القاهرة ـ أكرم علي طالب مستشار الرئيس المصري محمد مرسي، د.عصام العريان، يهود مصر بـ"العودة من إسرائيل إلى موطنهم الأصلي"، وسط انتقاد عدد من الحقوقيين وخبراء القانون لتصريحات القيادي الإخواني، لأنها قد "تفتح ملف التعويضات التي ستلزم الدولة بدفع تعويضات مالية كبيرة لليهود عن أملاكهم التي لم يُمهلهم الوقت لبيعها"، واعتبروها "سبيلاً لحل القضية الفلسطينية على حساب المصريين".
وهاجم نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" الذراع السياسية لجماعة "الإخوان" المسلمين، الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، في تصريحات متلفزة، قائلاً إن "ما فعله الأخير بطرد اليهود من مصر، ساهم في احتلال أراضي الغير"، مشددًا على "أهمية أن يعود اليهود من إسرائيل، وأن يرفضوا العيش تحت احتلال غاشم دموي وعنصري ملوثين بجرائم حرب ضد الإنسانية والبشرية، وأن إنشاء وطن لليهود في فلسطين لم يكن مجرد تحقيق ﻷمنية صهيونية، بل كان أيضًا في إطار المصالح العليا للدول الاستعمارية".
وأضاف العريان، في تدوينة له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن "حلمهم مر بمحطات كبرى في مؤتمر (بازل)، والوعد من بلفور عقب الحرب اﻷولى، وأن الهجرة الأولى هي المواكبة للانتداب البريطاني على فلسطين والضغوط الهائلة على الدول العربية، لقبول قرار التقسيم والبدء في تغيير النظم الملكية بأخرى عسكرية وثورية، وأن طرد ملايين اللاجئين على دفعات من فلسطين بمذابح بشعة مستمرة، وحروب متواصلة لإخضاع الشعب الفلسطيني، والهجرة اليهودية الثانية والمستمرة إلى فلسطين، وزرع المستوطنين في كل فلسطين، من بلاد العرب وروسيا وأفريقيا، بعد نضوب الرصيد من أوروبا وأميركا لتفضيل يهودها البقاء حيث هم، فرض اتفاقات ظالمة وإذعانية على دول الطوق بدءًا بمصر واﻷردن، واﻹبقاء على حالة لا حرب ولا سلم مع سورية".
واختتم نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" حديثه قائلاً، إن "التطورات الاقتصادية والعلمية تقلل من اعتماد الغرب على كيان غريب دخيل عنصري استيطاني محتل، في عالم يكاد يخلو من احتلال مشابه، تفاءلوا بالمستقبل، النصر لنا، وعودة الفلسطينيين إلى حيفا ويافا وعكا وشيكة، والدولة الفلسطينية ستكون أمل الشعب بعد أن ثبت وهم السلطة تحت الاحتلال".
من جانبه، اعتبر رئيس "المنظمة المصرية لحقوق الإنسان" حافظ أبو سعدة، لـ "العرب اليوم"، أن "حديث عصام العريان يعبر عن حوارات سرية، أو اتفاقات لحل القضية الفلسطينية على حساب مصر، لأن التصريح به جهل تاريخي بشكل غير عادي"، مضيفًا أن "مطالبة العريان بعودة اليهود إلى مصر، يترتب عليه فتح ملف التعويضات لهم، بعد أن قام الرئيس الراحل عبد الناصر بطردهم"، مشيرًا إلى أن "الهجرة التي تمت من مصر لليهود، تمت أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت بفعل الوكالة اليهودية، وحق العودة الذي تحدث عليه العريان مرفوض إسرائيليًا بشكل نهائي، وبالتالي الكلام مطروح ليبرر منطق حل القضية الفلسطينية على حساب المصريين، سواء عودة أشخاص أو استبدال أراضي، وهذا السيناريو يتم الآن، والقبضة الأمنية على سيناء تقل".
فيما انتقد أستاذ القانون الدولي في جامعة القاهرة أحمد الرشيدي، في حديث لـ"العرب اليوم"، تصريحات العريان، وقال "إذا ثبت مصادرة الدولة لأملاكهم، كما قال القيادي الإخواني، سيلزم الدولة بدفع تعويضات مالية كبيرة، غير أملاكهم التي باعوها بالأساس، ولم تصادر منهم كما قال، وذلك في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد المصري من أزمة حقيقية توشك على انهيار الدولة"، مشيرًا إلى أن "عصام العريان ليست له صفة بأن يتحدث باسم مصر، وأنه لابد أن تهدأ الشخصيات المحيطة بالرئيس مرسي وتتعلم السياسة، لأن معظم تصريحاتهم تحدث مشكلات في البلاد".
وأكد الرشيدي أن "الفترة المقبلة ستكون بمثابة مصر تكون أو لا تكون، وهو الأمر الذي تعلمه جميع القوى السياسية، التي لابد أن تهدأ وتجتمع على قلب رجل واحد، وهو النهوض بمصر من عثرتها، وبعدها يحكم من يحكم وفقًا لرغبة الشعب".