بغداد - نجلاء الطائي
تخوض القوات المشتركة العراقية معارك شرسة على مشارف قضاء الرطبة غرب الأنبار مع متطرفي التنظيم "داعش"، وتمكنت من تحرير الطريق الرابط بين منطقة الصكار وقضاء الرطبة.
وذكرت شرطة الأنبار في بيان لها، أن "الطريق الرابط بين منطقة الصكار والرطبة تم تحريره، وتكبيد داعش خسائر فادحة، مبينًا أن معارك شرسة مع التنظيم المتطرف مستمرة على مشارف الرطبة. وأكدت مصادر عسكرية أن "عملية تحرير الرطبة لن تستغرق أكثر من 72 ساعة". ووصلت القوات الأمنية، إلى مشارف قضاء الرطبة غرب الأنبار، فيما قامت هذه القوات بسقي عدد من الإبل عثرت عليها في المنطقة.
وأوضح مصدر أمني أن قوات الجيش وبقية القطعات العسكرية وصلت بالقرب من استراحة ومحطة وقود طيبة قرب الرطبة. وكانت قيادة العمليات المشتركة أعلنت الاثنين البدء في عملية تحرر قضاء الرطبة غرب الأنبار من داعش المتطرف. وأعلن قائد عمليات الجزيرة والبادية اللواء علي إبراهيم دبعون أن "القوات المشتركة من الجيش والشرطة وقوات الجزيرة تمكنوا من تنفيذ عملية عسكرية واسعة استهدفت تجمعات التنظيم المتطرف في مناطق شمال شرق ناحية بروانة"، مبينًا أن العملية أسفرت عن مقتل 15 عنصرًا من داعش وتدمير ثلاث عجلات مفخخة كانت معدة للتفجير. وأضاف دبعون أن "القوات الأمنية حققت نتائج عسكرية كبيرة في جميع قواطع المسؤولية في محاور قضاء حديثة وناحية البغدادي فضلًا عن تقدم للقطعات بمعارك تحرير قضاء الرطبة غرب الأنبار بمشاركة فاعلة من مقاتلي العشائر".
وتابع دبعون أن" خسائر تنظيم داعش خلال 24 ساعة الماضية كانت فادحة وتمثلت بمقتل العشرات من عناصرهم وتفجير جميع العجلات التي كانوا يحاولون استهداف القوات الأمنية المتقدمة في معارك التطهير". وأوضح رئيس المجلس البلدي لناحية العظيم في محافظة ديالى محمد ضيفان قائلًا إن "ست قذائف هاون سقطت على مناطق متفرقة من الناحية بعد ساعات من عودة وجبة جديد من العوائل للنازحة". وأضاف ضيفان، إن "سقوط القذائف لم يسفر عن أي خسائر بشرية فقط هناك أضرار مادية في عدد من الدور الخالية من العوائل"، مؤكدًا أن "القذائف انطلقت من نهر الحاوي وهو الحد الفاصل بين الناحية ومحافظة صلاح الدين".
وانفجرت عبوة ناسفة، الاثنين، أثناء محاولة قوة من الحشد الشعبي أبطال مفعولها على الطريق الرابط بين ناحية الصينية غرب قضاء بيجي، شمال تكريت، وقضاء حديثة في محافظة الأنبار، مما أسفر عن مقتل أحد عناصرها وإصابة اثنين اخرين بجروح متفاوتة. وأعلنت خلية الإعلام الحربي، أن قصفًا لطيران التحالف الدولي، في قرية الحاج علي بقاطع مخمور جنوب الموصل، اسفر عن تدمير عجلة همر تحمل رشاشة متوسطة وقتل طاقمها. وأضاف إن ضربتين جويتين لطيران التحالف، دمرت مدفعي هاون ومقتل 4 من عناصر داعش في قرية العوسجة بمحور مخمور جنوب الموصل. وانفجرت عبوة لاصقة مثبتة أسفل عجلة تابعة للحشد الشعبي، في منطقة الزعفرانية، جنوب شرق بغداد، مما أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح متفاوتة. وانفجرت عبوة ناسفة ، بالقرب من مرآب للسيارات في منطقة جسر ديالى القديم، جنوب شرق بغداد، مما أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة.
واستقبل رئيس مجلس النواب سليم الجبوري في مكتبه رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي. وذكر بيان مقتضب لمكتب الجبوري، أن الجبوري استقبل العبادي بحضور الهيئة السياسية لتحالف القوى العراقية. وفي غضون ذلك، وجّه رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، الاثنين، رسالة بمناسبة مرور 100 على اتفاقية "سايكس بيكو" لتقسيم المنطقة. وجاء في نص الرسالة، أنه "بعد 100 عام على تلك الاتفاقية فإن الحدود التي وضعتها ألغيت". وأوضح البارزاني قائلًا "عمليًا العراق مقسم الان، والطائفية هي من تشكل خطوط هذا التقسيم، لقد خرق داعش الحدود وانشأ أخرى جديدة في العراق وسورية والكثير من البلدان، وشعب كردستان غير مسؤول بأي شكل من الأشكال عن الوضع الحالي في العراق، فالمسؤولية عن هذا الوضع، تقع على كاهل من قسموا المنطقة، قبل مائة عام من الان، وكذلك على السياسات الخاطئة لحكام المنطقة وبغداد، الذين حاولوا إرساء الاستقرار بقوة السلاح والقهر، ولم ينجحوا في ذلك".
وواصل بارزاني في الرسالة، إن الكرد حاولوا وبشتى الوسائل المتاحة أن يرعى في العراق أساس الشراكة". وأضاف أنه "على المجتمع الدولي أن يتفهم رغبة السكان في العراق الذين يريدون أن تكون مصير العملية السياسية وفق ما يريدون هم". ومضى بالقول "يجب أن نعترف بالواقع الحالي، أن مفهوم المواطنة لم يتحقق ولم يعد للحدود والسيادة معنى، وأن اتفاقية سايكس بيكو انتهت، لذا يجب على الدول والمجتمع الدولي، بدلًا من الدفاع عن استمرار معاناة شعب العراق كمسؤولية تأريخية أن تفكر في حل واقعي وحقيقي للعراق والمنطقة، وإلا فستستمر الحروب والتطرف والمآسي، والمخاطر على السلم والأمن الدوليين".
واستطرد "في هذا الوضع الصعب، فإن أمام جميع الأطراف فرصة تأريخية لمنع الكوارث والمعاناة وعدم تكرار تجارب الماضي، أطالب في الذكرى المئوية لاتفاقية سايكس بيكو، ببدء حوار جاد بين إقليم كردستان وبغداد للتوصل إلى حل جديد، وإذا لم تنجح الشراكة، فلنكن أخوة وجيراناً جيدين". وبشأن موقف الأطراف السياسية الداخلية من الاستفتاء، كشف البارزاني "إذا أرادت الأحزاب السياسية، بذرائع مختلفة، التهرب من المسؤولية في هذه الفرصة التأريخية، فإن الشعب سيصدر قراره، وأن قرار الشعب أقوى وأكثر شرعية من أي قرار آخر".