بيروت - غنوة دريان
يعتبر تفكك الأسرة بداية لانهيار سلوكها، ومن أكثر المشاكل الاجتماعية الخطرة، إذ يؤثر على المجتمع ككل، ويوجد على كثير من الأنماط ومنها "التفكك الأسري الجزئي الذي يكون ناتجًا عن انفصال الوالدين عن بعضهما، والتفكك الأسري الكلي الذي يكون ناتجًا عن وفاة أحد الوالدين، والتفكك النفسي، بالإضافة إلى التفكك الاجتماعي".
وتشرح الدكتورة ديالا نجار أسباب التفكك الأسري و أثاره على العائلة بأكملها والأطفال وطرق علاجه، حيث قالت " يؤدي التفكك الأسري إلى عدم إحساس الطفل بالانتماء إلى العائلة، إذ لا يتأثر بالأحزان أو الأمراض التي تصيبهم، كما يُمكن أن يصبح عنيدًا وعدوانيًا، وبالتالي يميل إلى التخريب والتدمير بنحو دائم"
وتابعت الدكتورة" يصبح الطفل حساسًا بنحو مُفرط، كما يفقد ثقته بنفسه، وبالتالي يصبح انطوائيًا وأنانيًا، ولا يتحمل مسؤولية، بالإضافة إلى ذلك فإنه ينظر إلى الآخرين نظرة حقد، ظنًا منه بأن الجميع أفضل وأحسن" وأكدت "الاستغلال الجنسي أو المادي يشعر الابن بأنه منبوذ من الآخرين، كما يصبح فريسة للآخرين، والذي يُمكن أن يستغلوه جنسيًا أو ماديًا, ضعف التحصيل الدراسي, الإحساس بالحزن بنحو دائم، وبالتالي يُمكن أن يُصاب الطفل بالكثير من الأمراض النفسية، والتي تتحول إلى أمراض خطيرة مثل: الاكتئاب, الإحساس بالغضب بنحو دائم، والميل إلى العدوانية".
وتأتي في مقدمة أسباب تفكك الأسرة، مشكلة الفراغ العاطفي عند الأبناء، وذلك بسبب انشغال الأم أو الأب في العمل من دون الإدراك والاهتمام بأهمية وجودهما في حياتهم، والصراعات الداخلية، وعواملها من حيث "الفارق الاقتصادي، والرغبة في السيطرة على الطرف الآخر، وبخاصة أن الرجل الشرقي يرغب في السيطرة ماديًا دومًا على المرأة".
الطلاق
ويعد الطلاق هو أحد أهم مسببات تفكك الأسرة، إذ يُسبب تشتت الأبناء ما بين الأم والأب، كما أن العولمة تنتج فقدان القيم الاجتماعية لدى الأبناء نظرًا للتأثير الكبير الذي تمارسه القيم الغربية على أطفالنا والتي يساء فهمها واستخدامها مثل: احترام الأهل, وجود خادمة في البيت، والتي تقوم بدورها الكامل في رعاية الأبناء، وبالتالي تؤثر على سلوكهم، وتربيتهم، ومعتقداتهم، ويأتي بعد ذلك ضعف الوازع الديني والأخلاقي ومعرفة قيمة الأسرة بالنسبة للأهل وأنهم في حالة الفراق سيجنون على أطفال لا حول لهم ولا قوة، ولكن غياب هذه القيم ، سيجعل الأهل يقدمون على هذه الخطوة دون أن يشعروا بفداحة الأمر الذي ارتكبوه