غارة جوية أميركية شرق اليمن
صنعاء - علي ربيع
لقي 9 أشخاص، على الأقل، يشتبه أنهم من عناصر تنظيم "القاعدة في اليمن، حتفهم، مساء السبت، بينهم سعوديان، إثر غارتين منفصلتين لطائرة من دون طيار، يعتقد أنها أميركية، استهدفت سيارتين كانتا تقلهم، في منطقة وادي عبيدة التابعة لمحافظة مأرب النفطية (شرق صنعاء)، فيما التقى وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد
، السبت، السفير الفلندي غير المقيم يارنو سوريالا، في سياق مساعي الأخير لحث السلطات اليمنية على معرفة مصير فلنديين اثنين ونمساوي كان تم اختطافهما في كانون الأول/ديسمبر الماضي على يد مجهولين قبليين، من وسط صنعاء، واقتادوهم إلى مكان غير معلوم، في حين أقدم مسلحون قبليون على قطع الطريق الرئيسي الواصل بين مأرب والعاصمة صنعاء، احتجاجًا على صواريخ غارة أميركية، قالوا إنها سقطت بالقرب من منطقتهم الآهلة بالسكان.
وقالت المصادر، "إن غارة لطائرة من دون طيار، يعتقد أنها أميركية، استهدفت عناصر يشتبه أنهم من تنظيم "القاعدة" في منطقة وادي عبيدة، في مأرب، بالقرب من منطقة مأهولة بالسكان، دون سقوط ضحايا، في حين قالت "إن غارة ثانية أتبعت الأولى بدقائق، استهدفت سيارة تقل 4 أشخاص على الأقل يعتقد أنهم من تنظيم"القاعدة"، كانوا في المنطقة نفسها على بعد نحو كيلومترين، وأن "صاروخين على الأقل أصابا السيارة التي شوهدت تحترق ويتصاعد اللهب منها"، مرجحة "مقتل كل الأشخاص الذين كانوا على متنها".
وفي حين أضافت المصادر، أن مسلحين يعتقد أنهم من أتباع التنظيم "سارعوا إلى مكان السيارة المحترقة، وقاموا بإخراج الجثث المتفحمة، واصطحابها على متن سيارة أخرى إلى مكان مجهول، أكدت أن من بين القتلى الأربعة، سعوديين، وثالث يدعى إسماعيل بن جميل، بينما لم يتم التعرف على جثة الشخص الرابع لتفحمها.
إلى ذلك، أكدت المصادر نفسها في وقت لاحق،، مقتل 5 آخرين، يشتبه أنهم من أنصار التنظيم، في غارة ثالثة، أعقبت الثانية بنحو ساعتين، وقالت "إن طائرة من دون طيار استهدفت في وقت متأخر، من مساء السبت، سيارة كانت تقل 5 عناصر يشتبه أنهم من "القاعدة" في منطقة آل شبوان في وادي عبيدة في مأرب، ما أدى إلى احتراقها بالكامل، مشيرةً إلى أن من بين القتلى الخمسة، القيادي في التنظيم حمد بن غريب، فيما لم يتم التعرف على الأربعة الآخرين، بسبب تشوه جثثهم".
وكانت المصادر قد أكدت لـ "العرب اليوم" قيام مسلحين قبليين بقطع الطريق الرئيسي الواصل بين مأرب والعاصمة صنعاء، احتجاجًا على سقوط صواريخ الغارة الأولى بالقرب من منطقتهم.
وتعد هذه الغارات للطائرات الأميركية من دون طيار، ثاني عملية تنفذها واشنطن على الأراضي اليمنية منذ مطلع العام الجديد، بعد غارة كانت استهدفت محافظة البيضاء، في الـ3 من الشهر الجاري، في ظل انتقادات واسعة لها، وتزايد الاستياء الشعبي من استمرارها، حيث قتل جراءها نحو15 مدنيًا خلال العام الماضي، لا علاقة لهم بالمتشددين الإسلاميين، الذين سقط منهم نحو 180 عنصرًا يتبعون جناح تنظيم "القاعدة" في اليمن، بينهم أجانب من جنسيات عربية.
وكان الجيش اليمني قد نفذ في منتصف 2012 حملة عسكرية واسعة، مسنودة بمليشيات قبلية تمكنت من طرد مئات من مسلحي تنظيم "القاعدة" كانوا قد استولوا على مدن في جنوب اليمن، وأعلنوها إمارات إسلامية، فيما لجأ التنظيم إلى اعتماد أسلوب الهجمات المباغتة على المعسكرات، والقيام بسلسلة من الاغتيالات التي طالت عشرات الضباط في الجيش اليمني والمخابرات، وسط المدن اليمنية، بالإضافة إلى تنفيذ عدد من الهجمات الانتحارية، وسط انتشار عناصره في مناطق صحراوية وجبلية في وسط وشرق اليمن.
في سياق آخر، التقى وزير الدفاع اليمني محمد ناصر أحمد، السبت، السفير الفلندي غير المقيم يارنو سوريالا، في سياق مساعي الأخير لحث السلطات اليمنية على معرفة مصير فلنديين اثنين ونمساوي كان تم اختطافهما في كانون الأول/ديسمبر الماضي على يد مجهولين قبليين، من وسط صنعاء، واقتادوهم إلى مكان غير معلوم، بينما ترجح مصادر أمنية غير رسمية أن الخاطفين قاموا بتسليم الأجانب الثلاثة لتنظيم "القاعدة" مقابل مبلغ مالي دفعه لهم التنظيم، بعد أن فشلوا في إجبار السلطات في بلادهم على الاستجابة لمطالبهم.
وفي حين أكدت مصادر وزارة الدفاع اليمنية الرسمية أن لقاء الوزير أحمد مع الدبلوماسي الفلندي "بحث أوجه التعاون الثنائي والمصالح المشتركة بين البلدين الصديقين، وسبل تعزيزها وتطويرها في مجالات تبادل الخبرات والمعلومات، والتعاون في مكافحة الأعمال الإرهابية، أوضحت أن الوزير أكد للسفير الفلندي أن الحكومة اليمنية تبذل جهودا كبيرة ومتواصلة للكشف عن مكان المختطفين الثلاثة والعمل على إطلاق سراحهم، ونقلت عنه قوله "إن الجهود الأمنية والعسكرية ستتواصل للكشف عن أماكن تواجد المختطفين، والسعي الجاد إلى إطلاق سراحهم، وإعادتهم إلى وطنهم وأسرهم".