الجزائر ـ حسين بوصالح ما تزال الانباء عن معركة قاعدة "الحياة" النفطية في الصحراء الجزائرية وتحرير الرهائن وردود الفعل عليها تتوالى،  مع تاكيد مصادر أمنية من عين أميناس أنه تم العثور، صباح الأحد، على 25 جثة لرهائن غير معروفة الهوية . وفي ردود الفعل ، اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، الأحد، أن الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له قاعدة "الحياة" ، دليل على ضرورة مواصلة الحرب ضد الجماعات الإسلامية المسلحة، التي تهدد أمن منطقة الساحل، مدينًا بشدة الهجوم على الموقع الغازي في عين أميناس.
واضاف الرئيس الاميركي ، أن "مسؤولية هذه المأساة تقع على عاتق الإرهابيين الذين نفذوها، وأن الولايات المتحدة تدين أعمالهم بأقوى العبارات"، مضيفًا "لقد كنا على اتصال دائم مع المسؤولين الجزائريين، ونحن مستعدون لتقديم أي مساعدة يحتاجونها عقب هذا الهجوم، وأن الولايات المتحدة ستواصل العمل عن كثب مع كل شركائها لمكافحة ظاهرة الإرهاب في المنطقة، التي أودت بحياة عدد كبير من الأبرياء، وأن الهجوم على الموقع الغازي في عين أميناس، تذكرة أخرى للتهديد الذي تشكله القاعدة والجماعات المتطرفة العنيفة الأخرى في شمال أفريقيا".
من جهته أعرب وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند الأحد، عن أسفه للخسائر البشرية خلال الهجوم الذي شنته الجزائر على منشأة الحياة النفطية بعين أميناس لتحرير الرهائن المحتجزين من كتيبة "الموقعون بالدماء"، واصفًا الحصيلة بـ"المروعة وغير المقبولة"، محملاً المجموعة المسلحة وزعيمها مختار بلمختار المسؤولية الكاملة في ما حدث خلال الايام الأربعة الأخيرة، متوعدًا بالرد على الإرهاب.
من جانبها، أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون "أنه لا أحد يعرف أفضل من الجزائر شراسة الإرهابيين"، مشيرة إلى ضرورة تعمق التعاون الأميركي الجزائري في مكافحة ظاهرة الإرهاب، فيما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن "الجزائر قدمت لكل العالم الجواب الشافي في طريقة مكافحة "الإرهاب"، وهو سؤال كان يطرح بشدة أمام خبراء الأمن في العالم، مضيفًا أن "الظاهرة لا يمكن معالجتها إلا بالطريقة الجزائرية".
الى ذلك ، أكد مدير المركز الفرنسي للبحث في الاستعلامات الخبير إيريك دينيسي، أن الهجوم الذي نفّذته القوات الخاصة لتحرير الرهائن كان "ضروريًا، ولا مفر منه"، مشيرًا إلى أن العملية أعطت ثمارها، وأنه لا يمكن تفادي الهجوم حتى، وإن كان في الإمكان اتخاذ قرار التفاوض، حيث فشل الإرهابيون في محاولتهم، بفضل التدخل السريع للوحدات الخاصة.
من ناحيته، دان الاتحاد الأفريقي "بشدة" الاعتداء الإرهابي،الذي استهدف الموقع الغازي بتيقنتورين (عين أمناس-إيليزي)، والذي أسفر عن سقوط الكثير من الأرواح البشرية.
ووصفت رئيسة الاتحاد الأفريقي السيدة نكوسازانا دلاميني زوما الفعل الإرهابي بـ"الدنيء والذي لا يمكن أن يبرر"، معربة عن قلقها بشأن "تصاعد" الإرهاب في منطقة الساحل الصحراوي.
واوضحت أن آليات الاتحاد الأفريقي وكذا المبادرات الإقليمية الموجودة "ستشكل إطارًا مناسبًا" من أجل تعاون قوي بين البلدان الأعضاء.
في المقابل، أشاد الرهائن المحررون من مختلف الجنسيات بالدور الكبير الذي لعبته القوات الخاصة للجيش، مؤكدين أن "الجيش تلافى مجزرة حقيقية، في وقت لم تكن المجموعة الإرهابية تنتظر هذه الخطوة التي أحبطت كلّ خططها وحساباتها".
يُذكر حسب بيان وزارة الداخلية الجزائرية، أن الهجوم الذي شنته القوات الخاصة للجيش الجزائري، الخميس، قد أسفر عن تحرير 685 عاملاً جزائريًا و 107 عاملاً أجنبيًا، الذين كانوا رهائن محتجزين من طرف عناصر كتيبة "الموقعين بالدماء"، التي يتزعمها مختار بلمختار، في الموقع الغازي لتيقنتورين الواقعة على مسافة 40 كم من عين أميناس في ولاية إيليزي، بالإضافة إلى القضاء على 32 إرهابيًا ومقتل 23 شخصًا.