جانب من التظاهرات الاحتجاجية ضد الرئيس المصري محمد مرسي
القاهرة ـ محمد الشناوي
أعرب النشطاء في مصر عن أملهم في حدوث "ثورة ثانية" بعد عام على انتخاب الرئيس محمد مرسي، مشيرة إلى أن الكثيرين يريدون تدخل الجيش لتسهيل انتقال السلطة، وأضافت المصادر ذاتها "إن مصر تحبس أنفاسها مع اقتراب احتجاجات الأحد 30 حزيران/يونيو، التي من المنتظر أن تشتعل في جميع
الأنحاء، خاصة مع جمع 15 مليون استمارة لحركة "تمرد"، التي تطالب بسحب الثقة من مرسي، وزعم المعارضة أن بإمكانها حشد الملايين للتظاهر ضد مرسي في ذكرى بدء حكمه".
كما أن العنف اندلع بالفعل في عدد من مدن مصر بين مؤيدين ومعارضين، ونتيجة ذلك يأمل عدد من قادة المعارضة في إجبار الجيش على التدخل لتسهيل عملية انتقال السلطة، خاصة أن الجيش نزل بالفعل إلى الشوارع في القاهرة، الأربعاء الماضي.
ونقلت مصادر عن مسؤول عسكري رفيع قوله إن "الجيش لا يريد التدخل"، لكنه أفاد بأنه إذا اتسعت رقعة احتجاجات الأحد 30 حزيران/يونيو واستمرت كتلك التي سبقتها في كانون الثاني/يناير 2011، واندلع قتال خطير بين مؤيدي مرسي ومعارضيه وقتها يمكن أن يرى الجيش تلك الاحتجاجات ممثلًا شرعيًا لإرادة الشعب أكثر من الانتخابات، التي أتت بمرسي إلى الرئاسة العام الماضي، وبالتالي سيتدخل الجيش لتسهيل انتقال السلطة إلى حكومة تكنوقراط بديلة".
ولفتت المصادر إلى أن حجم الاحتجاجات يظل غير معروف، ولا يمكن التنبؤ به، لكن النشطاء يأملون في أن يكون 30 حزيران/يونيو بداية لاحتجاجات مماثلة لثورة كانون الثاني/يناير، وأن مصر لن تكون على ما هي عليه بعد ذلك التاريخ.
كما اهتبرت المصادر "إن المحتجين ربما يقللون من أهمية حجم دعم مرسي، بالإضافة إلى "كسل الأغلبية الصامتة في مصر"، الذين تعرضوا لتأثير خطاب مرسي، مساء الأربعاء، فضلا عن مؤيديه من الإسلاميين، الذين يرفضون الإطاحة به إلا من خلال صندوق الانتخابات وبعد انتهاء مدته".
وفي السياق نفسه اعتبر الخبير الأميركي ناثان براون، أستاذ سياسات الشرق الأوسط في جامعة جورج واشنطن، ان "المصريين يعيشون في فقاعاتهم الخاصة"، مشيرًا إلى أن عدد هؤلاء الذين يظنون أنهم يتحدثون بالنيابة عن الشعب المصري "مقلق"، وأضاف: "الرئاسة تظن أن الشعب المصري بأكمله انتخبها، ويظن الجيش أنه يد واحدة مع الشعب، وتظن المعارضة أنها المجتمع كله".
وأكد براون أن مثل هذا الاستقطاب القوي في أي دولة يمكن أن يؤدي إلى "الحرب الأهلية"، لكنه استبعد حدوث ذلك في مصر، لأن كل الأطراف لا تملك ميليشيات منظمة، وفي الوقت نفسه يتوقع براون حدوث بعض الانهيار في النظام الاجتماعي والسياسي.