موسكو - حسن عمارة
أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تستعد لشن ضربة على سورية من أجل تغطية هجوم كبير يعتزم المسلحون في محافظة إدلب شنه على حماة وحلب، وقالت في بيان صحافي أصدره مدير مركز مصالحة الأطراف المتناحرة في سورية، اللواء ألكسي تسيغانكوف، مساء السبت، 25 آب/ أغسطس، إن "أكثر من 70 في المئة من أراضي محافظة إدلب السورية تخضع لسيطرة التنظيمات الإرهابية التي تعتبر هيئة تحرير الشام "جبهة النصرة سابقًا" الأشهر والأكبر بينها".
وتابع البيان "وفي الأسبوع الماضي دعا زعيم هذا التنظيم الإرهابي، أبو محمد الجولاني، جميع العصابات في إدلب إلى الجهاد ضد الدولة العلمانية السورية، وبالتزامن مع ذلك تجاوز عدد أنصار الحوار السياسي "مع الحكومة" الذي تم احتجازهم وسجنهم 500 شخص"، وشدد على أنه "تمت تعبئة عدة آلاف من المسلحين المزودين بالسلاح الثقيل والمدرعات لشن هجوم على حماة وحلب".
وأشارت الوزارة إلى أنه "بالتوازي مع ذلك يجري التحضير لتنفيذ استفزازات باستخدام مواد سامة"، وأردفت موضحة "وفي غضون ذلك، تجري في بلدة جسر الشغور وبقيادة ممثلي منظمة الخوذ البيضاء ما يسمى بعمليات تدريب على العمل في ظروف الإصابة بالأسلحة الكيميائية، ونقل مسلحو هيئة تحرير الشام إلى المنطقة 8 حاويات ممتلئة بالكلور وتم تخزينها حاليًا في بلدة حلوس في مستودع لتنظيم الحزب الإسلامي التركستاني".
وكشفت الوزارة أن "هذه العملية الاستفزازية بمشاركة الخوذ البيضاء، الذين سيحاكون إنقاذ مصابين بالأسلحة الكيميائية، من المخطط أن تشارك فيها بشكل نشط الاستخبارات البريطانية ومن شأنها أن تمثل ذريعة لشن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضربة صاروخية جوية جديدة على المواقع الحكومية للبنية التحتية الصناعية والاقتصادية في سورية لضمان تنفيذ الهجوم المعد للمسلحين على حماة وحلب".
ولفتت الدفاع الروسية إلى أن "هذا الأمر تؤكده التصريحات غير المبررة التي صدرت عن قيادات الدول الغربية وتحدثت عن استعدادها لشن ضربات صاروخية على سورية، وذلك بالتزامن مع دعوات زعيم الإرهابيين الجولاني إلى الجهاد"، منوهة بأن "وسائل الإعلام في الدول الغربية روجت في الأسبوع الماضي لتهديدات مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي، جون بولتون، وكذلك للبيان المشترك الذي وزعته في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا".
وأكدت الوزارة على أن "الدول الغربية تقوم في الوقت ذاته بتعزيز مجموعتها لحاملات الصواريخ المجنحة في الشرق الأوسط"، مبينة أنه "لقد وصلت إلى مياه الخليج المدمرة الأميركية The Sullivans التابعة للأسطول الحربي البحري للولايات المتحدة والمزودة بـ56 صاروخًا مجنحًا موجودة على متنها، فيما تم نقل قاذفة استراتيجية أمريكية B-1B تحمل 24 صاروخ جو-أرض من طراز JASSM إلى قاعدة العديد الجوية في قطر".
واختتمت وزارة الدفاع الروسية بيانها أن "الغرب مستعد بالتالي لدعم الإرهابيين مرة أخرى وشن عمل عدواني ضد دولة ذات سيادة انتهاكًا لجميع قوانين المجتمع الدولي، الأمر الذي لا مفر من أن يسفر عن تصعيد حاد للأوضاع في الشرق الأوسط وتقويض عملية التسوية السلمية للأزمة السورية".