البشير وسلفاكير أثناء توقيع ااتفاق بين البلدين
الخرطوم ـ عبد القيوم عاشميق
انتقد مصدر حكومي سوداني وصف الخارجية الأميركية تمسك بلاده بتنفيذ بند الترتيبات الأمنية قبل سماحه بتصدير بترول الجنوب عبر أراضيه، بأنه "رسالة سالبة اعتاد عليها السودان من الإدارة الأميركية في مثل هذه الظروف"، وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في تصريحات لـ "العرب اليوم" إن "الإدارة
الأميركية كان عليها أن تبدي موقفًا إيجابيًا من نزاع بلاده مع الجنوب أو تصمت"، وأضاف "كيف نسمح للجنوب بتصدير بتروله وهناك ما يشبه الحرب بين حدود البلدين".
وكانت الناطقة الرسمية باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند قد أعربت في بيان لها، عن "خيبة أمل بلادها في أن حكومتي السودان وجنوب السودان، قد فشلتا في إحراز تقدم كبير في تنفيذ اتفاق 27 أيلول/سبتمبر الماضي، بشأن تصدير النفط والقضايا الأمنية والتعاون المشترك بينهما"، وأشارت إلى أن "نية حكومة السودان تأجيل استئناف ضخ النفط حتى يتم تنفيذ الترتيبات الأمنية، يعد خطوة مضادة كلية للمبادئ الأساسية لاتفاق التعاون، وتؤدي إلى تقويض الوضع الأمني والاقتصادي في كلتا الدولتين"، وأضافت أن "استمرار التأخير في حل القضايا العالقة، لاسيما في قبول وتنفيذ قرار الاتحاد الأفريقي الذي أيّد الاقتراح بشأن الوضع النهائي لمنطقة أبيي المتنازع عليها، يقوض كذلك عملية السلام" ، وطالبت نولاند "الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة الوقوف بحزم والطلب من الطرفين التمسك بالتزاماتهما على وجه السرعة"، من ناحية أخرى كشفت وزيرة التنمية البريطانية، لين فيزرستون، عن "طلب تلقته حكومتها من دولتي السودان وجنوب السودان بشأن تزويدهما بجميع الخرائط والوثائق التاريخية المتعلقة بحدود العام 1956"،وطالبت وزيرة التنمية البريطانية الدولتين في مؤتمر صحافي عقدته في ختام زيارتها الأربعاء في الخرطوم السودان وجنوب السودان بـ "تنفيذ اتفاق التعاون المشترك الموقع بينهما في أديس أبابا في أيلول/سبتمبر الماضي"، وفي تطور أخر أصدر الاجتماع الاستثنائي الـ 46 لمجلس وزراء خارجية دول الإيقاد في ختام أعماله الأربعاء في أديس أبابا بيانًا حول الأوضاع في السودان ودولة جنوب السودان.ودعا البيان "دولتي السودان وجنوب السودان للتوقيع على ما تبقى من القضايا العالقة، وحثهما على المحافظة على ذات الروح في مفاوضات السلام المقبلة، وأمَّن على "الاتفاقات التي تم توقيعها بين دولتي السودان وجنوب السودان"، كما أعرب المجلس عن شكره لجهود الآلية الأفريقية رفيعة المستوى التي يقودها رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو أمبيكي لتحقيق السلام وحثها على الاستمرار علي الاستمرار في مساعيها لتحقيق الاستقرار، وتنفيذ الاتفاق وفقًا للزمن المحدد له"، وأعرب البيان عن "ثقته في أن الدولتين قادرتان على إنفاذ الاتفاقية وتعهد بمواصلة الدعم لضمان نجاح عملية السلام".وحيا البيان "مساهمة دولة أثيوبيا وتسهيلاتها لإجراء الحوار بين السودان وجنوب السودان وحسن استضافتها لهذه الاجتماعات". ومن ناحية أخرى، تبدأ الخميس في أديس أبابا اجتماعات المجلس التنفيذي للدورة العادية العشرين للاتحاد الأفريقي، وتستمر لمدة يومين، وذلك في إطار التحضير لقمة رؤساء دول وحكومات الدول الأفريقية التي ستعقد في الـ27 من كانون الثاني/يناير الجاري، وينتظر أن يلتقي قبلها البشير وسلفاكير لمناقشة عقبات تنفيذ اتفاق البلدين.