن زيادة التعاون في المجالين التجاري والاقتصادي، وإنشاء مركز أبحاث مشترك بين البلدين مقره بغداد، مختص بإدارة المياه، فضلا عن التعاون في مجال زراعة الغابات وإنشاء مشاتل لأشجار الغابات الملائمة لظروف العراق.

ويعتمد العراق على نهري دجلة والفرات كمصدرين رئيسيين لمياهه، وهما ينبعان من تركيا، فيما تحاول حكومة بغداد التوصل إلى اتفاقات مع أنقرة بشأن الحصة المائية للعراق من النهرين.

قد يهمك ايضا:

الاتحاد الإفريقي يدعم المسار السياسي الأممي حول الصحراء المغربية


فتح تُحّب بدعوة حماس لمحاربة صفقة القرن