مشكلة العجز الجنسي

 يعاني معظم الرجال العراقيين من الضعف الجنسي, ما ادى هذا الامر الى زيادة نسب الطلاق في الاونة الاخيرة, لاسيما ان الإحصائيات الأخيرة أثبتت ان ما بين 25%-30% من حالات الطلاق كانت بسبب هذا الموضوع.
وتشير دلائل اقبال رجال العراق على المقويات الجنسية على هاجس الضعف الجنسي الذي يشعرون به . وبينما يرى كثيرون انهم طبيعيون لكنهم يتناولون المقويات ، رافضين وصفهم بالضعفاء جنسيا ، فان القلة القليلة تعترف بالضعف الجنسي . ويعود ذلك الى اسباب اجتماعية والى الثقافة الذكورية التي لا تعترف بالعجز الجنسي وتعتبره نقصا في الشخصية والرجولة .

وقال بعض الأطباء إن "السبب الأساسي في الضعف الجنسي لدى الرجال هي الظروف الصعبة التي يمر بها البلد فضلا عن ما يعيشه الرجل من احباطات وتخوفات أثرت سلبا على طاقته وكفاءته".
 ولفت الأطباء إلى أن الضعف الجنسي أولها "الضعف الأولي"، ثم "الضعف الثانوي" وهذا بدوره ينقسم إلى أنواع: منها الضعف الجنسي العابر، أي غير المستمر، والذي يحدث لفترات قليلة ويكون مرتبطا بظروف معينة، يعود بعدها الانتصاب الى قوته المعهودة بعد زوال ظروفه، وهذه الحالات لا تحتاج علاجاً طبياً.

 أما النوع الآخر فهو الضعف الجنسي المستمر والثابت والذي ينقسم بدوره لنوعين ضعف مستمر نسبي، وفيه يحدث انتصاب مع إحدى الزوجات ولا يحدث مع الزوجة الأخرى ـ وضعف جنسي مستمر، وفيه لا يحدث انتصاب مع اي امرأة.
 ورأى علماء النفس في العراق, ان "الضعف الجنسي لدى الشباب لاسيما التي تتراوح اعمارهم ما بين 18-25 سببه الهدر الجنسي, بالأخص ان الاحصائيات اكدت ان الاكثر مشاهدة لأول عشرة مواقع هي "المواقع الاباحية".

 ومن جانب اخر ان وزارة الصحة معنية بهذا الامر لاسيما ان اغلب المواد الغذائية تحتوي على نسب كبيرة من المواد الكيمياوية وبالأخص المعلبات التي تفتقر الى الشروط الصحية, فجميع هذه الاغذية تؤثر بشكل مباشر على القدرة الجنسية للرجل.
 واكدت الباحثة الاجتماعية بيداء علي, ان "العجز الجنسي مرتبط في بعض الأحيان بضغوطات الحياة المعيشية على الرجل وعلى الأسرة مثل أزمة السكن أو أزمة الكهرباء والماء وعدم توفر الأجواء المناسبة للممارسة الجنسية بين الأزواج في الأجواء الحارة,  وقد ارتبطت ممارسة العملية الجنسية  مع توفر ما يسمى الكهرباء الوطنية ونحن بدأنا نطلق عليها الممارسة الجنسية الوطنية أو الممارسة الجنسية السحب حسب التعبير العراقي للكهرباء المتوفرة من المولدة".

 واضافت ان "العراق اصبح سوقاً مريبة لتجارة المنشطات الجنسية, وثمة منتجات جنسية تغري المستهلك بأسعار تصل إلى ربع قيمة الدواء في الصيدليات، لكن اغلبها مزيّف ومغشوش، وبعضها يباع بعد انتهاء صلاحيته للاستخدام.
يقول الصيدلاني مروان النعيمي في هذا الصدد ، ان معايشته مع الحاجات اليومية للرجال من الادوية تشير الى ان الرجال العراقيين فوق سن الخمسين مصابون بهوس الضعف الجنسي .

ويضيف النعيمي : ثمة من هو مصاب فعلا بالضعف الجنسي ، لكن البعض لا يعاني من ذلك بل هو متخوف من المستقبل ، ويلجأ الى المنشطات الجنسية من دون الحاجة الحقيقية اليها .
وأوضح ان انتشار أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وتصلّب الشرايين، والتدخين ، من العوامل التي تسبب في الضعف الجنسي .

وبحسب الدكتور احمد كريم اخصائي الامراض الجنسية فان البعض لا يفرق بين الضعف والخمول الجنسيين ، فالخمول الجنسي هو حالة مؤقتة ترتبط بالحالة النفسية ، وتسبب عدم معالجتها الى الضعف الجنسي .
ويرى ان الكثير من الرجال والنساء في العراق مصابون بالخمول وليس الضعف .وتوضح سجلات المستشفيات والعيادات الخاصة الى ان حوالي ثلاثين بالمائة من الرجال في العراق يعانون من مشاكل جنسية، لكن هذا التخمين الرقمي اقل بقليل من الحقيقة ، لان اغلب الرجال يخجلون من البوح بمشاكلهم الجنسية .

كما يشير انتشار الأدوية في الأسواق الى ان العراق اصبح سوقاً مريبة لتجارة المنشطات الجنسية . وثمة منتجات جنسية تغري المستهلك بأسعار تصل إلى ربع قيمة الدواء في الصيدليات، لكن اغلبها مزيّف ومغشوش، وبعضها يباع بعد انتهاء صلاحيته للاستخدام.
وعلى رغم الرقابة الحكومية على بيع الأدوية والمنشطات الجنسية ، فان الكثير من العراقيين يتناولونها بعيداً عن إشراف الطبيب مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تسبب الضغط وأمراض القلب.

ويروي المواطن شاكر مجيد كيف اصيب زميل له بالإغماء بسبب ادمانه على المقويات الجنسية ، فقد اصيب بتقلصات في البطن وفي أعضائه الحساسة بسبب خلل في الوظائف العصبية .
ويقصد بالضعف الجنسي لدى الرجال حسب الفكرة القديمة ، ضعف الانتصاب فقط لكنه المقصود به اليوم ضعف الانتصاب والشهوة وعدم الرغبة الجنسية.

واضافة الى الاسباب العضوية مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول فان هناك اسباب نفسية مثل القلق والتوتر والخوف من الفشل.
ويقول الدكتور شاكر إن التقدم بالعمر يعد مهما في ظهور الضعف الجنسي ، وفي اغلب الاحصائيات فانه الضعف يبلغ بنسبة 5% في الأربعينات و 10% لمن تجاوزوا الستين سنة و 20% في السبعينات و 40% فوق الثمانين".

وبحسب الدكتور شاكر فان الكثير ممن يعانون ضعفا جنسيا ، لايصرحون بمرضهم ويقفون عاجزين أمام الحقيقة ، فيلجأون بدلا من ذلك الى إدمان المخدرات والمشروبات الكحولية .
ويضيف .. ان الكثير من حالات الطلاق ، تتم بسبب حالات الضعف أو العجز الجنسي حين يعجز الرجل عن مواجهة نظرات الزوجة التي تشعره بنقص رجولته.

وبحسب الدكتور شاكر فان اولى خطوات معالجة الضعف الجنسي ليس في تناول الفياغرا ، بل في الصراحة الجنسية ومواجهة المرض بشجاعة وصبر .
ويضيف شاكر السوق العراقي يزدهر بمشتقات كثيرة من الفياغرا والمنشطات الجنسية الأخرى ، لكن هذا لن يجدي نفعا اذا ما توفر الوعي الجنسي الذي يوجه تصرفات الفرد الجنسية الوجهة.