سفارة العراق في الجزائر

تعرّضت سفارة العراق في الجزائر إلى هجوم حاد شنّه نشطاء وسياسيون جزائريون، على خلفية إعلان وجهته السفارة للجزائريين "الشيعة أو الراغبين بالتشيع" إلى إمكانية الحصول على سمة دخول العراق لأغراض تأدية الزيارات الدينية.
 
وجاء في نص البيان، أنه "تعلن سفارة جمهورية العراق في الجزائر للأشقاء الجزائريين (من الشيعة أو الراغبين في التشيع)، عن إمكانية التقدم لغرض الحصول على سمة الدخول إلى الأراضي العراقية لأغراض الزيارات الدينية (مزارات الشيعة في النجف وكربلاء)"، وفقا لمواقع جزائرية.
واضطرت السفارة العراقية في الجزائر فيما بعد إلى سحب الإعلان من موقعها الإلكتروني، بعد حملة قادها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، حظيت بمؤازرة سياسية أبدتها شخصيات وأحزاب جزائرية.
 
وبحسب ناشطين، فإن هذه الخطوة تشير إلى وجود مخطط تمدد شيعي في الجزائر بدعم من الحكومة الإيرانية والسفارة العراقية، إذ سيتمكن بذلك شيعة الجزائر الذين ينشطون في السر بعيدا عن أعين الرقابة، من الالتقاء بنظرائهم في العراق وباقي دول العالم.
 
واعتبر الصحافي الجزائري رفيق موهوب، بيان السفارة العراقية في بلاده، دعوة صريحةً لتسهيل تشيع من لم يتشيع بعد، وفتح المجال أمامهم لتمكين عقيدتهم الشيعية وتأطيرهم بحسب ما تريده المرجعية الدينية في "قم" الإيرانية.
 
وقال الكاتب الجزائري أنور مالك، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "فضيحة: سفارة العراق تدعو الجزائريين إلى التشيع علانية، نطالب الحكومة بإجراءات ضد أعمال سرية برعاية سفارة إيران".
 
وأضاف أن "سفارات كل من إيران والعراق وسورية تتعاون مخابراتيا في تشييع الجزائريين وعلى السلطات اتخاذ تدابير صارمة تجاهها فالأمر يتعلق بأمننا القومي!".
وقال أنور مالك في تغريداته: "لن نسمح لأي كان باستهداف هوية الجزائر الإسلامية التي هي على مذهب أهل السنة والجماعة ولو كلفنا ذلك حياتنا فالموت في سبيل الله أغلى أمانينا".
 
مؤازرة سياسية
يرى رئيس المجلس الوطني المستقل للأئمة جمال غول، أن سفارة العراق تؤدي وظيفتها و"تعمل من أجل مصلحة بلادها ونشر مذهبها"، متسائلا عن دور الجزائر وجهودها في هذا السياق وأين موقفها من الرد على نشاطات كهذه.
 
من جهته، وصف المكلف بالإعلام السابق بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف عدة فلاحي، هذا الإعلان بأنه "سابقة"، مشيرا إلى أن "من حق السفارات الترويج لبلدانها لكن بدون تخصيص".
وأضاف، أن سبب ذلك هو أن الدعوة كانت لابد أن تكون في شكلها العام مع إعطائها طابعا سياحيا أو تضامنيا و"ليس دينيا"، مشددا في هذا الصدد على أن "هذا الشكل لا يلقى الإجماع حتى عند المراجع الشيعية الكبرى في العراق ولدى إيران الراعي الأكبر للمذهب".
واستغرب عدة، اختيار السفارة المسؤولة لهذا "الظرف غير المناسب وغير المدروس"، محذرا من خطورة "ردة الفعل التي قد تنجم عنه" وذلك من طرف من وصفهم المصدر بـ"المعادين للمذهب الشيعي".
 
وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد عيسى، قد اتهم في 29 أيار/ مايو الماضي، جهات أجنبية بما سماه "التشويش" على الجزائريين، من خلال نشر الطائفية وتشجيع التشيع.

وأعلن الوزير في وقت سابق عن تشكيل جهاز تفتيش يتولى مكافحة حركات التشيع في البلاد بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، مؤكدا أن الجزائر مستهدفة في مرجعيتها الدينية، ومشيرا إلى وجود "مخططات طائفية لزرع الفتنة في المجتمع الجزائري".
 
شيعة الجزائر
وشهدت زيارة "أربعينية الإمام الحسين" في كربلاء، مشاركة شيعة الجزائر، رفعوا خلالها العلم الجزائري في سماء كربلاء لأول مرة، وهو الأمر الذي يؤكد مدى تمدد هذا التيار في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، بحسب موقع "البلاد".
يذكر أن زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر دعا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، الشيعة في الجزائر، إلى أن يُجاهروا بتشيّعهم، وأن يخرجوا من قوقعتهم، وحثّهم على الانفتاح على المجتمع، وعدم التقوقع والخوف من "الثلة الضالة".