أنقرة -العراق اليوم
أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن هدف العملية في شمال شرق سوريا واضح وأنه ليس قلقاً من العقوبات الأميركية، وفق ما ذكر تلفزيون (إن.تي.في) الثلاثاء.
وقال أردوغان للصحافيين، في رحلة عودته من باكو عاصمة أذربيجان، إن هدف العملية في سوريا هو إبعاد المقاتلين الأكراد لمسافة تتجاوز 32 كيلومتراً داخل سوريا.
كما لفت إلى أنه أبلغ الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بأن تركيا لن تعلن أبداً وقف إطلاق النار في شمال سوريا.
كذلك أكد أن المحادثات مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن مدينتي كوباني ومنبج في سوريا مستمرة.
وأضاف أن دخول جيش النظام السوري مدينة منبج ليس سلبياً.
وكان ترمب قد أعلن، في وقت سابق الثلاثاء، أن نائبه مايك بنس ووزير الخارجية، مايك بومبيو، سيتوجهان الأربعاء إلى تركيا لبحث وقف لإطلاق النار في شمال سوريا.
بدوره، ذكر البيت الأبيض في بيان أن بنس سيلتقي أردوغان في أنقرة الخميس.
اقرا ايضا :
مقتدى الصدر يدرس دعوة أنصاره للتظاهر في بغداد للسيطرة على الأمور
اجتماع مغلق
وأعلنت مصادر دبلوماسية، الثلاثاء، أن أعضاء مجلس الأمن الدولي طلبوا عقد اجتماع جديد مغلق غداً الأربعاء، حول الهجوم العسكري التركي في سوريا.
وطلب عقد الاجتماع كل من بلجيكا وألمانيا وفرنسا وبولندا وبريطانيا. وكان اجتماع أول انتهى الخميس بانقسامات في مجلس الأمن وبصدور بيان من الأوروبيين فقط، يطلب وقف الهجوم التركي. ثم عرقلت روسيا والصين الجمعة نصاً قدمته الولايات المتحدة ويطلب أيضا وقف العمليات التركية في شمال سوريا.
ورداً على سؤال حول إمكان اتخاذ مجلس الأمن موقفاً موحداً في هذا الاجتماع نظراً للتطورات في شمال سوريا، أعرب دبلوماسي رفض الكشف عن هويته عن شكوكه إزاء ذلك، مؤكداً أن من الممكن أن تعارض روسيا مرة جديدة هذا الإجماع.
وأضاف "سيكون ذلك صعباً" بسبب موسكو، لكن "من المفترض أن يخرج بيان جديد من الأوروبيين في نهاية الاجتماع".
وقال مصدر آخر قريب من الملف "الهدف هو وقف العملية التركية بأسرع وقت ممكن" عبر محاولة "بناء ضغط دولي".
وأضاف" سنواصل استخدام مجلس الأمن الدولي كعنصر لعرض عواقب العملية التركية وكعنصر للتعبير عن وحدة الأوروبيين".
قلق بالغ
وكانت وزارة الخارجية الروسية قالت في بيان نشر الجمعة، إن الجانب الروسي يشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في شمال سوريا، مؤكدة في الوقت نفسه أن روسيا لا تشكك في "الحاجة الموضوعية لمحاربة الإرهابيين وضمان أمن تركيا، كما في الواقع، وأمن جميع دول المنطقة، من هجماتهم وتعدياتهم".
في الوقت نفسه، أكدت الخارجية الروسية أنه "لا يمكن تحقيق السلام والاستقرار في هذا الجزء من الأراضي السورية ذات السيادة إلا من خلال حوار فعال واحترام متبادل للطرفين بين الحكومة (السورية) والأكراد، الذين هم جزء لا يتجزأ من المجتمع السوري".
وأكدت موسكو أنها مستعدة لتسهيل مثل هذا الحوار، كما اعتبرت وزارة الخارجية أنه من المهم "منع المزيد من زعزعة استقرار الوضع في الشمال الشرقي واستبعاد معاناة السكان المدنيين هناك".
ودعت روسيا "جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والتحقق بعناية من الخطوات المتخذة، مع الاحترام التام لسيادة سوريا ووحدتها وسلامتها أراضيها".
فرض عقوبات
أكد السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، أنه سيطرح مشروع قرار الخميس يفرض عقوبات على تركيا بسبب غزوها شمال سوريا.
وقال غراهام للصحافيين الثلاثاء: "العملية العسكرية التركية في سوريا تشكل تصعيداً سيدمر العلاقة بين واشنطن وأنقرة".
وأضاف: "سأتقدم بعقوبات على تركيا يوم الخميس وأقدر ما فعلته إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترمب ضد تركيا من خلال عمل تنفيذي غير أن المزيد سيليه".
كما أشار إلى أن "القوات التركية تتحرك في المنطقة المحيطة بكوباني. وإذا دخلت إليها فهذا سيشكل كابوساً حقيقياً"، لافتاً: "أحمل أردوغان المسؤولية الكاملة لأي فظائع ترتكب في كوباني".
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت، الاثنين، أن ترمب فرض عقوبات على تركيا تشمل حتى الآن وزارتين وثلاثة وزراء، وذلك بهدف إرغام أنقرة على أن "تنهي فوراً هجومها" العسكري على القوات الكردية شمال شرق سوريا.
وقالت الوزارة في بيان إن العقوبات شملت وزارتي الدفاع والطاقة ووزراء الطاقة والدفاع والداخلية، الذين باتوا ممنوعين من دخول الولايات المتحدة ومن إجراء أي معاملة مالية دولية بالدولار الأميركي، كما باتت أموالهم في الولايات المتحدة، إن وجدت، مجمّدة.
