العراق اليوم
يتزايَد عدد النساء السوريات اللاتي يقمن بتحويل الأفكار البسيطة والمميزة إلى مشاريع حقيقية على أرض الواقع، إما رغبة منهن في ممارسة هواية عشقنها أو ببساطة لتحسين وزيادة دخل أسرهن المادي.
ينتشر هؤلاء المبادرات في أماكن مختلفة ويتحدين واقعا اقتصاديا واجتماعيا صعبا واستطعن وبأدوات بسيطة ورأس مال صغير استغلال مواهبهن وهواياتهن للبدء بأعمال تجارية قادرة على تحقيق دخل لا بأس به، ومن هؤلاء المبادرات ميلا غروس يونس شابة من السويداء حولت شغفها بصناعة الإكسسوارات إلى حرفة تبدع من خلالها تصاميم جذابة تعكس حسها الفني وتذوقها للجمال.
يونس التي تتشكل الخيطان والخرز والأحجار الكريمة بين يديها قطعاً تنبض إبداعا أشارت إلى أنها تعلمت صنع الإكسسوار منذ أكثر من سنة بعد أن وجدت في الإكسسوار والقطع القديمة الموجودة لديها فرصة لتطوير موهبتها من خلال إعادة تشكيلها بحلة جديدة ولم تتوقع أن تصبح حرفة تسهم من خلالها بمساعدة أسرتها، لافتة إلى أنها تستلهم تصاميمها من بنات أفكارها فهي تطبع كل أعمالها ببصمتها الخاصة من ناحية الألوان والأشكال والتصاميم.
وتشير يونس 27 عاماً إلى أنها تقضي ساعات طويلة في تصميم الإكسسوار وتحرص على اختيار موادها من السناسل والخرز والأنتيكا التي تلبي أذواق الناس، لافتة إلى أنها تفضل القطع البرونزية والفضية لجماليتها وإقبال الزبائن عليها.
أشكال عديدة من الإكسسوار صممتها يونس من السلاسل والأساور والحلق والخواتم التي لاقت إعجاب واستحسان العديد من الناس إضافة إلى صناعتها لكرات الزينة باستخدام خيوط الصوف والخيش ومادة الغراء والماء مشكلة قطعا فنية جميلة وجذابة، مشيرة إلى أنها تسوق أعمالها عبر الأصدقاء ووسائل التواصل الاجتماعي.
وفي مكان آخر تتحول قطع الخيش والقماش التالف بين يدي نسرين شاهين من مدينة حمص إلى تحف فنية وصمديات تزين أجمل الزوايا ويصبح الخرز الملون أشجارا يانعة مضيئة تسر الناظرين إليها فيما جذوع الأشجار تغدو لوحات فنية تجسد الطبيعة الخلابة.
وتقف شاهين اليوم بعد ثلاث سنوات من العمل الجاد المتقن فخورة بما أبدعته من قطع فنية ومشغولات من إعادة تدوير النفايات لتبدأ منه عملاً إبداعياً طافت به في مختلف المعارض المحلية.
وتبين شاهين أن مشروعها ساعدها على إتمام دراستها الجامعية في كلية التربية قسم رياض أطفال، لافتة إلى أن هناك إقبالاً على مشغولاتها لما تضيفه من لمسة فنية وذوق مستغلة خبرتها بالرسم والمشغولات الفنية منوهة بالدعم الذي تلقاه من محيطها حيث تحصل على موادها الأولية من أقاربها ومعارفها مثل بعض الثياب البالية المطرزة والأكياس والزجاجات الفارغة.
وبدأت رشا طعمة بالتأسيس لمشروع صغير يدر عليها دخلاً مادياً شهرياً بأقل النفقات وتستطيع من خلاله تنمية موهبتها في تصميم منتجات مختلفة من الصوف مستخدمة مواقع التواصل الاجتماعي لتسويقها.
السيدة الثلاثينية التي تقيم في قرية قطينة بريف حمص تقول إن تشجيع عائلتها والمقربين والزبائن دفعها لتبدأ بالتفكير بتأسيس مشروع صغير تحقق منه الربح بالاعتماد على مهارتها وخبرتها في حياكة الصوف فبدأت بتسويق منتجاتها عبر المجتمع المحلي من الجيران والأقارب لتتسع فيما بعد مع زيادة الإنتاج لتشمل التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ولفتت إلى أنها تقوم بتصميم الحقائب والاكسسوارات وأدوات المطبخ والشالات والألبسة بالإضافة إلى زينة أعياد الميلاد حيث تعتمد على أنواع مختلفة من الصوف لتنفيذ تصاميمها من وحي أفكارها أو تبعاً لطلب الزبائن وتقوم ببيع منتجاتها بأسعار مقبولة تحقق لها هامشاً من الربح البسيط.
قد يهمك أيضًا
خولة ملايين تؤكّد أنّها المرأة
حبس وزيرة جزائرية بتهم الفساد في عهد الرئيس السابق