واشنطن ـ رولا عيسى
تمكّنت مجموعة من الباحثين، من مساعدة الكائنات الحية العمياء التي يطلق عليها اسم "شرغوف"، على الرؤية عن طريق زرع عيون في ذيولها، ما يعتبر قفزة هائلة في الطب التجديدي. وتمت معالجة الشرغوف بأدوية عصبية تعمل على استعادة قدرتها في معالجة المعلومات المرئية. وعلى الرغم من أن الطريقة لا تبدو مناسبة للاستخدام مع البشر حتى الآن، ألا أن الدواء بالفعل يستخدم عادة لعلاج الصداع النصفي عند الانسان.
وأراد الباحثون من جامعة "تافتس" في ماساتشوستس الأميركية، التوصل إلى معرفة كيف يمكن دمج أعصاب الهياكل المعززة أو المزروعة في جسم مضيف، حيث يمكن ان يكون عدم وجود التكامل بين هذه الأعصاب عائقا في الطب التجديدي، وخاصة بالنسبة للأعضاء الحسية، مثل العينين.
وقال الدكتور مايكل ليفين، مؤلف الدراسة: إنه "لإحراز تقدم في الطب التجديدي والتمكن من إصلاح الأنسجة التالفة وأنظمة الأعضاء، فنحن بحاجة إلى فهم كيفية تعزيز عملية التعصيب وتكامل الأعضاء المزروعة." وقام الباحثون، على أمل تحديد طرق لزيادة التعصيب، بزراعة عيون في ذيول الشراغيف العمياء، وتمت معالجة الحيوانات بدواء "زولميتريبتان"، المستخدم في علاج الصداع النصفي - وهو مركب ينشّط مستقبلات "السيروتونين" التي ترتبط بالتنمية العصبية.
وأظهرت الشراغيف المعالجة تحسنًا كبيرًا في عملية التعصيب دون أي تغييرات على الجهاز العصبي الأصلي. وبعد ذلك، اختبر الباحثون قدرة الشرغوف على التمييز بين الألوان، وذلك باستخدام اختبار للألوان. ونجح الاختبار بنسبة 76% من بين الشراغيف ذات البصر الطبيعي، 3% من بين الشراغيف العمياء، و11 في المائة من الشراغيف العمياء التي تم زراع أعين لها. وكان من بين الشراغيف التي تم زرع أعين لها وعلاجها بالزولميتريبتان، 29 % اجتازت الاختبار.
وقال الدكتور ليفين: إن "هذا البحث يساعد في إلقاء الضوء على طريقة واحدة لتعزيز الجهاز العصبي وإقامة اتصالات عصبية بين الجهاز المركزي المضيف والمستزرع، وذلك باستخدام جزئي صغير من الأدوية التي يستخدمها البشر."