عدن ـ عبد الغني يحيى
أعلنت السلطات الطبية في عدن وأبين وتعز، حالة طوارئ لمجابهة وباء الكوليرا الذي عاود الانتشار، متسبباً في عشرات حالات الوفاة في هذه المدن ومئات الإصابات، بينما اتهمت رابطة أمهات المختطفين في سجون الانقلابيين، ميليشيات الحوثي بمنع إسعاف أبنائهن المختطفين للمستشفيات لتلقي العلاج اللازم، وإنقاذ حياتهم بعد تفشي الوباء في سجونهم في صنعاء. وأفاد مصدر طبي في مستشفى الصداقة "الاتحاد"، بأن هناك تزايداً في أعداد المرض الذين يعانون الإسهالات الحادة والقيء الشديد، وأن الحالات تم وضعها تحت المراقبة في محاجر طبية.
وأوضح مدير الصحة في عدن الدكتور عبدالناصر الوالي، أن الحالات الواصلة هي حالة إسهال حادة، وتم أخذ عينات من المصابين للفحص المختبري، موضحاً أن عدد حالات الإسهال الحادة وصل إلى 197 حالة، منها 11 حالة إيجابية، فيما بلغ عدد الوفيات 4 حالات حتى اللحظة. وأكد أن هناك فريقاً للطوارئ بمشاركة منظمة الصحة العالمية واليونيسيف، يقوم بمتابعة تلك الحالات، إلى جانب غرفة عمليات وشبكات للترصد الوبائي، إلى جانب تخصيص محاجر طبية على مستوى المراكز الصحية في المديريات أو المستشفيات المركزية العامة.
وأشار مدير الصحة إلى أن هناك كميات متوافرة من الأدوية والمواد الخاصة للعلاج والوقاية، ولا يوجد نقص في الوقت الحاضر، مشيراً إلى أن هناك دعماً من قبل منظمة الصحة العالمية واليونيسيف المدعومين من مركز سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وأيضاً من هيئة الهلال الأحمر الإماراتية. وأضاف أن هناك دعماً للقطاع الصحي مقدماً من قبل الهلال الأحمر الإماراتية والهيئة الكويتية للإغاثة ومركز الملك سلمان، وهذا يجعل الوضع تحت السيطرة مقارنة ببقية المحافظات.
في غضون ذلك، أطلقت السلطات الطبية في محافظة أبين، شرق عدن، نداء استغاثة لإنقاذ الأهالي من خطر الإصابة بوباء الكوليرا الذي تفشى في مدن رئيسة وسط المحافظة. وأفاد الدكتور علي منصور حنشل مدير عام مكتب الصحة والسكان في محافظة أبين، بأن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بمرض الكوليرا بلغت 300 حالة، من بينها 3 حالات وفاة، مشيراً إلى أن هناك بعض الحالات تمت معالجتها في مستشفيات بالمحافظة، وأخرى تم نقلها إلى عدن.
وأفاد أطباء في مستشفيي لودر ومودية ، بأن حالات الإسهالات الحادة المشتبه بإصابتها بالكوليرا، تزداد بشكل مخيف وسط نقص حاد في الأدوية والمحاليل والسوائل الوريدية اللازمة. وأكد مدير مكتب الصحة في لودر، محمد مزاحم في تصريح لـ"الاتحاد"، أن الوضع الصحي بات كارثياً، وأن أعداد حالات الإسهال الحادة في تزايد مخيف، مطالباً بسرعة التدخل وإنقاذ الأهالي في أبين من خطر الإصابة بالكوليرا.
وفي مدينة تعز، كشف مكتب الصحة العامة والسكان، عن وفاة 20 مصاباً بالكوليرا وسط تفشي الوباء وسط المدينة وأريافها، خصوصاً بمديرية شرعب الرونة وماوية. وأوضحت نائب مدير مكتب الصحة الدكتورة إيلان عبد الحق لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، أن المختبر المركزي استقبل 62 حالة إصابة، وتم التأكد من خلال الفحص الزراعي من 12 إصابة، وأن العدد مرشح للارتفاع مع توارد الحالات.
وفي سياق متصل، قالت رابطة أمهات المختطفين في سجون الانقلابيين، إن الحوثيين يمنعون إسعاف أبنائهن المختطفين للمستشفيات لتلقي العلاج اللازم وإنقاذ حياتهم بعد تفشي مرض الكوليرا في سجون الميليشيات في صنعاء، وفي مقدمتها سجن الأمن السياسي واحتياطي هبرة والسجن المركزي، ما أدى إلى إصابة العشرات من المختطفين بالكوليرا. وأكدت الرابطة في بيان لها عقب وقفة احتجاجية نفذتها الأمهات أمس أمام مبنى اللجنة الدولية للصليب الأحمر بصنعاء، أن الحوثيين يمنعون إدخال الأدوية الضرورية والمياه الصالحة للشرب، لتجنب انتشار الوباء بين بقية المختطفين.
وطالبت الأمهات، الصليب الأحمر وبقية المنظمات الحقوقية، بالقيام بواجبها الإنساني تجاه المختطفين، والضغط على ميليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بسرعة نقل المصابين بالكوليرا إلى المستشفيات لتلقي العلاج، وإدخال الأدوية للسجون للحد من تفشي الوباء بين بقية المختطفين.
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر لوضع حد لمعاناة آلاف العائلات اليمنية التي لا يمكنها التواصل مع أبنائها المحتجزين في سجون الميليشيا الانقلابية. ودعا مدير العمليات في اللجنة الدولية دومنيك شتيلهارت للإفراج الفوري وغير المشروط عن المحتجزين في اليمن.
وقال في تصريح له عقب زيارة لليمن استغرقت 5 أيام، إن مئات العائلات اليمنية اتصلت باللجنة الدولية لمعرفة مصير أبنائها الذين انقطعت أخبارهم، وتغيبوا منذ سنوات عدة، مشيراً إلى أن الاختفاء القسري والتعذيب في السجون التابعة للميليشيا الانقلابية تزيد من معاناة المحتجزين وعائلاتهم.