عمان - العراق اليوم
انطلق قبل أيام مسير درب الأردن، بمشاركة وفود عربية وأجنبية، وهو عبارة عن مغامرة للمشي وقطع مسافة 675 كم، تشمل 73 قرية أردنية من الشمال إلى الجنوب، وتستمر لمدة 45 يوما، والمسير الذي تنظمه جمعية "درب الأردن" كل عام يهدف الترويج للسياحة، والقيام بأعمال تطوعية، للمساهمة في تنمية المجتمعات المحلية، التي تشهد حراكًا اقتصاديًا بالعملات الأجنبية خلال أيام المسير.
وخلال إطلاقه للمسار في موسمه الرابع، قال مجد شويكة، وزير السياحة والآثار في الأردن إن الدولة تعول على نجاح الدرب في دعم "سياحة المغامرة" والمجتمعات المحلية بالأردن.
وسينضم إلى المغامرين الذين سيقطعون الدرب كاملا مشاركون آخرون في رحلات عطل نهاية الأسبوع وتلك الخاصة بمناطق كاملة أجزاء محددة من المسار، حيث تنظم جمعية درب الأردن هذه الفعالية من 6 مارس/ آذار وحتى 18 أبريل/ نيسان.
مسافات طويلة
وأشار بشير الداوود، منسق الحدث، إلى قطع مسافة 14 كيلومترًا في اليوم الأول انطلاقاً من منطقة "أم قيس" الأثرية شمالي المملكة، متوقعًا مشاركة نحو 300 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عامًا.
ولفت إلى توزيع إصدارات توضح نتائج المسار في مواسمه الثلاثة السابقة اقتصاديا وسياحيا والقيام بمهمات بيئية وخدمية في المناطق النائية.
ويشق المشاركون مسارا بين الجبال والأودية والصحراء والمناطق الزراعية ويزورون معالم طبيعية.
تسويق السياحة
بشير داوود مدير عام جمعية درب الأردن، قال إن "برعاية الجمعية يتم تنفيذ مسير درب الأردن كل عام، كنوع من التسويق للساحة في الأردن، ومساعدة المجتمعات المحلية التي يمر بها المسير".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "المسير يمر عبر أكثر من 75 مجتمعًا محليًا بالأردن، ويشارك فيه العديد من الأردنيين والسياح الأجانب، والذي يأتون كل عام للمشاركة في هذا الحدث العالمي".
وأكد أن "مسير هذا العام شهد أيضًا مشاركة ممتازة، وكان هناك تعليق بسيط للمشاركة من قبل السياح الإيطاليين بسبب انتشار فيروس كورونا، فهناك ما يزيد عن 60 مشاركًا لرحلات متقطعة، و8 سياح يقطعون المسير كاملًا، والذي يستغرق 45 يومًا".
عشرات الوظائف
وعن مساهمة المسير في تنمية السياحة الأردنية، قال: "الدرب رافد اقتصادي ممتاز للمجتمعات الصغيرة، حيث شارك العام الماضي في دعم المجتمعات المحلية بأكثر من 20 مليون دولار، إذ يتجول السياح من قرية لقرية، وينفقون بالدولار".
وبشأن مساهمة أهالي القرى الأردنية في المسير، قال: "بعض القرويين فتحوا منازلهم لضيافة المشاركين في الدرب، والبعض الآخر قدموا خدمات للمخيمات المتنقلة".
وفيما يخص شق الوظائف، أضاف بشير داوود أن "درب الأردن وفر أكثر من 500 وظيفة كل عام، في 2017 كان هناك 17 مزودًا للخدمة، وفي عام 2018 بلغوا 32، وفي نهاية 2019 وصلت العدد إلى 91 مقدمًا لخدمات الدرب".
وأنهى حديثه قائلًا: "يعد رافدًا ممتازًا للسياحة حيث يمر المشاركون بمناطق أثرية، ويختلطون ببيئات قروية ريفية وبدوية".
فرص سياحية
من جانبه قال عبدالقادر سليمان نوري، عضو لجنة السياحة والآثار بمجلس النواب الأردني، إن "الأردن بلد سياحي كبير، ويحتوي على الكثير من الأماكن التي يمكن للسياح زيارتها".
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "درب الأردن تعد من أكبر المغامرات العالمية، تنفذ كل عام، وتمتاز بمشاركة كبيرة سواء محلية من الأردنيين أنفسهم، أو دولية، من خلال السياح القادمين إلى الأردن".
وتابع: "أهمية مبادرة مسير درب الأردن تنبع من كونها تعطي للأردن أهميته السياحية لدى دول العالم، وتستعرض تاريخه وآثاره، وذلك من خلال التنقل من قرية إلى أخرى، حتى إتمام السباق".
وأشار إلى أن "هذه المبادرة تدعم الدولة، والمجتمعات المحلية، وتزيد من فرص السياحة، وتوفر العديد من الوظائ، وهي ناجحة منذ إطلاقها بنسبة 100%".
المجتمعات المحلية
وقال مدير هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبدالرزاق عربيات إن درب الأردن منتج وطني كثير الأهمية ومشغل فعال لأهالي المنطقة التي يمر بها المسار.
وأكد عربيات أن عددا كبيرا من السياح والزوار يبحثون عن هذا النوع من السياحة والتجربة التي يجد فيها الزائر كافة الخدمات مثل الطعام التقليدي للمناطق والمنام وغيرها من الخدمات. وبين أن من أسباب نجاج الدرب هم المجتمعات المحلية "مزودو الخدمة" الذين أبدوا اهتمامهم وتعاونهم مع الزوار.
وأشار عربيات إلى أن الدرب وفر لمزودي الخدمة فرص عمل وحقق لهم إيرادات كبيرة تؤمن لهم حياة كريمة، مؤكدا على أهمية دعمهم لرفع مستوى الخدمات المقدمة.
ويذكر أن جمعية درب الأردن توفر من خلال موقعها الإلكتروني معلومات كاملة عن الدرب وخرائط للطريق وذلك خدمة للأفراد ومجموعات تنظيم الرحلات ممن يرغبون الاعتماد على أنفسهم في الرحلات التي يقومون بها أو ينظمونها.
يشار إلى أن جمعية درب الأردن أسستها مجموعة من محبي أنشطة المغامرة في العام 2015 بهدف تطوير المسار وإدارته، وقد كانت فكرة أن يكون هناك مسار وطني حلما يراود العديد منهم إلا أن تحقق بفضل جهود أكثر من أربعين متطوعا عملوا على تحديد أجزاء المسار لمدة ثلاث سنوات. اليوم يشرف على جمعية درب الأردن مجلس إدارة منتخب عمل على تطويرها مستفيداً من المساهمات الكريمة للعديد من الشركات المحلية والأفراد و مدعوماً بالجهود الكبيرة للمتطوعين من محبي أنشطة المغامرة.
قد يهمك ايضا