أسراب الجراد في إسرائيل
القدس المحتلة ـ ناصر الأسعد
بدأت أسراب من الجراد في التسلل إلى إسرائيل حيال إمكان انتشار هذه الحشرات في أنحاء البلاد كافة قبيل الاحتفال بعيد الفصح، وكان سرب هائل من الجراد يصل إلى 30 مليون جرادة قد جاب الأراضي المصرية من الجنوب إلى الشمال مما تسبب في أضرار بالغة في الزراعات والمحاصيل، و
هو ما أدى إلى وضع السلطات المصرية والإسرائيلية في حالة تأهب.
كما قامت وزارة الزراعة الإسرائيلية بوضع خطة لرش حقول المحاصيل بالمبيدات مع تخصيص خط ساخن للمواطنين للاتصال بغرفة العمليات حال مشاهدة أسراب الجراد.
والسرب الضخم من الجراد الذي يُقدر عدده، وفقًا لمسؤولين إسرائيلين، بمليون جرادة يقطع مسافة 2000 فدان في الليلة.
وبالفعل قامت إدارة حماية النباتات برش المبيدات على المحاصيل الزراعية من الجو من خلال الطائرات بالإضافة إلى عمليات رش أرضية أملاً في القضاء على الجراد الذي بدأ في التهام المحاصيل بالفعل، إلا أن أثر المبيدات اختفى تماماً بمجرد أن جفت أجنحة هذه الحشرات وعاودت الطيران من جديد. ورغم تأكيد السلطات أن الجراد
ينتشر في جنوب إسرائيل فقط، إلا أن بعض المواطنين أبلغوا عن وجود أسراب منه في مناطق أخرى من البلاد.
ويتزامن هذا الهجوم من جانب أسراب الجراد مع اقتراب الاحتفالات بعيد الفصح اليهودي الذي يحتفل به الإسرائيليون إحياءً لذكرى نزوح الإسرائيليين من مصر، ووفقًا للكتاب المقدس، كانت أسراب الجراد الضخمة من الابتلاءات العشرة التي ابتلى الله بها الفراعنة ليطلقوا سراح العبرانيين القدماء وكان الجراد هو الابتلاء الثامن، ولم يقتنع الفراعنة بإطلاق سراح العبرانيين الذين احتجزوهم لديهم لاتباعهم موسى عليه السلام إلا بعد أن أصابهم الابتلاء الرباني العاشر، وهو موت أول مولود لكل أسرة مصرية.
وصرح وزير الزراعة المصري بأن انتشار أسراب الجراد بأعداد هائلة ما هو إلا جزء من ظاهرة هجرة الجراد العادية التي تحدث كل عام، وهي الرحلة التي تقطعها تلك الأسراب كل عام من شرق السودان إلى المملكة العربية السعودية، وأضاف أن ما أدى إلى التركيز الإعلامي على هذه الظاهرة هو أن عدد الأسراب الهائل وصل إلى
أرقام غير مسبوقة، حيث كانت الهجرة تحدث في مثل هذا التوقيت في كل عام بأعداد أقل مما هي عليه بكثير هذا العام. وأشار أيضًا إلى أن مصر ما هي إلا محطة من المحطات التي استراح فيها الجراد أثناء انتقاله إلى السعودية.
وكان انتشار الجراد في حقول الجيزة وسماء العاصمة القاهرة مدعاة للقلق، حيث أثار مخاوف انتقال هذه الأسراب إلى إسرائيل، وهي المخاوف التي تحققت بالفعل على أرض الواقع بعد وصول أول فوج من الجراد إلى البلاد الأربعاء، ووفقًا لمنظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة، تعتبر هذه الهجرة هجرة الجراد الصغير والتي
رُصدت مع بداية ظهور أسراب الجراد في سماء القاهرة في 2 آذار/مارس الجاري، تحديداً في شرق القاهرة في حي القاهرة الجديدة وحي المقطم، ووفقاً للتقارير، بدأت الأسراب الهائلة من الجراد الصغير الذي وصل حديثاً إلى مرحلة البلوغ رحلتها من مكان بين برانيس والحدود المصرية مع السودان حيث كانت هناك في فترة الحضانة.
وبمجرد وصولها مرحلة البلوغ اتجهت شمالًا في محاذاة ساحل البحر الأحمر لتصل إلى مرسى علم في 8 شباط /فبراير، وزعفرانة في 16 شباط/فبراير، ومن المتوقع أن تواصل الأسراب الهائلة من الجراد زحفها إلى السعودية مروراً بالأردن ولبنان، مما أدى إلى إعلان حالة التأهب القصوى للتعامل مع الجراد في الدولتين.
يُذكر أن مصر وإسرائيل قد ابتليا من قبل بزحف مكثف للجراد على الأراضي المصرية والإسرائيلية في 2004، إلا أن عمليات المكافحة التي قامت بها السلطات في البلدين أسفرت عن القضاء على تلك الأسراب وإبعادها، حيث تم التعامل معها بطائرات الرش التي بخرت الحقول بالمبيدات.