القاهرة -العراق اليوم
حينما تظهر صورته واسمه على العمل تحبه ويدخل قلبك دون استئذان ويمتلك سحرا وكاريزما عالية بالإضافة إلى انه ترك رصيدا كبيرا من أهم الأفلام في السينما ومازلنا نردد جمله الشهيرة منها "صدق العليل ولا تصدقش التحاليل" و"عايز تورلوب ياهل الطب" في جرى الوحوش؛ و"بالصلاة ع النبى إحنا حلوين أوي.. يعنى لحمنا مُر ما يتاكلش، ولو اتكلنا ما ننبلعش ولو اتبلعنا نقرش في الزور وما ننهضمش وساعة الغلط نطرطش زلط" في فيلم الكيف ويظل مشهد النهاية في فيلم العار عندما إصابة الجنون وغنى الملاحة الملاحة راسخا في الأذهان؛ هو ساحر السينما والشيخ حسنى النجم الراحل محمود عبد العزيز الذي تحل اليوم ذكرى رحيله نرصد أبرز المحطات في حياته.
ولد محمود عبد العزيز في 4 يونيو 1946 بحي الورديان غرب الإسكندرية ينتمي إلى أسرة متوسطة، تعلم في مدارس الحي إلى أن انتقل إلى كلية الزراعة جامعة الإسكندرية وهناك بدأ يمارس هواية التمثيل من خلال فريق المسرح بكلية الزراعة.
حصل على درجة البكالوريوس ثم درجة الماجستير في تربية النحل. بدأت مسيرته الفنية من خلال مسلسل "الدوامة" في بداية السبعينيات حين أسند له المخرج نور الدمرداش دورًا في المسلسل مع محمود ياسين ونيللي، ومع السينما من خلال فيلم "الحفيد" أحد كلاسيكيات السينما المصرية وبدأت رحلته مع البطولة منذ عام 1975 عندما قام ببطولة فيلم "حتى آخر العمر".
في خلال 6 سنوات قام ببطولة 25 فيلمًا سينمائيًا،و ظل يقدم الأدوار المرتبطة بالشباب والرومانسية والحب والمغامرات. منذ عام 1982 بدأ بالتنويع في أدواره، فقدم فيلم "العار" ورسخ محمود عبدالعزيز نجوميته بعد هذا الفيلم، ونوع أكثر في أدواره فقدم دور الأب في "العذراء والشعر الأبيض".
وفي فيلم تزوير في أوراق رسمية، ثم دور عميل المخابرات المصرية والجاسوس في فيلم "إعدام ميت"، وقدم شخصيات جديدة في أفلام الصعاليك والكيف الذي حظي بنجاح جماهيري كبير.
في عام 1987 قدم فيلمًا من أهم أفلامه وهو البريء، وفي منتصف الثمانينيات تقريبًا قدم دورًا من الأدوار المهمة في حياته الفنية وهو دور رأفت الهجان في المسلسل التليفزيوني الذي يحمل نفس الاسم وهو من ملف المخابرات المصرية.
بلغ عدد أفلامه نحو 84 فيلمًا، قام فيها بدور البطولة بينما أخرج فيلمًا واحدًا هو "البنت الحلوة الكدابة". وقد تنوعت هذه الأفلام ما بين الرومانسية الكوميديا والواقعية.
في عام 2004 م قدم محمود عبد العزيز للشاشة الصغيرة المسلسل التلفزيوني "محمود المصري" والذي جسد فيه شخصية أحد كبار رجال الأعمال الذين بدءوا رحلتهم مع النجاح من الإسكندرية.
من ابرز افلامه "الكيف "وشخصية" مزجانجي العصر" فمن الصعب أن تجد شخصا لم يشاهد هذا الفيلم وجسد محمود شخصية مميزة للغاية، وتعامل بشكل جيد مع "الحوار" الصعب الذي كتبه محمود أبو زيد.
فيلم الشقة من حق الزوجة وجسد "المواطن المطحون" ومأساة الرجل المصري الذي يعاني من الظروف المعيشية الصعبة
فيلم السادة الرجال وجملته "فوزية اللي رجليها حلوة"وربما تكررت تلك الجملة على لسان العديد ممن شاركوا بالفيلم، ولكنها كانت مميزة بصوت النجم الكوميدي واستمر عبد العزيز في التألق مع النجمة معالي زايد، وقد جسد الفيلم معاناة من نوع آخر، بعد أن قررت الزوجة مفاجأة زوجها وتغيير نوعها إلى "ذكر"
اما فيلم سيداتي آنساتي و"الشرع محلل أربعة" فبالرغم أن قصة الفيلم "خيالية" إلى حد كبير، إلا أنه ربما تجد نفسك مضطرا للتعاطف مع بطل القصة عندما تشاهد الوضع الذي يعيش فيه.
