لندن - كاتيا حداد
كشفت دراسة رائدة تناولت معالجة عقول الكلاب للكلام أنهم يهتمون بما نقوله وكيف نقوله، وبيّنت الدراسة أن الكلاب مثل البشر يستخدمون نصف الكرة المخية الأيسر لمعالجة الكلمات والنصف الأيمن لمعالجة طريقة نطق الكلمات، ووجدت الدراسة نشاط لدى الكلب إذا ما كانت الكلمات وطريقة نطقها متطابقة، ويقول الباحثون أن الكلاب وضعوا آلية عصبية لمعالجة الكلمات في وقت مبكر كثيرا عما كان يُعتقد، وأضافت الباحثة أتيلا أنديكس من مجموعة أبحاث علم السلوك في جامعة إيوتفوس وراند في بودابست " الدماغ البشري لا يُحلّل فقط بشكل منفصل ما نقوله وكيف نقول لكنه أيضا يدمج هذين النوعين من المعلومات ليصل إلى معنى موحد، وتشير نتائجنا إلى أن الكلاب أيضا يمكنها فعل ذلك باستخدام آليات دماغ مشابهة جدا".
ووجد الباحثون مركز مكافأة نشط لدى الكلاب وهي المنطقة التي تستجيب لجميع أنواع المنبهات الممتعة مثل الغذاء والجنس والموسيقي كما في الإنسان، وتم تنشيط مركز المكافأة عندما سمع الكلاب كلمات ثناء بطريقة مشيدة، وأضافت أنديكس " وتبيّن أنه بالنسبة للكلاب يمكن أن يكون الثناء مكفأة قوية لكنه يعمل بشكل أفضل إذا ما تطابقت الكلمة مع طريقة نطقها، وبذلك فالكلاب تدمج بين ما نقول وكيف نقوله للوصول لتفسير صحيح عما تعنيه الكلمات حقا، وهذا يتشابه مع ما تفعله العقول البشرية".
وأظهرت صور دماغ الكلاب أنهم يفضّلون استخدام النصف المخي الأيسر لمعالجة الكلمات ذات المعنى وليس لمعالجة الكلمات التي لا معنى لها، بينما استخدمت الكلاب النصف المخي الأيمن لمعالجة النطق المشيد وغير المشيد، وهذه هي نفس المنطقة السمعية في الدماغ التي وجدها الباحثون سابقا في الكلاب لمعالجة الأصوات العاطفية غير الكلامية من الكلاب والبشر.
ما يُشير إلى أن آليات معالجة طريقة نطق الكلام لا تقتصر على الخطاب فقط، وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة هي الخطوة الأولى لفهم كيفية تفسير الكلاب لكلام الإنسان، ويمكن أن تساعد هذه النتائج في جعلا لتعاون بين الكلاب والبشر أكثر كفاءة، وتشير هذه النتائج إلى استنتاجات هامة حول البشر، وأشارت أنديكس إلى أن " البحث يُسلّط الضوء على ظهور كلمات لغوية تطورية، وما يجعل كلمات الإنسان فريدة ليس القدرة العصبية الخاصة ولكن اختراعنا لاستخدامها".