ياسر عرفات

أمضى أيامه الأخيرة محاصرا في غرفة كانت تضاء بالشموع وقناديل الكاز. كان حصارا مزدوجا، إسرائيليا بموافقة عربية غير رسمية. حرم من تحقيق حلمه بقبر في القدس فاختار له الاحتلال قبرا في رام الله.

ياسر عرفات الذي لم يحسم حتى الآن قرار وصف رحيله، هل هو وفاة، أم قتل، أم اغتيال؟ هل مات ميتة طبيعية أم مات مسموما؟ أم ماذا؟

في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2004، ظهرت أولى علامات التدهور الشديد على صحة “أبو عمار”، فقد أصيب، كما أعلن أطباؤه، بمرض في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجمة ناجم عن حادثة طائرة، ومرض جلدي، وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفا عاما.

وعلى أثر التدهور السريع في صحته قامت طائرة مروحية بنقله إلى الأردن، ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى “بيرسي” في فرنسا.

وفي تطور مفاجئ، أعلن نبأ موت “أبو عمار” في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2004.

دفن “أبو عمار” في مبنى المقاطعة في رام الله بعد أن تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل شارون لدفنه في مدينة القدس كما كانت رغبته قبل وفاته.

تضاربت الأقوال كثيرا في وفاته، ويعتقد الفلسطينيون والعرب بأن وفاته كانت نتيجة لعملية اغتيال بالتسميم، أو بإدخال مادة مجهولة إلى جسمه. ويقول الأطباء أن سبب الوفاة هو تليف الكبد، كذلك رجح بعض الأطباء من عاينوا فحوصاته الطبية ومنهم الأطباء التونسيون وأطباء مستشفى “بيرسي” المتخصصون بأمراض الدم أن يكون عرفات مصابا بمرض تفكك صفائح الدم .

ولا تزال وفاة “الختيار” لغزا كبيرا، ورغم الأخطاء التي وقع بها فقد كان إنجازه الأهم لفلسطيني لاجئ، أنه لملم شتات الفلسطينيين وجعل منهم شعبا يمتلك قضية.

وعلى مدى سنوات طويلة رفض عرفات الزواج بدعوى تكريس وقته للثورة الفلسطينية وهمومها، وعلى الرغم من ذلك، فاجأ عرفات الكثيرين، وتزوج عام 1990 بسكرتيرة مكتبه سهى الطويل، أنجبا في عام 1995 ابنتهما الوحيدة “زهوة”.

وفي تصريحات لها في أيلول/ سبتمبر الماضي أعلنت سهى عرفات، “استعداد المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق في قضية اغتيال ياسر عرفات”، متهمة قيادات في السلطة بالضلوع في التخطيط والتدبير لعملية الاغتيال.

و قالت: “ستكون هناك قصة كبيرة، وسأعرف من وضع السم في جسم ياسر عرفات”.

لكن هل كان ثمة سم وضع للرجل؟ لا يزال السؤال مطروحا بعد مرور 16 عاما على رحيل أحد الرموز الوطنية للشعب الفلسطيني.

 وقد يهمك أيضا

الأمم المتحدة تكثف مكافحة كورونا في مخيمين للاجئين بالأردن

شاهد: سيرجي لافروف يتهم واشنطن بالسعى إلى إقامة كيان شرق الفرات باستخدام الأكراد