ونأتى لفيلم جري الوحوش و"القرد بيتنطط ولا بطل تنطيط"؟ واحدا من أبرز أفلام النجم الكوميدي طوال تاريخه وشارك محمود عبد العزيز بالفيلم الذي أُنتج عام 1987، بجانب النجمين الكبيرين نور الشريف وحسين فهمى وقدم شخصية المواطن البسيط عبد القوي الذي لا يمانع في التفريط في جزء من جسده من أجل المال.
ونجده في فيلم "العار" ومشهد واحد قد يكفي فربما لم يكن محمود الأبرز بين فريق عمل الفيلم الشهير، ولكنه يبقى واحدا من أهم الأفلام التي شارك بها طوال تاريخه بجانب نور الشريف وحسين فهمي أيضا، وقدم شخصية "هادئة" إلى حد كبير طوال الأحداث، ولكنها كانت جديدة نوعا ما بالمقارنة مع أدواره المعتادة.
اما فيلم "إعدام ميت "يجمع الكوميديا بجميع أشكالها فقليلون فقط هم من يستطيعون القيام بمثل هذه الأدوار، في مقدمتهم محمود عبد العزيز وقدم دورا مخابراتيا لم يخل من الكوميديا، وهي المعادلة الصعبة التي حققها.
ونجده في فيلم "الكيت كات " يقدم الكوميديا السوداء ويعد أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما المصرية على الإطلاق، وبالتأكيد من أفضل عشرة أفلام للنجم الكوميدي قدم فيه دورا مميزا عندما جسد شخصية "الشيخ حسني" الموجودة بالرواية التي كتبها إبراهيم أصلان ورغم المأساة التي عاشها أبطال الفيلم بلا استثناء، كانت الكوميديا موجودة في الكثير من محطاته.
ونأتى إلى فيلم "الساحر" وكان ساحر السينما يتألق ويعد من أهم الأفلام التي ساعدت النجم الكبير أن يستمر في التألق والإبداع، رغم ظهور الكثيرين في هذا التوقيت الفيلم إنتاج 2002، وهي حُقبة مهمة في تاريخ السينما المصرية، شهدت بذوغ نجم أكثر من اسم سينمائي، وحقق الساحر مردودا طيبا عند عرضه جماهيريا وتليفزيونيا.
اما إبراهيم الأبيض وجمله حد له شوق في حاجة؟ وبالرغم من ان الكثيرون هاجموا الفيلم وقصته وبطله، ولكنهم لم يستطعوا الامتناع عن الإشادة بالنجم الكبير وشخصية عبد الملك زرزور التي قدمها محمود لم تكن الشخصية الرئيسية بالفيلم، ولكنه قدم إبداعا من نوع خاص ليصنع واحدا من أهم أدواره في الحقبة الزمنية الأخيرة.
من أهم مسلسلاته "كلاب الحراسة وشجرة اللبلاب والدوامة والإنسان والمجهول ومبروك جالك ولد والبشاير ورأفت الهجان ومحمود المصري - والعملية صهللة مسلسل اذاعى وبابا زعيم عصابة مسلسل اذاعى وباب الخلق وأبو هيبة في جبل الحلال ورأس الغول.
حصل محمود عبد العزيز على العديد من الجوائز السينمائية من مختلف المهرجانات الدولية والمحلية من أهمها: جائزة أحسن ممثل عن أفلام "الكيت كات"، "القبطان"، "الساحر" من مهرجان دمشق السينمائي الدولي وجائزة أحسن ممثل عن فيلم "سوق المتعة" من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
وجائزة أحسن ممثل عن فيلم "الكيت كات" من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي وجائزة أحسن ممثل مشاركة مع الفنان عمار محمد حسان. في فيلم الليالي المقمرة.
توفي في يوم 12 نوفمبر 2016 بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 70 عاما ودفن بالإسكندرية بالقرب من منزله الذى تربى فيه.
قد يهمك أيضا
تعرف على قصة تحول محمود عبد العزيز إلى "الشيخ حسني" في ذكرى ميلاده