بيروت ـ أنور ضو
ناشد رئيس مركز التعرف على الحياة البرية عاليه، الدكتور منير أبو سعيد، بعض وسائل الإعلام عدم نشر صور الضباع المقتولة وتصوير الأمر وكأنه بطولة يعتد بها، مشددًا على دور وزارة البيئة لجهة اعتبار أنّ أي مادة تنشر عبر وسيلة إعلامية عن قتل الضباع بمثابة إخبار إلى النيابة العامة البيئية.
ونفى "الموروثات الشعبية حول الضبع اللبناني المخطط"، مؤكدًا أنّ "الضبع لا يهاجم الإنسان حتى وإن كان في حالة جوع شديد إلا دفاعًا عن النفس"
ولفت إلى أنّ دراساتنا العلمية نقضت كل الموروثات حيال هذا الحيوان الذي يقتات على جيف الحيوانات النافقة، مضيفًا أنّ الضبع هو عامل نفايات موجود في الطبيعة ويعمل دون أجر لصالح الإنسان وبيئته.
وتحدث أبو سعيد في مؤتمر صحافي عقده في قاعة المركز في مدينة عاليه، أنّ "هذا العبث بالحياة البرية لم يعد مقبولًا"، متسائلًا "ما هي المعايير الاخلاقية والإنسانية التي تشرع لنا القتل والتباهي بالتقاط الصور وتعميمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟".
وأضاف "في الماضي البعيد كان الضبع ينبش المقابر، ولذلك عمد الإنسان إلى وضع الحجارة والصخور فوقها، ومن وجهة نظرنا فهذه مسألة لا يمكن تقبلها، أما بالنسبة للضبع، فهو كائن أوجده الله ضمن نظام متكامل مهمته تنظيف البيئة التي يعيش فيها من الحيوانات النافقة، وهو لا يميز في هذا المجال بين جيفة حيوان وجثة إنسان، هو يقوم بوظيفة محددة لها مردود مهم جدًا على الإنسان والبيئة التي يعيش فيها، فالضبع قادر على التهام الحيوانات النافقة وهو بذلك يرفع عن الإنسان ضررها كمصدر للأوبئة والأمراض والروائح، ومن هنا فهو يعتبر حلقة مهمة في نظام أوجده الخالق عز وجل".
وناشد أبو سعيد سائر الجهات المعنية في الدولة التشدد في ملاحقة كل من يقتل ضبعًا ومحاسبته، ومساعدتنا في حملتنا التوعوية، لاسيمًا إلى جهة إدراج مادة إعلانية في مختلف وسائل الاعلام عن أهمية الضبع وسنزودها بشرائط مصورة للضباع كيف تخاف الإنسان وهي موثقة لدينا في المركز، إلى جانب التعريف عن هذا الحيوان وأهمية وجوده في بيئتنا الطبيعية.
ولفت إلى أنّ بعض المناطق اللبنانية بدأت تواجه تبعات قتل الضباع مع ازدياد عدد الخنازير البرية التي تخرب الأراضي الزراعية واضطرار المزارع الى ترك بساتينه تبور.
وانتقد أبو سعيد بشدة ما هو قائم الآن لجهة إخراج الحيوانات البرية من لبنان بذريعة حمايتها، وأشار إلى أنّ هناك ضبعين الآن سيتم تسفيرهما الى الخارج قريبًا بعد أخذ الإذن من وزارة البيئة، وأنّ هناك كثيرين ما زالوا فوق القانون ولا أحد يمكنه توقيفهم ومحاسبتهم.
كما أكد أنّ حيوانات لبنان البرية وجدت لتبقى في لبنان،موضحًا أننا لن نقبل بادعاء حمايتها لتسفيرها إلى الخارج فهنا موطنها وهنا تلعب دورها في التوازن البيئي.
ورأى أبو سعيد أنّ ما وصلنا إليه من فوضى يفترض تفعيل القوانين لحماية الضباع وسائر الحيوانات البرية،مناشدًا وزير البيئة الذي يعتبر سندًا للبيئة أن يتخذ إجراءات صارمة في هذا المجال.