وفرضت هذه العقوبات بموجب أمر تنفيذي وقعه ترمب وأجاز فيه أيضاً فرض عقوبات على عدد كبير جداً من المسؤولين الأتراك المتورطين بأعمال تعرض المدنيين للخطر أو تزعزع الاستقرار في شمال شرق سوريا.
وبحسب البيان، فإن إدارة ترمب قررت في الوقت الراهن قصر هذه العقوبات على الوزارتين والوزراء الثلاثة فقط.
زيارة عاجلة
أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الثلاثاء، أن نائبه مايك بنس ووزير الخارجية، مايك بومبيو، سيتوجهان الأربعاء إلى تركيا لبحث وقف لإطلاق النار في شمال سوريا.
وقال ترامب في تصريح بالبيت الأبيض: "نطالب بوقف لإطلاق النار"، وذلك غداة اتصاله بنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، ودعوته إياه إلى انهاء هجوم الجيش التركي على القوات الكردية في شمال سوريا.
بدوره، ذكر البيت الأبيض في بيان أن بنس سيلتقي أردوغان في أنقرة الخميس.
وقالت الرئاسة الأميركية إن بنس سيرأس وفداً إلى تركيا يضم، إضافة إلى بومبيو، كلاً من مستشار الأمن القومي، روبرت أوبراين، والسفير جيمس جيفري، في مسعى لتأمين "وقف فوري لإطلاق النار وتوفير الظروف لحل تفاوضي".
كما أشار البيان إلى أن بنس سيعقد الخميس اجتماعاً ثنائياً مع أردوغان سيجدد خلاله التأكيد على التزام ترمب الإبقاء على العقوبات الاقتصادية العقابية على تركيا إلى حين التوصل إلى حل".
من جهته، أوضح ترمب أن بنس سيهدد أردوغان بالمزيد من العقوبات الاقتصادية على تركيا إذا لم توافق على وقف إطلاق النار في شمال شرق سوريا، قائلاً: "لقد فرضنا أقوى العقوبات التي يمكنكم تخيلها".
كذلك أضاف أنه في حال تبين أن هذه العقوبات لن يكون لها التأثير الكافي فإن الولايات المتحدة تمتلك خيارات كثيرة أخرى "بما في ذلك فرض رسوم جمركية ضخمة على الصلب. إنهم (الأتراك) يصدّرون الكثير من الصلب إلى الولايات المتحدة. إنهم يجنون الكثير من المال من تصدير الصلب. لن يكسبوا الكثير من المال".
استعراض للقوة
قال مسؤول أمريكي، الثلاثاء، إن طائرات عسكرية أميركية قامت "باستعراض للقوة" في سوريا، بعد أن اقتربت قوات مدعومة من تركيا من جنود أميركيين خلال الهجوم التركي في شمال شرق سوريا.
قد يهمك ايضا :
مقتدى الصدر يُدين الاعتداء على المتظاهرين وسط بغداد
وأضاف المسؤول الذي رفض الكشف عن اسمه أن الطائرات الأميركية حلقت فوق المنطقة بعدما شعرت القوات الموجودة في شمال شرق سوريا بأن المقاتلين المدعومين من تركيا اقتربوا جدا منها، موضحا أن المقاتلين تفرقوا بعد استعراض القوة، وفق ما نقلت "رويترز".
وتشن تركيا غزوا على مناطق الشمال السوري، مستهدفة المسلحين الأكراد، في عملية أثارت استياء وتنديدا دوليا واسعا.
وفيما يتعلق بالعملية العسكرية التركية بسوريا، قالت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، إن القوات السورية سيطرت على منطقة مساحتها نحو ألف كيلومتر مربع حول منبج، التي كانت تركيا قد أعلنت الاستيلاء عليها قبل أيام.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن وزارة الدفاع قولها، إن الجيش السوري سيطر على قاعدة الطبقة الجوية، ومحطتي كهرباء، وعدة جسور على نهر الفرات.
وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد أعلنت، الاثنين، أن ترمب فرض عقوبات على تركيا تشمل حتى الآن وزارتين وثلاثة وزراء، وذلك بهدف إرغام أنقرة على أن "تنهي فوراً هجومها" العسكري على القوات الكردية شمال شرق سوريا.
وقالت الوزارة في بيان إن العقوبات شملت وزارتي الدفاع والطاقة ووزراء الطاقة والدفاع والداخلية، الذين باتوا ممنوعين من دخول الولايات المتحدة ومن إجراء أي معاملة مالية دولية بالدولار الأميركي، كما باتت أموالهم في الولايات المتحدة، إن وجدت، مجمّدة.
وبدأت تركيا وفصائل موالية لها، الأسبوع الماضي، هجوماً ضد القوات الكردية شمال شرقي سوريا.
كما ترغب أنقرة من خلال هجومها، الذي دفع بأكثر من 130 ألف شخص إلى النزوح، بحسب الأمم المتحدة، إلى إقامة منطقة عازلة بعمق 32 كيلومتراً تحت سيطرتها تنقل إليها قسماً كبيراً من 3.6 مليون لاجئ سوري لديها.
وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية، الأحد، التوصل إلى اتفاق مع النظام ينص على انتشار جيش النظام على طول الحدود مع تركيا للتصدي للهجوم المستمر ضد مناطق سيطرتها.
وتسيطر قوات سوريا الديمقراطية، التي تعد الوحدات الكردية عمودها الفقري، على نحو 30% من مساحة سوريا، بعدما تمكنت من دحر تنظيم "داعش" من مناطق واسعة في شمال وشمال شرقي البلاد.