عدن-العراق اليوم
يتفاقم الوضع الصحي والإنساني بتعز اليمنية بالتزامن مع الحرب التي دفعت ثمنها محافظة تعز غالياً ،وتنتشر مجموعة من الأمراض القاتلة في المدينة وسط إمكانيات محدودة للسلطات العاجزة عن السيطرة على تفشي تلك الأمراض مثل حمى الضنك والملاريا والكوليرا، حيث تشهد مدينة تعز إنتشار للقمامة وسط الأحياء المكتضة بالسكان ،وسط إتهامات رسمية لصندوق النظافة والتحسين بعمليات فساد وضياع إيرادات كبيرة للصندوق،ومع الأمطار وطفح المجاري وإنتشار القمامة والخلفات في كومات عملاقة مايؤدي إلى تفشي أمراض الكوليرا والملاريا وحمى الضنك بشكل كبير وسط صمت وتجاهل حكومي لهذه الكارثة .
وقال مدير مكتب الصحة في تعز الدكتور عبدالرحيم السامعي أن عدد الإصابات بالكوليرا منذ بداية العام2019 وحتى اليوم بلغ 42487 حالة بينما بلغ عدد الوفيات بمرض الكوليرا منذ بداية العام 94 حالة وفاة .
اقرا ايضا :
شاب أميركي يجري تجارب على نفسه ويجد العلاج بعد أن اقترب من الموت
ويعد مرض الكوليرا احد ابرز الامراض التي ظهرت باليمن بسبب الحرب وإنهيار الخدمات، وتنتقل الكوليرا عبر الطعام والماء وهي مرض مُعدٍ يتسبب بإسهال مائي حاد وجفاف وقد يموت المريض بحال عدم تلقيه العلاج على يد اطباء.
كما تعتبر واحدة من أسرع الأمراض القاتلة المعروفة، ولا تظهر أعراض الإصابة ببكتريا الكوليرا في المصابين بالعدوى بالرغم من وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح من 7أيام إلى14 يوماً بعد العدوى بعدها تظهر الاعراض وخلال فترة حمل الانسان للبكتيرياء يكون مُعدٍ للمرض سوى قبل ظهور الاعراض اوبعدها.
وأكد السامعي أنه ومنذ بداية العام 2019 بلغ عدد الإصابات بحمى الضنك منذ بداية العام 3118 أما حالات الملاريا فقد بلغت 1327.
ويصاب الانسان بمرض الملاريا بعد تعرضه للدغ انثى البعوض" أنوفليس" الحامل للمرض وتظهر علامات للملاريا بعد مضي سبعة أيام أو أكثر من تعرض المصاب بالمرض للدغة من البعوض، وتتسبب الملاريا بموت الانسان لاسيما الاطفال بحال لم يتعالج مبكراً من المرض.
اما حمى الضنك عبارة عن عدوى فيروسية تنتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة بعوضة أنثى من جنس الزاعجة مصابة بالعدوى.
وتظهر أعراض المرض خلال فترة تتراوح بين3 أيام الى15 يوماً،بعد تعرض المصاب بالمرض للدغة وبحال لم يتلقى المريض العناية الازمة والادوية فمن المحتمل حدوث نزيف له اثر نقص صفائح الدم مايتسبب بوفاة المريض.
وأفاد السامعي،أن فقدان خدمات المياه المعقمة التابعة للمؤسسة الحكومية بسبب الحرب وطفح الصرف الصحي وإختلاطة بالمياه الجوفية والسيول بسبب شلل مؤسسة المياه والصرف الصحي أحد أبرز أسباب تفشي الكوليرا خلافاً عن نقل صهاريج المياه الخاصة لمياه ملوثة للسكان كون بعض الآبار ملوثة بالكوليرا وهذا يسبب تفشي للمرض .
واضاف السامعي، أن دعم الشركاء الدوليين في مكافحة الكوليرا يمثل عاملاً مهماً في ضل غياب الموازنات التشغيلية للقطاع الصحي وعودتها في بداية 2019 بنسبة 25% ، وكذلك نزوح الكادر الصحي حيث تقوم منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف بالتعاقد مع الكوادر الصحية بدلاً عن الكادر النازح وتزويد مراكز علاج الكوليرا بكافة الادوية والمستلزمات الطبية ،
وقد طالب السامعي بمزيد من التنسيق بين هذه المنظمات ومكتب الصحة في المحافظة للإستفادة القصوى من الدعم المقدم.
وفي ذات السياق،نفذت المهندسة "إرتفاع القباطي"،رئيسة منظمة الإرتفاع ،حملة رش ضبابي لمكافحة البعوض في جامعة تعز بعد تفشي البعوض بشكل كبير في الجامعة مايؤثر على المستوى التعليمي ويسبب أمراض للطلاب والطالبات .
وقالت إرتفاع القباطي ،أنها نفذت عمليات رش لمكافحة البعوض في جامعة تعز بعد مناشدات من الطلاب وقيادة الجامعة لها وإشعارها بالكارثة التي يتسبب بها البعوض بالجامعة .
واشارت القباطي أنها تنفذ الحملة على حسابها الخاص بعد عجز الجهات الرسمية عن القيام بالحملة ،مؤكدة أن الأمطار تؤدي إلي إحتقان المياه وإنتشار الحشائش مايوفر بيئة لتكاثر البعوض.
وأضافت القباطي أنها قامت بجمع الإطارات وقامت بعملية طلاء لها وتركيبها على الأرصفة والمواقع المخصصة بالتشجير في شارع العواضي وسط مدينة تعز وذلك للتخلص من الإطارات كونها تحقن المياه وتؤدي لتكاثر البعوض وإحراقها يسبب بتلوث واستغلالها لتشجير الشوارع أفضل ،منوهة أنها طلبت من المحلات التجارية وضع اشجار في الإطارات.
ونتيجة الحرب باليمن ،أعلن برنامج الأمم المتحدة الانمائي أن اليمن على وشك أن يصبح أفقر بلد بالعالم بحلول 2022 بحال استمرت الحرب ،وحسب التقرير فانه منذ إندلاع الحرب باليمن زادت نسبة الفقر47% وبلغ عدد الفقراء 75 % من اجمالي سكان اليمن،ويبلغ عدد النازحين في اليمن من مناطق الصراع لمناطق أمنة حوالي 3,3ملايين نازح بينما يحتاج 24,1مليون شخص في اليمن لمساعدات إنسانية ،ويبلغ عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية 1,5مليون منهم 370 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد قد يعرضهم للوفاة ،وفقاً لليونيسف،وتسببت الحرب بتسريح 70%من العمالة لدى القطاع الخاص وتوقف ومغادرة الكثير من المشاريع والأعمال الخاصة .
قد يهمك ايضا :
دراسة تؤكّد أنّ مياه الصنابير في أميركا تؤدي إلى انتشار السرطان