الفنانة المصرية حنان مطاوع
القاهرة ـ أميرة ثروت
كشفت في حديث خاص لـ"العرب اليوم" عن "دورها في فيلم حفلة منتصف الليل"، قائلة إنها "تجسد دور داليا وهي أكثر شخصيات الفيلم براءة واعتدال". وأضافت "على الرغم من
أن الفيلم قد انتهى تصويره قبل الثورة بيومين، لكنه تنبأ بها في أخر مشاهده"، رافضة "الإفصاح عن تفاصيل الفيلم الذي يعرض حاليًا في دور العرض إلا أنه تنبأ بثورة جياع نتيجة الظلم الاجتماعي، على عكس ما حدث في الثورة المصرية التي بدأتها الفئة الواعية المثقفة، ثم انضمت إليها باقي فئات المجتمع".
وأكدت حنان "كونها من الفنانين الذين شاركوا في الثورة، على الرغم من عدم رضاها عن الأوضاع الحالية وما وصل إليه المشهد السياسي حاليًا في الذكرى الثانية للثورة، لكنها لم تندم على الثورة، ولا تترحم على العصر البائد"، قائلة إن "ما وصلنا إليه الآن هو نتيجة عدم خبرة الثوار السياسيين، وهو شيء طبيعي واستعداد وشطارة وخبث الطرف الأخر، وأن كون الحلم قد سرق، لا يعني أن نتخلى عن رغبتنا في غد أفضل".
وأرجعت الفنانة المصرية اللوم على المجلس العسكري الذي أدار الفترة الانتقالية، على الرغم من حبها و تقديرها له، لكن المجلس العسكري كإدارة سياسية، قد أودى بالبلاد إلى التهلكة، بالاشتراك مع جماعة الإخوان المسلمين، ولكن اللوم دائمًا يكون من نصيب القائد, إضافة إلى بعض مواقف المراهقة السياسية على حد قولها، وعدم خبرة الثوار، لأن مشاركتهم في الثورة نبعت من الحس الوطني، وليس الحنكة السياسية".
وعند سؤالها إذا كانت من "عاصري الليمون" الذين صوتوا للدكتور مرسي، حتى لا ينجح الفريق شفيق، قالت إنها "صوتت لحمدين صباحي، وعلى الرغم من أنها قاطعت انتخابات الإعادة، لكنها كانت ضد الفريق شفيق قلبًا و قالبًا، وكانت تتمنى أن يصبح دكتور مرسي رئيسًا لكل المصريين من دون جماعة واحدة، ولكنها لا تظن حتى الآن أن الفريق أحمد شفيق كان أفضل لمستقبل مصر، لكنها لم تكن تتخيل أن يصبح دكتور مرسي مثله"، واعتبرت حنان أن "تخيير المصريين بين التصويت لشفيق أو مرسي، هي لحظة إجهاض الثورة".
وعن رأيها للطريق للخروج من الأزمة الحالية قالت إن "الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فيجب على الثوار توحيد الجبهة والمطالب وليعلم جيدًا أن "ما ضاع حق وراءه مطالب". وقالت حنان إنها "تتمنى أن يمر 25 كانون الثاني/يناير المقبل بطريقة سلمية كعهدها بالثوار، وأن يكون هناك تكتل كبير ومطالب موحدة، وهي للأسف مطالب الثورة نفسها في العام 2011 مما اعتبرته شيئًا سقيمًا على حد قولها أن يطالب الثوار بالمطالب نفسها بعد انقضاء عامين على الثورة من دون تحقيق تلك المطالب".
وتحفظت حنان على إطلاق لفظ شيخ على بعض الضيوف الذين يهاجمون الفن والفنانات في القنوات الدينية الفضائية"، قائلة إنهم "فرز النظام الفاسد والفاشي السابق". مؤكدة أن "سبب تدهور صحة الأديب العالمي الحاصل على جائزة نوبل كانت محاولة تصفيته الجسدية على يد أحد المتطرفين". وأضافت أن"النظام السابق كان يقمعهم جسديًا و ليس فكريًا للحفاظ على وجوده في السلطة". وكامرأة وفنانة مصرية، صرحت حنان بأن "أكبر مخاوفها في المستقبل، انهيار المجتمع الاقتصادي، والأخلاقي والفني، لعدم وجود خط واضحة للنهوض". وعلى الرغم من رفضها تحميل المسؤولية كاملة على حكم لم يستمر 6 شهور، لكن المؤشرات سلبية، ولا تدل على أي تحسن"، رافضة بشدة فكرة الصكوك، قائلة إنه "لا يمكن حل المشكلة الاقتصادية حاليًا وتحميل وزرها على الأجيال المقبلة".
وعن الأفلام التي لاقت استحسانًا لديها في الفترة الماضية، قالت حنان إنها "انبهرت بالفيلم الأميركي البؤساء، وأنها تتمنى أن نستطيع في مصر عمل فيلم مثله، لكن للأسف ينقصنا الكثير, كون الفن منظومة متكاملة، وعلينا العمل على الإنسان أولا، ولأن الفرد لا يأخذ حقه، لا يستطيع أن يقوم بواجبه على الوجه الأكمل، والبؤساء كان مبهرًا على جميع الصُعد، الموسيقى والسيناريو و الإخراج، إضافة إلى رؤية الفيلم في انتصار الثورة والثوار، مما أعطاها أمل، رغم بكائها المتواصل أثناء مشاهدته".
وتنتظر حنان بعد فيلم حفلة منتصف الليل عرض فيلمها "بعد الطوفان" الذي حاز على جوائز عدة، وتجسد فيه دور باحثة مصرية مقيمة في الخارج، وجاءت إلى مصر لتحضير رسالة الدكتوراه في حالات الفساد وتلتقي بشباب شاركوا في الثورة، و تتوالى الأحداث. إضافة إلى تصوير مسلسل شمس الأصيل إخراج عماد فؤاد، و يبقى لها يومان و تنتهي من تصويره وتقوم فيه بدور بنت بسيطة متدينة، تقوم بتحفيظ القرآن للسيدات في المنازل. وعن مواصفات فارس أحلامها قالت حنان إنها "تتمنى أن يكون ثريًا من الناحية الفكرية، ويتمتع بشخصية جذابة ذات ثقل، ولكن لحظة أن يأتي صاحب النصيب، لا توجد أي معايير، فهو شيء قدري بحت".